
كشف مشروع مواجهة التطرف في الولايات المتحدة عن قائمة من 90 مشتبها أميركيا يعتقد أنهم قاتلوا مع الجماعات المتطرفة مثل «داعش» أو «حركة الشباب» أو «جبهة النصرة» أو حاولوا الانضمام إليها أو يعتقد أنهم قدموا دعما ماديا أو عينيا لها. وفحصت مجلة «المجلة» الأسماء التي تم الكشف عنها وقدمت خلفية مختصرة عن بعض أبرز تلك الأسماء.
من أبرز الأسماء الموجودة في القائمة: منير محمد أبو صالحة الذي أصبح أول مواطن أميركي ينفذ عملية انتحارية في سوريا. نشأ أبو صالحة في «فيرو بيتش» بولاية فلوريدا وهو ينحدر من أب فلسطيني وأم أميركية. ولا يذكر جيران أبو صالحة في ولاية فلوريدا من الشاب الذي فجر 16 طنا من المتفجرات في مطعم على قمة جبل في سوريا، إلا ولعه بكرة السلة.
فيقول مارك هيل، وهو أحد جيران أبو صالحة والذي يعيش في المسكن المواجه لمسكن والديه: «كان يلعب كرة السلة بأية حلقة تقع في طريقه. لقد كان بالخارج يلعب دائما».
[inset_right]الجيل الثالث من الاوربيين والامريكيين.. الاخطر على المجتمع الغربي[/inset_right]
ويقول هيل الذي كان جارا لأسرة أبو صالحة منذ عام 2006 إنه لم ير أبو صالحة منذ بعض الوقت - حتى ظهر وجهه في التقارير التلفزيونية باعتباره شخصا ساعد في تنفيذ عملية تفجيرية في شمال سوريا.
وفي مايو (أيار) 2014 سافر أبو صالحة إلى المنطقة التي تمزقها الحروب للانضمام إلى جبهة النصرة وهو التنظيم السوري التابع لـ«القاعدة» ثم قام بتنفيذ عملية انتحارية هناك. وتفيد التقارير الإخبارية بأن السوريين الذين استقبلوا أبو صالحة عندما وصل إلى مدينة «خربة الجوز» كانوا يشعرون بالاندهاش، نظرا لأنه كان أحد أوائل المقاتلين الأجانب الذين ينضمون للجماعات المتطرفة.
وكان أبو صالحة معروفا بأنه يعيش حياة طبيعية هادئة مثل أي مراهق في سنه ويستمتع بلعب كرة السلة. فيقول عنه أحد رفقاء كرة السلة: «كان ولدا لطيفا، ولم يقم أبدا بأي شيء غريب. وكان الجميع يحبونه. لقد كان ولدا طبيعيا تماما».
وفي موطنه، الذي كان يعيش فيه قبل الانتقال إلى سوريا، كانت أسرته تشتهر بأنها تقدم تحية ودودة لكل الجيران فيما كانوا يتجولون حول المنزل وهم يرتدون ملابس إسلامية تقليدية.
وكان أبو صالحة قد غادر مدرسة «سباستيان ريفر» لكي يلتحق بأكاديمية سانت جيمس التي تسمح للطلاب بأن يستكملوا دراساتهم من المنزل وتخرج في مارس (آذار) 2009.
ثم حضر سلسلة من البرامج الجامعية المختلفة لفترة قصيرة قبل أن ينتقل إلى الأردن عندما وفر له أبوه فرصة عمل بها.
وكشف مشروع مواجهة التطرف أيضا عن حالة هدى مثنى التي غادرت منزلها بهوفر بألاباما للانضمام إلى «داعش» في سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 عندما كانت تبلغ 20 عاما لكي تصبح زوجة ثم أرملة لمقاتل متطرف ثم استمرت في تبني أهداف «داعش».
وقد أخبر المتحدث الرسمي باسم أسرة مثنى، والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، حسن شبلي، الصحافيين في أبريل (نيسان) 2015 بأن مثنى تعرضت «للاستغلال» و«غسيل المخ» على يد «داعش». ويعتقد والد مثنى، محمد، أيضا أن ابنته تعرضت أيضا لغسيل المخ. وأضاف مثنى: «جميع آباء المقاتلين الأجانب بـ(داعش) يعتقدون الشيء نفسه بشأن أولادهم».
ووفقًا لشبلي، انسحبت مثنى من الجالية الإسلامية قبل أن تغادر «لأنها تعلم أن الجالية ليست متعاطفة مع هذه الجماعات المتطرفة».
وفي حوار مع موقع «بازفيد» الإخباري وصف زملاء هدى، وكذلك والدها، الفتاة بأنها ليس لديها أصدقاء في الحياة الحقيقية. ووفقا لما روته هي شخصيا فإن ذلك كان قرارها الخاص.
فقد أخبرت «بازفيد»: «عزلت نفسي بالمعنى الحرفي عن كل أصدقائي وأفراد الجالية خلال العام الأخير الذي قضيته في أميركا»، وفسرت ذلك بأنها لم تكن ترغب في الارتباط بأي شخص لا يشاركها رؤيتها للإسلام وهي الرؤية التي تعتقد بأنها توجب على كل مسلم أن ينتقل إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش».
وأضافت هدى: «كلما أصبحت أكثر التزاما بديني، كنت أخسر أصدقائي، كما أنني لم أجد أي أحد في جاليتي لديه الرغبة في أن يسير معي في الطريق الذي أرغب في سلكه». وأخبرت هدى الموقع الإخباري بأنها كانت تخطط للانتقال إلى سوريا منذ نوفمبر 2013.
وأضافت: «الناس في هوفر طيبون ولكنهم لا يفكرون سوى في الدنيا وهذا لا يعجبني».
وأضافت هدى أن والديها لم يكونا بمعزل كامل عما يمكن أن تؤدي إليه المعتقدات الجديدة لابنتهما. فتقول هدى: «لم يكونا على علم بأنني أنتوي الرحيل، ولكن كانت لديهما فكرة. فكانوا عندما يشاهدون تقارير حول الفتيات اللاتي يسافرن إلى سوريا كانا يقولان أشياء مثل (من المرجح أن تحذو هدى حذوهن)».
واعترف والد هدى في حوار مع موقع «بازفيد» بخوفه من تعرضه للاستهداف هو وعائلته إذا ما عرف الناس بقرار هدى الانضمام إلى «داعش»، حيث سيظنون أنهم إسلاميون راديكاليون. كما أنه لا يفضل الذهاب إلى مكان آخر بخلاف أميركا. فيقول: «أميركا هي بلدي الآن. وبلد أولادي. وإذا ما طلب مني باعتباري مواطنا أميركيا أن أدافع عن هذه البلد، فسوف أفعل ذلك». وأضاف: «لا أعرف كيف يمكنني صياغة ذلك على النحو الملائم، ولكن ذلك يمكن أن يحدث في أي مكان. في أميركا أو خارج أميركا. ولكن ليس هناك حقا مكان آمن وبيئة إيجابية يمكنك أن تربي فيها أطفالك مثل هذا البلد. فلدينا مطلق الحرية في ممارسة ديننا والذهاب إلى المسجد وأداء الصلوات والاستماع إلى رجال الدين وقراءة الكتب والرجوع إلى منازلنا والحياة بحرية. إن هذا أفضل مكان للعائلة. فهو حلم لجميع الناس وما زال حلما وسوف يظل حلما لنا جميعا».
ومن جهة أخرى، تتضمن القائمة أسماء هؤلاء المتهمين بدعم شبكات «داعش» مثل جوشوا راي فان هافتن (34 عاما) من ماديسون بويسكونسن والذي كان يعتزم السفر إلى العراق أو سوريا للانضمام إلى «داعش»، وذلك وفقا لبيان المدعي العام في أبريل (نيسان) 2015.
تم اعتقال جوشوا في مطار أوهار الدولي بشيكاغو بعد وصوله على متن رحلة قادمة من تركيا. وإذا ما أدين جوشوا، فإنه سوف يقضي 15 عاما بالسجن.
ويزعم المدعون أن جوشوا غادر الولايات المتحدة في 26 أغسطس (آب) 2014 متجها إلى تركيا التي تعد محطة وسيطة للكثير من المقاتلين المحتملين نظرا لوجود حدود مشتركة بينها وبين سوريا. وعندما كان هناك، تبادل سلسلة من رسائل «فيسبوك» مع الأصدقاء وتفاعل عبر الشبكات الاجتماعية مع بعض الأشخاص الذين يدعمون تنظيم داعش.
ووفقا للمدعين، كان جوشوا يتبادل الرسائل مع أحد زملاء السكن في الولايات المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول)، والذي سأله متى سيعود إلى بلاده فأجاب: «يبدو أن تركيا في هذه اللحظة منقسمة بشأن الهجوم على «داعش»، فإذا ما قرروا شن الهجوم سأشن عليهم هجوما».
وفي حالة أخرى، اعتقلت السلطات الأميركية امرأة من ولاية فرجينيا خلال العام الماضي ووجهت لها الاتهامات بعدما قامت بنشر رسائل على «فيسبوك» تؤيد تنظيم داعش وعرضت تقديم المساعدة لشخص على صلة بالجماعة الإرهابية في سوريا.
وتواجه هيثر إليزابيث كوفمان (29 عاما) اتهاما بالكذب أثناء التحقيقات. ويبدو أن كوفمان قد اعتقلت بعدما نصب لها كمين وعرضت مساعدة أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان متخفيا على التواصل مع تنظيم داعش في سوريا. وتقول السلطات إنها كذبت على المحققين الذين كانوا يحققون معها في دعمها للجماعات المتطرفة.
وفي حالة أخرى، تم اعتقال تيرانس جي ماكنيل من أكرون بأوهايو الذي يعتقد أنه يدعم «داعش». وكان ماكنيل قد اعتقل في 2015 بتهمة الحث على ارتكاب جرائم العنف. حيث تشير التقارير إلى أنه دعا إلى قتل أفراد الجيش الأميركي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أسماء وعناوين وصور نحو 100 فرد من أفراد القوات المسلحة الأميركية.
ووفقا لوثائق المحكمة، ليس لدى ماكنيل أي سجل إجرامي ولكن لديه تاريخ من إصدار التهديدات عبر الإنترنت. ولدى ماكنيل حسابان نشطان على موقعي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» حذفت الكثير من الرسائل عليهما نظرا لما تضمنته من عنف.