تونس: «ضربة» الزين

خفايا اللحظات الحرجة التي سبقت التغيير

بن علي وبورقيبة وشد على الأيدي في بداية التحالف

تونس: «ضربة» الزين

 
* انفتاح سياسي وعودة المنفيين والمعارضين باتت وشيكة

الذين حضروا مؤتمر الحزب الدستوري العام الذي عقد في الفترة من 19 - 21 يونيو (حزيران) العام 1986، لاحظوا أن هناك تنافساً شبه علني على خلافة الرئيس الحبيب بورقيبة وأن هذا التنافس انحصر بين ثلاثة أشخاص ليس من بينهم محمد مزالي الوزير الأول في ذلك الوقت وهم: بورقيبة الابن، ومحمد الصياح، وزين العابدين بن علي. وكان هناك شبه إجماع بين المراقبين بأن السيد بن علي سيكون الحصان الرابح في هذا السباق. وقد أثبتت الأحداث والتطورات التي أعقبت المؤتمر المذكور صحة هذه التوقعات، فقد فر المزالي إلى أوروبا عبر الجزائر، ولم يعمر رشيد صقر طويلا في رئاسة الوزارة حيث أطاحت به أحداث ومظاهرات حركة الاتجاه الإسلامي وعجلت بقدوم السيد بن على إلى رئاسة الوزراء ثم رئاسة الجمهورية. 
ما حدث في فجر يوم السبت الماضي وبالتحديد في الساعة السادسة والنصف صباحا بتوقيت تونس عندما أذاع راديو تونس الرسمي وبصوت السيد بن على نبأ إزاحة الرئيس بورقيبة من الرئاسة، بات معروفا، ولكن الشيء الذي ما زال غير معروف هو الأحداث والتطورات التي سبقت هذا الإعلان وأدت إلى هذا التغيير المفاجئ. 
أقوال كثيرة ترددت في هذا الصدد ونظريات كثيرة فسرت هذه التغييرات؛ هناك من ذكر أن الرئيس بورقيبة الذي أنهكه المرض وضعفت ذاكرته وتلفت أعصابه كان على وشك إحداث تغييرات في الحكومة والرئاسة ما كان سيرضى عنها خليفته بمقتضى الدستور وهو وزيره الأول بن علي، وفسر هؤلاء أن استقبال الرئيس بورقيبة للسيد محمد الصياح (وزير التعليم ومؤرخ الرئيس) على أنه مقدمة لبعض هذه التغييرات بل ذهب البعض إلى حد القول إن المجاهد الأكبر وعد السيد الصياح بالخلافة، وطلب من حكومته تمهيد الطريق لذلك، الأمر الذي لم يثر ارتياح الوزير الأول الذي كان يعتقد أنه هو الامتداد الشرعي للرئيس التونسي.
وهناك نظرية أخرى تقول إن بورقيبة وبسبب حالته الصحية المتدهورة وبتحريض من بعض المقربين والمقربات إليه طلب من وزير العدل إعادة محاكمات حركة الاتجاه الإسلامي وإصدار أحكام بالإعدام في حق زعيم هذه الحركة في تونس السيد الغنوشي، الأمر الذي لو تم قد يحدث هزة أمنية في البلاد يعلم الله أين ستنتهي، ولا بد أن السيد بن علي بحسه الأمني ووزير داخلية ورئيس مخابرات سابق، قد أدرك هذا الأمر وقرر التحرك بسرعة لإحباط هذه الخطوة وقطع الطريق على الذين يقفون خلفها. 
وهناك شائعة ثالثة انتشرت في الأوساط السياسية التونسية تقول إن الرئيس بورقيبة بدأ يتجاوب مع بعض الأصوات التي كانت تحثه على تعيين ابنه خليفة له على أساس أن هذا التعيين سيعني استمرار تردد اسمه حتى بعد وفاته. 
ويقول بعض المقربين من قصر الرئاسة إن الرئيس بورقيبة بدأت تستهويه هذه الفكرة خاصة أنه يحبذ دائما تخليد اسمه وأعماله، ولكن مثل هذا التغيير يحتاج إلى تعديل دستوري وإعداد مسبق وربما محاولة إجراء مثل هذا التعديل عجلت بالتغيير الشامل الذي أجراه السيد بن علي. 

 

«المجلة»كانت قد انفردت قبل عام وثمانية أشهر تقريبا في الإشارة إلى أن زين العابدين بن علي سيكون الرئيس التونسي المقبل (العدد رقم 320 الصادر بتاريخ 26 مارس/ آذار 1986م).


 
تدهور صحي 
والشيء المؤكد أن قرارات المجاهد الأكبر الأخيرة قد عكست حالته الصحية المتدهورة وأثرت على مصداقيته كزعيم للبلاد فقد أصدر عدة قرارات ثم تراجع عنها، فقد عين السيد عبد الملك العريس مدير عام الإذاعة والتلفزيون رئيسا للحزب الدستوري، ثم عاد وتراجع عن هذا التعيين، وأعاده إلى منصبه الأول، وحاول نقل وزير الثقافة السيد زكريا بن مصطفى إلى منصب آخر، ثم تراجع مرة أخرى عن هذا القرار. 
من الملفت للنظر أن عهد السيد من على قد قوبل بترحيب كبير من الأوساط الحكومية والمعارضة في الوقت نفسه، وأن الشارع التونسي قد عبر عن فرحته بالتغييرات الأخيرة بطرق شتى وسارت الحياة بصورة طبيعية صباح يوم التغييرات ولم تتخذ أية إجراءات أمنية اضطرارية باستثناء تعليق رحلات الطيران وإغلاق المطار أمام الرحلات المغادرة وليس القادمة وتشديد الحراسة على القصرالجمهوري، بل إن السيد محمد مزالي رئيس الوزراء الأسبق وأعضاء وزارة حركة الاتجاه الإسلامي رحبوا بشكل حماسي بالتغييرات الأخيرة. 
كان التونسيون قد أفاقوا صباح يوم السبت الماضي على بيان للسيد بن علي يعلن فيه تنحية الرئيس الحبيب بورقيبة عن الحكم وتوليه رئاسة الدولة، وعقب البيان الذي أذاعه الرئيس الجديد بنفسه أعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة السيد الهادي البكوش ابن بلدته وصديقه الحميم وذلك قبل ساعات قليلة من أداء السيد زين العابدين اليمين الدستورية أمام مجلس النواب الذي دعا إلى جلسة عامة لهذا الغرض طبقا للفصل 42 من الدستور التونسى وقد صفق الأعضاء طويلا لهذا التغيير مؤكدين مباركة المجلس للتغييرات الدستورية وتحول المسؤولية على رأس السلطة في نطاق الشرعية الدستورية.
 
مهلة الزين 
يبلغ السيد زين العابدين من العمر 51 عاما وهو من الساحل التونسي ومتخصص بشؤون الأمن ويتصف بالقوة والحزم، وقد تلقى عدة دورات عسكرية وأمنية في المدارس العسكرية الفرنسية والأميركية وأشرف بشكل مباشر على شؤون الأمن في الجيش والمخابرات العسكرية وقد بدأ مشواره في العود على سلم السلطة منذ استدعائه من منصبه الكبير لتونس في وارسو غداة اضطرابات الخبز في يناير (كانون الثاني) العام 1984. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه عين في منصب كاتب الدولة لشؤون الأمن الوطني. وفي أبريل (نيسان) 1986 عين وزيرا للداخلية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أصبح رئيساً للوزراء مع احتفاظه بمنصبه كوزير للداخلية. 
ويبدو أن الرئيس التونسي الجديد سيتسم عهده بانفتاح سياسي على المعارضة وإجراء إصلاحات رئيسية في مختلف المجالات، فقد ذكر في خطابه الرئاسي أن الشعب التونسي جدير بحياة سياسية متطورة تعتمد تعددية الأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية. وقال إنه سيعرض قريبا مشروع قانون للأحزاب ومشروع قانون للصحافة على مجلس النواب، يوفران مساهمة أوسع في بناء تونس ودعم استقلالها ووجدت هذه السياسة الافتتاحية أصداء جيدة في أوساط المعارضة في داخل تونس وخارجها وعبرت مختلف الشخصيات المعارضة وعموم المواطنين عن ارتياح كبير لما حدث؛ ففي فرنسا على سبيل المثال رحبت شخصيات بارزة بعزل الرئيس بورقيبة واعتبرت هذا العزل بأنه جاء في نطاق الشرعية الدستورية فقد أعرب كل من: السيد محمد المصمودي وزيرالخارجية الأسبق، وإدريس قيقة وزير الداخلية الأسبق، ومنذر بن عمار وزير الصحة والشؤون الاجتماعية وشقيق الوسيلة بن عمار زوجة الرئيس السابقة، عن أملهم جميعا في العودة إلى دولة القانون والمصالحة الوطنية. 
وما زال من السابق بعد لأوانه الحديث عن أي توقيت لعودة هذه الشخصيات وغيرها إلى تونس وما إذا كان هناك حظر على أنشطة بعض هذه الشخصيات السياسية بمقتضى قوانين الصحافة وتنظيم الحياة الحزبية التي وعد بإصدارها الرئيس الجديد كما أنه من المبكر الحديث عن مستقبل بعض رموز العهد البورقيبي التي كانت تنافس على السلطة وتخوض معركة الخلافة مثل محمد الصياح وزير التعليم السابق ومنصورالسخيري وزير النقل السابق ومحمود بلحسين مستشار الرئاسة الذين كانوا يشكلون مركز قوة حقيقيا في تونس وقد تردد أن هؤلاء الثلاثة بالإضافة إلى اللواء نعمان قائد أركان سلاح الجو وابن أخت الرئيس بورقيبة قد اعتقلوا ونقلوا إلى قاعدة عسكرية من قبيل التحفظ والاحتياطات الأمنية. 

 

مظاهرات الخبز عجلت بصعود الزين


 
رأي السبسي 
السيد باجي قائد السبسي وزير خارجية تونس الأسبق الذي يستعد للعودة إلى بلاده بعد أن عمل لمدة عام واحد كسفير لبلاده في العاصمة الألمانية بون قال لـ«المجلة»إن الرئيس بن علي قدم للشعب التونسي الخطوط العريضة لما ينوي القيام به من تعديلات دستورية لإلغاء الرئاسة مدى الحياة وضرورة إشراك الشعب واستشارته في الشؤون التي تهم مصير البلاد وترسيخ التضامن والوحدة الوطنية وهي أسس ومبادئ تتماشى مع آراء وأفكار جيل السياسيين الذين ناضلوا في السبعينات من أجل ديمقراطية الحكم ومواكبة عجلة التطور.
وأضاف السيد السبسي: «في عام 1974 تم إبعادي عن الحزب بسبب هذه الآراء، ولكن حين يأتي مسؤول بيده السلطة ويعبر بوضوح عن عزمه على إدخال هذه المفاهيم حيز التطبيق فلا يمكن إلا أن نستبشر خيرا ومن الضروري أن يفهم الجميع أن هذا العمل المصيري الكبير لا يمكن أن يتم إلا في كنف الاستقرار والأمن والمناخ الملائم لإنجاحه ولا أعتقد أن هناك من سيعترض طريق الوفاق الوطني». 
وتحدث السيد السبسي عن تطورات الأيام الأخيرة في تونس وقال: «إننا في الفترة الأخيرة كنا نعيش سياسات كانت تسير في عكس مصلحة تونس وتهدد بتعطيل مسيرتها في مواجهة التحديات الكثيرة وأبرزها معركة التقدم فقد انشغل بعض الساسة في أمور هامشية عن أمورنا المصيرية». 
وأضاف: «من الضروري أخذ وعود الرئيس الجديد على محمل الجد خاصة عزمه إعادة هيبة الدولة وضرورة مساهمة التونسيين في عملية الديمقراطية. ومن الواجب أن نتكتل كلنا لتجنيب تونس مزالق الانقسام والتفكك في ظروف دقيقة فنضج الشعوب ومستواها يبرز في مثل هذه الفترات». 
وأعرب السيد السبسي عن اعتقاده بأن سياسة تونس الخارجية في العهد الجديد ستستمر على النهج نفسه ولن يتغير فيها شيء وقد يتغيرالأسلوب ولكن القاعدة ستبقى ثابتة، إذ أعلن الرئيس الجديد أن تونس ستحافظ على التزاماتها السابقة وستعمل حسب أبعادها المختلفة كدولة مسلمة في المجموعات العربية والإسلامية والإفريقية. 
وقال السيد السبسي: «إن وزير الخارجية الجديد محمد المستيري أحد ألمع رجال الدبلوماسية التونسية على قيادة السياسة الخارجية لتونس». 
وإذا كان ترحيب التونسيين على جميع المستويات من أبرز سمات العهد الجديد فإن استقبال الدول العربية والعالمية لخطوة بن علي عكست حالة ارتياح لم يسبق لها مثيل، فقد كان من الملفت للنظر أن الجزائر كانت أول دولة تعلن اعترافها بالقيادة الجديدة، كما بعث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز برقية تهنئة إلى الرئيس الجديد أعرب فيها عن تمنياته له بالتوفيق، كما بعث الرئيس حسني مبارك برقية مماثلة أكد فيها وقوف مصر إلى جانب القيادة الجديدة، وبعث رؤساء فرنسا وأميركا وزعماء العالم برقيات مماثلة. 
إن عهد «الزين»في تونس سيكون عهدا مختلفا، ففارس قرطاج الجديد محنك ومجرب ومعروف بالجدية والكفاءة واحترام القانون، ولذلك تتسم المرحلة المقبلة بالعمل الجدي خاصة على صعيد الاقتصاد لتجاوز الأزمة الاقتصادية وإعادة الثقة إلى شعب استطاع بإمكانياته المحدودة أن يحقق إنجازات شتى في مجال العمل والإنتاج والتطور.

 
قصة صعود الرئيس زين العابدين بن علي
 
* ولد في الثالث من سبتمبر (أيلول) 1936 في بلدة حمام سوسة التي تبعد نحو 140 كيلومترا عن العاصمة تونس و25 كيلومترا من مدينة الموناستير مسقط رأس الرئيس السابق بورقيبة 
* أنهى دراسته الثانوية في مدارس حمام سوسة والتحق بمعهد للدراسات العليا وحصل على دبلوم في الهندسة الإلكترونية
* بدأ نشاطه السياسي بالانضمام إلى الكشافة ثم الشبيبة التابعة للحزب الدستوري
* بعد تخرجه من المعهد التحق بالجيش التونسي وأوفد بعد ذلك في مهمتين دراسيتين إلى فرنسا حيث حصل على دبلومين في الدراسات العسكرية الأول من معهد سانسير والثاني من معهد شالون سورمارن. وفور عودته إلى تونس أوفد في مهمة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث انتسب أولا إلى المعهد الأعلى للأمن والمعلومات ثم إلى معهد المضادات الجوية
* في العام 1968 اختاره المجاهد الأكبر مديرا عاما للاستخبارات العسكرية التونسية واستمر في هذا المنصب زهاء ستة أعوام
* في العام 1974 عين ملحقا جويا وبحريا في السفارة التونسية في الرباط 
* في العام 1977 ديسمبر (كانون الأول) أصبح مديرا للأمن الوطني
* في ربيع 1980 دخل السلك الدبلوماسي لأول مرة وعين كسفير لبلاده في بولندا 
* في 1984 استدعاه الرئيس بورقيبة بعد اضطرابات الخبز وعينه مديرا عاما للأمن الوطني وتمكن من لملمة ذيول أحداث ذلك العام بسرعة مما أدى إلى ترفيعه خلال أقل من 10 شهور إلى رتبة كاتب دولة للأمن الوطني ثم ترقيته إلى مرتبة وزير مكلف بالأمن الوطني في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1985
* في أبريل (نيسان) 1986 تسلم حقيبة وزارة الداخلية وفي مؤتمر الحزب الذي عقد في يونيو (حزيران) في نفس العام انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب الحاكم ثم عينه الرئيس بورقيبة عضوا في المكتب السياسي وأمينا عاما مساعدا للحزب الدستوري الحاكم 
* في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 1987 تولى رئاسة الوزراء خلفا للسيد رشيد صقر واحتفظ في الوقت نفسه بوزارة الداخلية
* متزوج وله ثلاثة أبناء
 

الرئيس ريغان يساعد الرئيس بورقيبة على الجلوس


 
الأرق الدائم مرض بورقيبة المزمن
 
 
يعاني الحبيب بورقيبة منذ سنوات طويلة من مرض عدم القدرة على النوم (الأرق) وقد اعتاد على تلقي العلاج في إحدى مصحات مدينة ليون الفرنسية. وفي عام 1978 زار بورقيبة ألمانيا الغربية لإجراء فحوصات طبية وعولج في مستشفى الجامعة في بون على يد البروفيسور هوبر وأخذت صحته تزداد سوءا منذ ذلك الوقت، وأصبح غير قادر على تحريك ركبتيه وفي عام 1982 ظهرت عوارض المرض بشدة عليه فجاء إلى ألمانيا الغربية بصحبة الماجدة وسيلة وأجريت له فحوصات في بون ثم أمضى فترة راحة في أحد المنتجعات الألمانية وكان الرئيس بورقيبة قد أصيب بمرض في القلب في مارس (آذار) 1967 كما أصيب بالتهاب في الكبد في أوائل عام 1969 وقد بدا المرض عليه واضحا أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية أخيرا حيث كان غير قادر على الوقوف في بعض الأحيان. 
وذكر البيان الطبي الذي وقعه سبعة أطباء من المتخصصين في أمراض الأعصاب والقلب والمعدة أن حالة الرئيس بورقيبة العقلية والصحية لم تعد تسمح له بمباشرة الوظائف المنوطة بعهدته واستخدم السيد بن علي هذا البيان كمستند لإزاحة الرئيس بورقيبة، فالمادة 57 من الدستور تنص صراحة على أن رئيس الوزراء يخلف رئيس الجمهورية في حالة الوفاة بشكل تلقائي. وقد اعتبر عجز الرئيس بورقيبة التام بمثابة الوفاة، ولم تستبعد مصادر طبية ألمانية أن يقضي الرئيس بورقيبة بقية أيامه في إحدى المصحات الألمانية من أجل الراحة والعلاج.
 

الرئيس بورقيبة يستعد للقفزة الأخيرة


 
محطات بارزة في حياة الحبيب بورقيبة
 
يعتبر الحبيب بورقيبة هو باني تونس الحديثة وقد استطاع في سنوات قليلة أن يجعل من بلاده رغم إمكانياتها المحدودة دولة عصرية وأن يضع أسس نهضة اقتصادية متميزة ولكن صحته تدهورت في الأيام الأخيرة وأضعف الصراع على الرئاسة بين الكتل السياسية المتعددة هذه التجربة الفريدة كما استغل بعض المحيطين به حالته الصحية ودفعوه إلى اتخاذ قرارات غير ملائمة، وفيما يلي أبرز المحطات الرئيسية في مسلسل حياته. 
* ولد في 3 أغسطس (آب) 1903 في مدينة المانستير في قلب أرض الساحل التونسي وهو أصغر طفل لأبوين أنجبا ثمانية أبناء
* حصل في العام 1922 على شهادة المدرسة العليا للغة والآداب العربية وفي الخامس من أبريل (نيسان) من تلك السنة شارك في المظاهرة الوطنية الكبرى التي أقيمت تأييدا للناصر باي، وفي العام 1924 فاز بالجزء الثاني من البكالوريا وكان الأول في قائمة الناجحين والتحق بكلية للحقوق في باريس وحصل على إجازة في الحقوق وانخرط في سلك المحاماة في العام 1927.
* تزوج من سيدة فرنسية للمرة الأولى أنجب منها ولدا هو الحبيب بورقيبة الابن وفي العام 1962 تزوج من السيدة الماجدة وسيلة بن عمار التي طلقها أخيرا.
* انخرط في الحزب الدستوري في العام 1922 وشارك منذ سنة 1929 في تحرير الجريدتين الوطنيتين «اللواء التونسي»و«صوت التونسي».
* أبعدته السلطات الفرنسية إلى الجنوب واعتقلته في حصن برج البو في (برج بورقيبة حاليا) في العام 1934 كما اعتقل وهو على فراش المرض إثر اندلاع المظاهرات الشعبية في أبريل (نيسان) 1938 التي طالبت بانسحاب فرنسا وأحيل للمحاكمة العسكرية وظل في السجن إلى عام 1942 عندما أفرجت عنه القوات الألمانية. 
* في العام 1948 غادر إلى القاهرة للتعريف بالقضية التونسية ومنها إلى الأمم المتحدة ثم عاد إلى القاهرة وساهم في تأسيس مكتب المغرب العربي الذي ضم الزعماء الجزائريين والمغاربة والتونسيين
* في سبتمبر (أيلول) 1949 عاد إلى تونس واستقبله الشعب التونسي استقبالا حافلا وغادر إلى باريس حيث عرض برنامجا لاسترجاع السيادة التونسية.
* في 15 ديسمبر (كانون الأول) 1951 أصدر أوامره ببدء المقاومة ضد فرنسا واعتقل بعدها بشهر وظل في السجون الفرنسية إلى عام 1955، واستقبل استقبال الفاتحين وانتخب رئيسا للمجلس التأسيسي، وفي 8 أبريل (نيسان) 1956 تألفت أول حكومة تونسية برئاسته، وفي 25 يوليو (تموز) 1957 تولى مهام رئاسة الجمهورية وأصدر مجلس الأمة قرارا في 14 مارس (آذار) 1967 بإسناد مهمة رئاسة الجمهورية مدى الحياة إليه.
* في العام 1965 أثار عاصفة من الجدل في الوطن العربي عندما طالب العرب بالاعتراف بإسرائيل والقبول بقرارات التقسيم.
* وفي العام 1974 دخل في وحدة مع ليبيا ثم ألغاها وعزل وزير الخارجية محمد المصمودي مهندس تلك الوحدة.
* عين خمسة رؤساء وزراء أثناء فترة حكمه، هم: أحمد بن صالح الباهي الأدغم، والهادي نويرة، ومحمد المزالي، ورشيد صقر، وأخيرا زين العابدين بن علي.
 
تحقيق كتبه: عبد الباري عطوان
وشارك فيه مندوبو «المجلة»في تونس، وبون، وباريس

font change