عزيزي: النظام الإيراني لا يسمح للأكراد بالمشاركة في العملية السياسية

عزيزي: النظام الإيراني لا يسمح للأكراد بالمشاركة في العملية السياسية

[caption id="attachment_55246457" align="aligncenter" width="620"]خالد عزيزي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني (الايراني) خالد عزيزي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني (الايراني) [/caption]

كشف خالد عزيزي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني (الايراني) عن إجرائه اجتماعات مع معارضين إيرانيين خارج إيران من أجل إمكانية إقامة جبهة من المعارضة الإيرانية ضد سياسة الدولة. و تقديم معلومات حول قضية الشعب الكردستاني داخل إيران وأوضاع المعتقلين السياسيين وانتهاكات حقوق الإنسان. و حالة الأكراد وموقف السجناء السياسيين.
ومن خلال زياراته الى لندن وبعض دول الاتحاد الاوروبي يسعى عزيزي لايصال وجهة نظر حزبه تجاه قضية الاكراد في ايران إلى الأحزاب السياسية المختلفة والبرلمان الأوروبي والذين يهتمون بشأن إيران. لتحويل انتباههم من قضية مشروع إيران النووي إلى القضايا الإنسانية الاخرى التي لاتقل أهمية عن التهديدات النووية. وجهات النظر هذه وغيرها نقرأها في نص الحوار التالي:

* في لقاء أجرته معكم صحيفة «الشرق الأوسط» في عام 2008، ذكرت أن هناك انقساما بين أعضاء حزبكم، فهل هذه المشاكل ما زالت موجودة؟ هل يواجه حزبكم في الوقت الراهن أي معوقات داخلية بين أعضائه؟

- وقع الخلاف في الحزب منذ نحو ستة أعوام، ونحن نعقد اجتماعات ومباحثات حاليا من أجل إعادة توحيد الصف مرة أخرى. وفي الوقت الحالي تجمعنا علاقات جيدة.

* ما سبب زيارتكم لندن في الوقت الراهن؟

- الغرض من الزيارة هو الظهور في قنوات التلفزيون الفارسية، وقد عقدت عدة لقاءات وأحتاج أيضا إلى مقابلة ممثليه هنا في لندن.

* قمت بزيارات عديدة إلى أوروبا وأميركا من أجل حشد الدعم لإقامة حكومة إقليم كردستاني في إيران، تماما مثل العراق. فما الهدف الحالي لحزبكم؟

- إن هدف الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران هو الضغط من أجل القضية الكردية الإيرانية بالإضافة إلى أن هدفي هو إجراء اجتماعات مع معارضين إيرانيين خارج إيران من أجل إمكانية إقامة جبهة من المعارضة الإيرانية ضد جمهورية إيران الإسلامية. لذلك أحاول تقديم معلومات حول قضية الشعب الكردستاني داخل إيران وأوضاع المعتقلين السياسيين وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وأحاول أن أقدم معلومات عن حالة الأكراد داخل إيران وموقف السجناء السياسيين وكذا انتهاكات حقوق الإنسان هناك.
أحاول أن أرسل هذه الرسالة إلى الأحزاب السياسية المختلفة والبرلمان الأوروبي الذين يهتمون بشأن إيران. ولتحويل انتباههم من إقامة مشروع إيران النووي إلى القضايا الإنسانية.

* هل تشعر أن الوضع في إيران يستطيع أن يساعد حزبك على تحقيق أهدافه؟

- تعرض حزبنا للحظر على يد آية الله الخميني على الرغم من محاولاتنا من أجل الوصول إلى حلول سلمية للقضية الكردية في إيران، ولكنهم أخفقوا في تلبية مطالبنا وفرضوا الحرب على الشعب الكردي. ونظرا لأننا حزب محظور، فلا يمكننا القيام بأي نشاط قانوني لذلك لا يمكننا المشاركة في أي تغيير داخل البلاد. ولكن غالبية أعضائنا مقيمون داخل إيران، بينما يستقر من أجبروا على الهروب عندما اكتشفت أنشطتهم في شمال العراق أو أوروبا أو أميركا.

* هناك العديد من الأحزاب الكردية الأخرى، فهل تشترك جميعها في الهدف ذاته؟ هل يوجد اتحاد بينكم بطريقة ما؟

- إن هدف غالبية الأحزاب الكردية عامة في إيران هو تحقيق الحكم الفيدرالي وضمان حصول الأكراد في إيران على الحكم الذاتي. ومن المؤسف أننا لم نستطع إقامة كيان واسع يجمع بين هذه الأحزاب السياسية. يعمل حزبي الديمقراطي الكردستاني في هذه القضية من أجل توحيد جبهة الأحزاب السياسية الكردية ضد النظام الإيراني.

* إذا كان هناك تعاون بين عدد من الأحزاب الكردية هل تعتقد أن ربيعا كرديا سوف يحل؟

- لقد أصبحت القضية الكردية واقعا منذ بداية الثورات العربية، ولكن لا يسمح النظام الإيراني لشعبه من الأكراد بالمشاركة في العملية السياسية. في الوقت الحالي يركز كل جزء في كردستان على حل فيما يتعلق بالقطاع الذي ينتمي إليه، فيظل الحل داخل العراق للشعب الكردستاني، وفي سوريا وتركيا أيضا. لذلك لا أرى أجندة مشتركة من أجل إقامة دولة كردية.

* منذ عامين اتهمت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية حزبكم باغتيال عالم نووي إيراني، وأنتم تنكرون هذه المزاعم. ثم أعدمت الحكومة الإيرانية العديد من الأكراد؛ فهل تخبرنا عن سبب تنفيذ هذا الإعدام؟ سمعت أن السبب كان خيانتهم للحكومة الإيرانية وولاءهم لكردستان. في رأيك لماذا يُتهم حزبك بمثل هذه المزاعم؟

- يملك حزبي إيمانا راسخا بالحركة الديمقراطية، ودائما ما نحاول العثور على حلول بناء على قيم الديمقراطية. قتل السيد عبد الرحمن قاسملو في فيينا أثناء جلوسه ومناقشته القضية الكردية وقتل الأمين العام صادق شرفكندي في برلين.
أود أن أؤكد على أنه لا صلة لنا بأي أعمال إرهابية، أو اغتيالات على الإطلاق. هذه المزاعم غير صحيحة، ولم نقم بأي عمل مسلح ضد أي شخص في إيران. وسياستنا هي التركيز على الحركة المدنية ولكن دائما ما كان النظام الإيراني يحاول الربط بيننا وبين الدول الغربية ويقول إننا نؤيد الولايات المتحدة، ويحاول إظهار الحركة الكردية على أنها موالية للغرب، وأننا نتعاون مع الدول الغربية ضد إيران، وجميعها اتهامات باطلة.

* ما علاقتكم بحكومة إقليم كردستان في العراق؟

- سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية بالإضافة إلى حكومة إقليم كردستان. يقع مقر حزبنا في شمال العراق فقط لأنه غير مسموح لنا القيام بنشاط سياسي داخل إيران لذلك يوجد مكتبنا هناك. ونحن نحترم كلا من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، وليست لدينا مشاكل معهما.

* ما وضع الأكراد السنة في إيران؟ هل هم محرومون من أي حقوق بسبب مذهبهم؟

- هناك العديد من المشاكل التي يواجهها السنة في إيران، ومشاكل عرقية على وجه الخصوص. يواجه الأكراد الحرمان من حقوقهم كجماعة ذات قومية داخل إيران. تعتمد آيديولوجيات النظام الإيراني على مبادئ شيعية؛ وهم لا يسمحون للسنة بالحصول على حقوق متساوية مع الشيعة في إيران. لذلك التمييز حقيقة ملموسة، ولكن يوجد شيعة وسنة بين الأكراد، يبلغ عدد السنة ضعف عدد الشيعة منهم، ولكن الشيعة الأكراد غير مرحب بهم كذلك.
في المدن الكردية، يملك الأكراد السنة حرية بناء مساجدهم، ولكن في المدن ذات الأغلبية الشيعية والأقلية السنية، توجد مشاكل. وهناك مشاكل في إقامة مساجد سنية في طهران منذ عدة سنوات. لذلك تتعرض إقامة مؤسسات سنية في إيران للتقييد.

* هل تعتقد أن حسن روحاني سيمنح الأقليات الإيرانية حقوقها ؟

- أعتقد أن الحركة الإصلاحية الإيرانية تحاول أن تنتهج سياسة مختلفة عن المحافظين. في عهد السيد خاتمي، كان هناك نوع من الحرية مقارنة بسلفه، وكانت هناك فرصة للناس للتعبير عن ذاتهم. في الوقت الحالي إذا كان روحاني يحاول تمثيل خاتمي والحركة الإصلاحية، يبدو أنه سيواجه مشكلة، حيث إنه ليس من السهل على الرئيس المناورة في وجود الولي الفقيه، الذي لن يسمح له بتطبيق ما يؤمن به. كما ذكر روحاني بعضا من الأقليات الإيرانية والعرقية ولكن لا يمكن أن يكون ذلك حلا ممكنا.

* هل يقدم حزبكم أي مساعدة للاجئين الأكراد على الحدود السورية؟

- نظرا لأننا في إقليم كردستان العراقي ليس لدينا أي علاقة بذلك، لدينا اتصالات مع مختلف الأحزاب السياسية في كردستان سوريا ونحاول دائما الحفاظ على الوحدة ونعمل قدر المستطاع من أجل إقامة حكومة ديمقراطية في سوريا يحصل فيها الجميع بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والدينية فرصة في المشاركة في بناء سوريا بعد بشار الأسد.

* ما رأيكم في الوضع في سوريا؟ وما موقفكم بشأن مساعدة إيران للرئيس بشار الأسد؟

- أصدق أن إيران تدعم نظام بشار الأسد، وأنها تفعل كل شيء ممكن من أجل منع سقوط الأسد. لا توافق جماعات المعارضة الإيرانية على هذه السياسة. كيف يعاني الشعب الإيراني من الوضع الاقتصادي في حين تستثمر إيران ملايين الدولارات من أجل إنقاذ نظام الأسد.
أعتقد أن النظام يجب أن يرحل، وسوف تخسر إيران هذه المعركة، وعندما تفقد إيران بشار الأسد، سيكون عليها إثارة مزيد من المشاكل في مكان آخر في الشرق الأوسط. تحاول إيران أن تنقذ ذاتها، واستراتيجيتها هي إثارة أزمة خارج الحدود الإيرانية من أجل الحد من الأزمة داخلها، وذلك من خلال إشغال الدول في المنطقة بأزمة سوريا والعراق والبحرين ولبنان. هذه هي سياسة النظام الإيراني.



font change