المتحف العربي الأميركي الوطني... جذور وهويّة وانتماء عربيّ

تحدّثت مديرته لـ«المجلّة» عن نشاطاته وأهدافه

المتحف العربي الأميركي الوطني

المتحف العربي الأميركي الوطني... جذور وهويّة وانتماء عربيّ

واشنطن: استضاف المتحف الأميركي العربي الوطني الأسبوع الماضي، مهرجان الفيلم العربي السّنوي، كجزءٍ من نشاطات كثيرة لهذا المتحف الفريد من نوعه، والذي يقع في ديربورن في ولاية ميتشيغان، حيث أكبر تجمّعٍ للعرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية.

ورغم التحدّيات التي ظهرت منذ تفشّي جائحة كورونا، يستمر هذا المتحف في تقديم برامج تعليمية، وثقافية مجانية، ومتوفرة على الإنترنت للجميع، بهدف المحافظة على نشاطاته وإنجازاته وسط المجتمع العربي الأميركي.

منذ افتتاحه في عام 2005، يعمل المتحف على جمع، وترتيب، وحفظ، وعرض وثائق الجالية العربية في الولايات المتحدة. بداية من أوائل المهاجرين في أواخر القرن التاسع عشر، وحتى الوقت الحاضر.

«المجلة» التقت مديرة المتحف ديانا أبو علي التي حدّثتنا عن المتحف والدّور الذي يضطلع به في أوساط الجاليات العربيّة في الولايات المتّحدة.

 

ديانا أبو علي مديرة المتحف العربي الأميركي الوطني

 

* بداية حدّثينا عن نفسك وكيف وصلت لإدارة المتحف؟

- أعمل منذ سنوات كثيرة في مجالات التعليم العالي، والتراث الثقافي في الولايات المتحدة، وفلسطين، والأردن. وحصلت على دكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد. وكنت أستاذة مساعدة في اللغات الآسيوية والشرق أوسطية في كلية دارتموث في ولاية نيوهامشير.

ثم عملت رئيسة للبحوث في المتحف الفلسطيني في بيرزيت، في فلسطين. بعد ذلك، في عمان في الأردن، عملت مديرة للتعليم والتواصل في صندوق البتراء الوطني. أيضاً، في ورش عمل التراث الثقافي للأطفال والنساء في مخيمي الأزرق والزعتري للاجئين من سوريا.

وأنا عضوة في الجمعية العامة لمؤسسة التعاون الخيرية، وهي أكبر منظمة غير حكومية فلسطينية تقدم مساعدات تنموية وإنسانية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي لبنان.

 

* ماذا عن المتحف العربي الأميركي الوطني، وما الدّور الذي يقوم به؟

- هو المتحف الوحيد من نوعه، المتخصص في تسجيل التجربة العربية الأميركية، عبر جمع وتصنيف، وعرض جوانب من تاريخ وثقافة ومساهمات الأميركيين العرب. إلى جانب المعارض، نوفّر فرصاً للحوارات المفتوحة، والنشاطات المجتمعية. وأيضاً، نوفر فرصاً تعليمية للأطفال والطلاب من جميع الأعمار. وأيضاً، نعمل مع فنانين، مخضرمين وناشئين، من جميع المجالات الفنية، وذلك بهدف رفع مستوى أعمالهم، ومشاركتها مع جماهيرنا الإقليمية والوطنية.

 

* «راجعين يا هوى» عنوان الحفل الذي قدّمه المتحف مؤخراً، ماذا عنه؟

- إنّه حفلنا السّنوي الكبير الذي نستعد له طوال العام تقريباً. هذه المرة، كان عنوانه «راجعين يا هوى» وترجمناه بمعنى «نلتقي مرة أخرى». هذه المرة، تميّز الحفل بترفيه مذهل قدمته الأوركسترا العربية الوطنية المرموقة. وكان أوّل تجمّع شخصي واسع النطاق منذ أن أغلقنا المتحف أمام الجمهور بسبب فيروس كورونا. هذه المرّة، حضر الحفل أكثر من 400 شخص، وجمعنا تبرعات تزيد على 200 ألف دولار.

 

نسخة من جريدة «الهدى» عام 1898

 

* يقيم المتحف مهرجاناً سينمائياً للفيلم العربي كل سنة، بماذا يتميّز هذا المهرجان؟

- مهرجان الفيلم العربي السنوي الذي نستضيفه بفخر، يعرض أفلاماً جديدة لبعض المخرجين العرب الأكثر إبداعًا. إنه أحد البرامج الأطول عمراً في المتحف، ويعود تاريخ بدايته إلى عام 2005. يعرض المهرجان الأفلام العربية والأميركية العربية لمحبي الأفلام العربية، ولمحبي الأفلام الفنية المغامرة من الباحثين عن وجهات نظر جديدة، ومن الذين يفكرون خارج الصندوق. أخرج كثير من هذه الأفلام مخرجون من العالم العربي، ومن الأميركيين العرب. مع استثناءات قليلة، لا تعرض هذه الأفلام فى المسارح التجارية الأميركية التقليدية.

 

* يستضيف المتحف أيضاً، جائزة الكتاب العربي الأميركي، ما هذه الجائزة وما الهدف منها؟

- نكرّم كل عام كتّاب الكتب المتميزة التي كتبها العرب الأميركيون أو عنهم. تأسست الجائزة في عام 2006 بشراكة مع أمناء مكتبة جامعة توليدو (ولاية أوهايو). وتهدف إلى الاحتفال بالأدب العربي الأميركي، وتكريم الذين يكتبون كتباً مفيدة للعرب الأميركيين، ولغيرهم.

من خلال التوعية والدعاية، تعمل الجائزة على زيادة الوعي بالأدب العربي الأميركي، وأيضاً، تساهم في تقديم منح دراسية. حتى الآن، احتفلنا بأكثر من 100 كتاب.  وفي كل عام، نحتفل بمزيد من الكتب، والكتاب.  و«جائزة الكتاب العربي الأميركي» هي الوحيدة من نوعها في الولايات المتحدة. وتأسست خاصة لتكريم الكتب والكتاب الأميركيين العرب عن التجربة العربية الأميركية.

 

* ما الأنشطة المجتمعية والتواصلية التي تقومون بها؟

- بدأ التزامنا تجاه مجتمعنا منذ تأسيس المتحف عام 2005، ومنذ ذلك الوقت، استخدمنا الفنون كأداة لإشراك المجتمع العربي الأميركي. أشركنا مئات الآلاف من الزوار، محليين، أو من ولايات أخرى، أو من خارج الولايات المتحدة. ونقدم برامج تعكس المجتمع العربي الأميركي المتنوّع. نحن ملتزمون بضمان نشاطات خالية من العنصرية، ومن عداء المتحولين جنسياً، وعداء المثلية الجنسية، وكراهية الإسلام، وكراهية النساء، وتبث الطبقية، والاستعلاء، والتحيزات الأخرى.

 

* ماذا عن علاقتكم مع العالم العربي؟

- تركز مؤسستنا وبرامجنا على الأميركيين العرب، وعلى الشتات العربي، لكننا ندرك أن قصتنا أصبحت ممكنة بسبب المهاجرين العرب الذين قدموا إلى الولايات المتحدة خلال فترات مختلفة من الهجرة، وجلبوا مساهمات عربية جديدة. في نفس الوقت، لدينا شراكات مع مؤسسات وفنانين في العالم العربي لجمع، وتنسيق، وتقديم مجموعة متنوعة من البرامج العربية والعربية الأميركية.

2004

 

 

font change

مقالات ذات صلة