تجربتي مع الماراثون.. حين تتحوّل الرياضة إلى عملٍ خيري

«عندما تتعب الساقان، اركض بقلبك»

تجربتي مع الماراثون.. حين تتحوّل الرياضة إلى عملٍ خيري

 أتساءل ما الذي يجعل شخصًا ما يواجه تحديًا مثل الرغبة في إكمال ماراثون. لماذا يتحمل شخص هذا بجسده؟ إنها مسافة ضخمة تبلغ 42 كم ليتم الجري فيها خلال فترة زمنية معينة، بغض النظر عن الأحوال الجوية.

يعود أصل كلمة «ماراثون»إلى عام 490 قبل الميلاد. سمع الإغريق أن الفرس دخلوا مدينة ماراثون وهم في طريقهم لمهاجمة أثينا. يقال إن رسولًا يُدعى فيديبيدس ركض 260 كيلومترًا في يومين إلى سبارتا لتوصيل الأخبار.

ومع ذلك، تم تنفيذ فكرة سباق الماراثون بمفهومها المعتاد لأول مرة في الألعاب الأولمبية الحديثة في أثينا فقط في عام 1896، بدعم من مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، بيير دي كوبرتان.

كانت إحدى قيم طفولتي التي نشأت عليها هي عدم الاستسلام أبدًا وأن يكون لدي دائمًا هدف واضح لتحقيقه. لذلك، تحديت نفسي بقرار العام الجديد بإكمال نصف ماراثون واحد وماراثون واحد كامل بحلول نهاية عام 2022. لم أكن أعلم أنه سيتحول بسرعة إلى إدمان لنصف الماراثون الأسبوعي.

في منتصف العشرينات من عمري، شاركت، وأنا غير مستعدة تمامًا، في سباق 10 كيلومترات في مسقط رأسي في سويسرا. وصلت إلى خط النهاية في المركز الثاني وكان لذلك شعور رائع آنذاك، كما أنه كان أفضل دافع للتحسن وخاصة معنويا. عقلنا أقوى من أي شيء، لذلك يجب علينا فقط أن نؤمن بأنفسنا وبقدراتنا.

بدأت في الجري بشكل متكرر وشاركت في السباقات. لكن بشكل عام، في ذلك الوقت، ساعدني الجري في الطبيعة على التأقلم مع صحتي العقلية.

ساعدني الجري بعد ساعات عملي كثيرًا على الانفصال عن ضغوط العمل والحصول على توازن صحي. كان للإغلاق بسبب الوباء تأثيره القوي علي كما هو الحال بالنسبة للكثيرين منا أيضًا. ولكن الآن هو الوقت المناسب للعودة إلى شغفي. بدون الكثير من التدريب، أنهيت النصف الأول من الماراثون في يناير (كانون الثاني) في غضون ساعة واحدة و48 دقيقة، وهو ما كنت سعيدة به للغاية، نفس شعوري بالسباق الأول لي؛ لا يمكن أن أكون أكثر سعادة لأن تتاح لي الفرصة لخوض سباق تحدي العمر.

لقد عُرضت علي إمكانية خوض ماراثون لندن الشهير هذا العام وأن أكون واحدة من 40 ألف شخص يركضون مسافة 42.2 كيلومترًا عبر لندن في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

من الصعب جدًا الحصول على إذن مشاركة في ماراثون لندن. بالنسبة لسباق هذا العام، كان يأمل أكثر من 350.000 متقدم في الحصول على مشاركة من خلال اقتراع عشوائي تمامًا، ولكن لم يشارك سوى حوالي 17000 متقدم. سيكون عائد هذا الماراثون لصالح الجمعيات الخيرية.

أنا فخورة جدًا بأن أكون قادرة على جمع الأموال من أجل مؤسسة خيرية رائعة مثل «جيف آت يور ماكس»والتي تدعم الأطفال الضعفاء من خلال مساعدتهم في التغلب، من خلال الرياضة، على مشكلات مثل الصحة العقلية السيئة، واحترام الذات، والسمنة، وقلة النشاط، والسلوك المعادي للمجتمع، والجريمة، وكذلك انخفاض مستويات الطموح.

يجب أن يتمتع كل طفل، بغض النظر عن خلفيته، بإمكانية ممارسة الرياضة، حيث يمكن أن يساعدهم ذلك في معالجة هذه القضايا المتزايدة الأهمية والوصول إلى إمكاناتهم الكاملة.

أحاول هنا العثور على إجابة لسؤالي الأولي عن سبب رغبتي في الركض لمسافة 42.2 كم. هذا السؤال خاص بي فقط ولأثبت لنفسي أن عقلي أقوى من جسدي وكذلك لإعطاء إشارة لأولادي لمتابعة معتقداتهم على الرغم من الصعوبات- يقولون: «عندما تتعب الساقان، اركض بقلبك».

كل شيء ينبع من داخلنا أولا.. نحن بحاجة إلى الوثوق بأذهاننا التي تريد أن تتغلب على تعبنا.

وكالعادة أصبو للأمام دائما.

 

font change