رحلت أطول ملوك بريطانيا عمراً... وداعاً الملكة إليزابيث

الملكة إليزابيث

رحلت أطول ملوك بريطانيا عمراً... وداعاً الملكة إليزابيث

سقط جسر لندن.. رحلت الملكة إليزابيث عن 96 عاماً، بعد أشهر قليلة من احتفال البريطانيين بمرور 70 عامًا من جلوسها على العرش.
دقت القلوب في كافة أنحاء العالم على وقع أخبار انهيار وضعها الصحي، رغم سنواتها التي شارفت على المائة، بدا رحيلها من المشهد البريطاني مؤلماً، وغير قابل للتصديق، وكيف أن الشمس ستشرق في اليوم التالي على قصر باكنغهام يخلو من ملكته، بانتظار تتويج تشارلز ملكاً قبل أيام من بلوغه عامه الـ74.
محاطة بأولادها وأحفادها، رحلت الملكة بسلام، بعد سنة قاسية عانت فيها من أوضاع صحية صعبة، تسببت لها بصعوبات في المشي والوقوف، حتى إنها تغيّبت عن مناسبات كانت تحرص على حضورها منذ تسلمها لقبها الملكي.

في آخر ظهور علني لها، صادقت الملكة رسميا الثلاثاء الماضي على تعيين ليز تراس في منصب رئيسة الوزراء، لتصبح رئيسة الحكومة الـ15 خلال 70 عاما من تولي الملكة العرش.
وأظهرت صور بثها القصر الملكة مبتسمة وهي تستند إلى عصا وتصافح ليز تراس.
 وكانت الملكة قد قررت البقاء في بالمورال بدلاً من العودة إلى لندن حيث ينظم عادة حفل التسليم والتسلم بين رئيسي الوزراء، بسبب مشاكلها الصحية.
ومساء الأربعاء، أعلن القصر أن الملكة أرجأت اجتماعا عبر الإنترنت بعدما نصحها الأطباء بالخلود إلى الراحة.
هي ملكة القلوب، صاحبة أكبر من رقم قياسي خلال فترة حكمها، كأطول ملوك بريطانيا عمراً وأكثرهم جلوساً على العرش.

سطور في حياة الملكة إليزابيث:
 - اسمها الكَامِل إِلِيزَابِيث أَلِيكسندرا ماريّ، وُلدت إليزابيث في لندن وتلقَّت تعليماً خاصّاً في منزلها.
- أطول ملوك بريطانيا عمراً، هي الملكة الدستورية لـ16 دولة من مجمُوع 53 من دول الكومنولث التي ترأسها.
- ترأس كنيسة إنجلترا. منذُ 6 فبراير (شباط) 1952.
- ملكة المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وهي رئيسة الكومنولث.
- أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش بعد تخطيها فترة الستة عقود التي حكمت فيها جدة جدها الملكة فيكتُوريا البلاد.
- والدها هو الابنُ الثاني للملك جورج الخامس والملكة ماري، ووالدتها هي الابنة الصغرى للأرستقراطي الاسكتلندي كلود باوز ليون الإيرل الـ14 لستراثمور وكينغورن.
- سُميت إليزابيث نسبة إلى والدتها، وأليكسندرا نسبة إلى والدة الملك جورج الخامس، التي كانت قد توفيت قبل ذلك بستة أشهر، كما سُميت أيضاً ماري نسبة إلى جدَّتها لأبيها.
- كانت عائلتها المقربة منها تناديها بـ«ليليبت».
- ارتقى والدها جورج السادس، عرش بريطانيا بعدما تنازل له شقيقه إدوارد الثامن عنه في عام 1936م، بعد رغبته في الزواج من واليس سمبسون دوقة وندسور، وهي امرأة مطلقة، مما تسبب في خلق أزمة دستورية في المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى.
- مُنذُ ذلِك الحين أصبحت إليزابيث الوريثة المفترضة للعرش.
- أخذت إليزابيث الواجبات العامة على عاتقها أثناء الحرب العالمية الثانية؛ حيث انضمت هناك للعمل في الخدمة الإقليمية الاحتياطية.
- وفي عام 1947م، تزوَّجت الملكة إليزابيث من الأمير فيليب، وأنجبت منه أربعة أبناء، هم: الأمير تشارلز، والأميرة آن، والأمير أندرو، والأمير إدوارد.
- قابلت إليزابيث زوجها المستقبلي الأمير فيليب مونتباتن دوق إدنبرة، ابن الأمير اليوناني الدنماركي آندرو والأميرة أليس أميرة بيتينبرغ، في عامي 1934م و1937م. وهما قريبان من خلال كريستيان التاسع ملك الدنمارك، حيث إنه والد جد الأمير فيليب لأبيه.
- اعترفت إليزابيث بأنها وقعت في حبه، رغم أن عمرها آنذاك كان ثلاثة عشر عاماً فقط، ومن بعدها بدآ في تبادل الخطابات.
- تم الإعلان رسميا عن خطوبتهما يوم 9 يوليو (تموز) 1947م. كان هناك الكثير من الاعتراضات على خطبتهما؛ وذلك لأن وضع الأمير فيليب المالي آنذاك كان سيِّئاً، هذا غير أنه وُلد بالخارج وأخواته البنات متزوجات من نبلاء ألمان ذوي صلة بالنازية.
- تزوج دوق إدنبرة، فيليب، والأميرة إليزابيث في دير وستمنستر يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1947م. وتلقوا بعد زفافهما حوالي 2500 هدية من جميع أنحاء العالم.
- لم يكن مسموحاً لدوق إدنبرة أن يدعو أقاربه الألمان لحضور حفل زفافه، بما فيهم شقيقاته البنات الثلاث.
- يوم 6 فبراير (شباط) من عام 1952م، توفي والدها وأصبحت هي الملكة الشرعية.
- لا يعرف الكثير عن حياتها  الشخصية؛ فهي نادرًا ما تجري مقابلات. كما أنها لم تعبّر صراحةً عن آرائها السياسية الخاصة في أي منتدى عام، ومن المخالف للعرف أن تسأل أو تكشف عن آرائها.
- كانت ثروة إليزابيث الشخصية موضع تكهنات لسنوات عديدة. وقدرت قائمة «صاندي تايمز» للأثرياء في عام 2020 ثروتها الشخصية بنحو 350 مليون جنيه إسترليني، ما جعلها تحتل المرتبة 372 في قائمة أغنى أغنياء المملكة المتحدة.
تبدو مرحلة ما بعد الملكة إليزابيث الثانية معقدة ولا سيما أن شعبية الأمير تشارلز ضعيفة، إذ يفضل البريطانيون أن يتولى الأمير وليام العرش. فأي مستقبل ينتظر بريطانيا بعد رحيل ملكتها؟ وهل سيحافظ الأمير تشارلز على مكانة العائلة الملكية؟ وهل ستبقى لهذه العائلة هالتها بعد رحيل الملكة؟

font change