«Holy Family».. اجتماع القمة بين نجوى نمري وألبا فلوريس

مسلسل «Holy Family»

«Holy Family».. اجتماع القمة بين نجوى نمري وألبا فلوريس

بيروت: مرّة جديدة تجتمع النجمتان الإسبانيتان نجوى نمري وألبا فلوريس في مسلسل جديد بعنوان «Holy Family» انطلق عرضه على منصة «نتفليكس» قبل أيام، في بطولة مشتركة تترك للمشاهد أن يتكهّن بأن اجتماع هاتين النجمتين لن يكون أقل من لقاء قمّة فنية لا يخيّب الآمال، رغم مرور وقت طويل على نجاح «نتفليكس» في إطلاق عمل يثير الدهشة، أو حتى الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
نجوى وألبا اللتان سبق أن اجتمعتا في مسلسلي «Vis a Vis» و«La casa de papel» ، تجتمعان اليوم في «Holy Family»، نجوى الهاربة من ماضٍ أليم، تذكرنا بالمحققة أليثيا الهاربة من الشرطة في «La casa de papel»، وألبا لها بالمرصاد، لا تختلف شخصيتها عن شخصية نيروبي، الفارق أنّ هذه الأخيرة كانت تطبّق العدالة على طريقتها، بينما الشخصية الجديدة لا تقيم للعدالة اعتباراً.

العائلة الهاربة من مصير مجهول


تبدأ أحداث المسلسل عندما تقرر غلوريا (نجوى نمري) الهروب إلى مدريد مع ولديها التوأمين في السابعة عشر من عمريهما، وطفل في عامه الأوّل. هوية الطفل ملتبسة لكن حوله تدور كل الأحداث.
تهرب غلوريا من ذكرى وفاة ابنها، تاركاً خلفه زوجة وطفلاً لعبت هي دور الأم البديلة ليبصر النور، بسبب عجز رحم الزوجة عن حمله. وبعد وفاة الأب، يدور النقاش حول من من الأمين أحق بالطفل، الأم البيولوجية أم الأم التي حملته في أحشائها تسعة أشهر، وأنجبته وعاشت معه كل تفاصيل الأمومة.
في الحي الجديد، تتنكّر غلوريا وأولادها بأسماء مستعارة، وبدل الانزواء، تنخرط في المجتمع المحلي بغية عدم إثارة الشبهات في إطار تحضيرها للسفر مع عائلتها إلى كندا، إلا أنّ جارتها كاترينا (ألبا فلوريس) تكون لها بالمرصاد.
في رحلة الاختباء من مصير مجهول، تتعرّف غلوريا إلى جيران لكل منهم قصة، تدور في جانب كبير منها حول موضوع الأمومة، الذي تنطلق منه الأحداث وتختتم فيه على أحداث مفتوحة على موسمٍ جديد.
في الحي، تتعرّف غلوريا إلى جارتها الأم التي تعتني بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتعامل معه كأن لا احتياجات خاصة لديه، ما ينتج عنه مشاكل لا تستطيع الأم احتواءها. تعيش صراعاً بين إنكارها أنّ طفلها يعاني من وضع خاص، وبين رغبتها في أن يكون طفلاً طبيعياً، ما يضع الطفل أمام ضغوطات كبيرة، ويؤدي إلى زعزعة استقرار العائلة. نموذج عن عائلات تعيش صراعاً مماثلاً لا تعترف به حتى لنفسها.
في الحي أيضاً، معلمة المدرسة التي تعاني وضعاً صحياً يمنعها من الإنجاب، توافق على تبنّي طفل لتلبية رغبة زوجها الشغوف بأن يكون أباً ولو لطفلٍ متبنّى. تتعثّر إجراءات التبني، يعيش الزوج انكساراً، وتعيش الزوجة صراعاً بين عجزها عن الإنجاب وشعورها بالإحراج من زوجها من جهة، وبين رغبتها في الحفاظ على زواج يفتقر أهم عناصره.

يسلط المسلسل الضوء على المثلية الجنسية


أما الأم الثالثة، فهي كاترينا (ألبا فلوريس)، التي تستأجر طفلة من والدتها المدمنة، لتكون عنصراً مكملاً في مسرحية تؤدي فيها دور البطولة لتنجح في الاندساس بين أهل الحي.

نماذج مختلفة من الأمهات في المسلسل


تلتقي الأمّان يوماً في الأسبوع، تشاهد الأم المدمنة ابنتها ثم تسلمها إلى «المستأجرة»، لا تملك هذه الأخيرة أي عاطفة تجاه الفتاة، بينما الأم البيولوجية تملك عواطف متضاربة يأتي على رأس أولويتها المال الذي تشتري فيه المخدرات ولو على حساب طفلتها الرضيعة.

الطفل الذي تدور حوله أحداث المسلسل


يبدأ المسلسل بإيقاع بطيء تشعر معه أن الأحداث ثقيلة، ليعود وينطلق بإيقاع تصاعدي، حوارات عميقة، وشخصيات لكل منها قصة، تتشعب معها أحداث المسلسل لتلتقي حول نقطة واحدة.
المسلسل لم يأخذ حقه كما كان متوقعاً، والمشهد الوحيد الذي أثار اهتمام المشاهدين العرب، صوت فيروز وأغنية «يلا تنام ريما» التي تنتهي معها أحداث الحلقة الخامسة على الأم غلوريا وهي تتفقد أولادها النائمين على مستقبل مجهول والكثير من القلق والغموض.

ألبا فلوريس ونجوى نمري


اللافت أنّ أحداث المسلسل تنطلق من مليلية، المنطقة المغربية الواقعة تحت السيادة الإسبانية، حيث تجري كل الأحداث الخارجة عن القانون، وهي ليست المرّة الأولى التي يلصق فيها مسلسل إسباني الحوادث المشينة بالعرب، والمغاربة على وجه الخصوص، في ظاهرة لم تعد مجرد صدفة تتكرّر في الأعمال الإسبانية، دون أن تجد أي اعتراض من قبل االجمهور العربي المقبل على الدراما الإسبانية بشغف منذ سنوات.

الجارة التي ترفض الاعتراف بأن ابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة


«Holy Family» مسلسل من 8 حلقات، ننتظر موسماً ثانياً منه، عمل يسلط الضوء على العائلات الحقيقية، التي لا تشبه الصور المخادعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على الأمومة التي تتحوّل من حاضنة إلى قاضٍ يسيّر أحوال أفراد الأسرة بما تقتضيه أنانيته دون اعتبار لحاجاتهم ورغباتهم. على زيجات يبدو ظاهرها براقاً وباطنها مجرد أيام يضيعها زوجان أحدهما برفقة الآخر دون أي روابط حقيقية تجمعهما، كما يسلط الضوء على علاقات الحب التي تغيّر المصير، مع إضاءة على المثلية الجنسية التي لا يكاد يخلو مسلسل إسباني منها، والأهم أنه يثير التساؤلات حول الأمومة البديلة، التي تطرح سؤالاً قد لا يجيب عليه أحد: من أحق بالطفل المرأة التي منحته بويضة فحسب، أم المرأة التي احتضنته في رحمها وأنجبته وعاشت معه مشاعر الأمومة تسعة أشهر عاشتها معه الأم البيولوجية عن بُعد؟

font change