موفدة "المجلة" على طريق لفيف-كييف

"لامنطقة آمنة" في اوكرانيا

شيلي كيتلسون
شيلي كيتلسون
إمرأتان قرب ملصق دعائي عن الحرب في لفيف

موفدة "المجلة" على طريق لفيف-كييف

لفيف - يتلوّى الطريق من بولندا إلى غرب أوكرانيا عبر الغابات، وعلى جانبه أعداد لا تنتهي من الشاحنات التي توقفت حركتها بعد حلول الليل، في انتظار مغادرة البلاد.

كان بعضها مليئا بالمساعدات للسكان المحليين المحاصرين الذين كانوا يعانون من آثار الحرب المستمرة منذ الغزو الروسي واسع النطاق قبل عام.

والآن تستعد كل من روسيا وأوكرانيا لعمليات الربيع، حيث يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الدول الغربية بإرسال المزيد من الأسلحة والذخيرة على الفور، بينما فاجأ الرئيس الأميركي جو بايدن الجميع بزيارة كييف في 20 فبراير/شباط في محاولة لإظهار دعمه لأوكرانيا في حربها ضدّ روسيا. وقد سافر سرّا في قطار في رحلة امتدت 24 ساعة قيل إنه أمضى 20 عشرين منها في القطار وأربعا فقط في العاصمة الأوكرانية نفسها.

وفي اليوم نفسه، كانت "المجلة" على الطريق المؤدي إلى مدينة لفيف غربي أوكرانيا على بعد حوالي 80 كيلومترًا من الحدود مع بولندا.

منذ أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا، قبل عام، في تصعيد كبير للأعمال العدائية التي بدأت في عام 2014، كانت لفيف مكانا آمنا نسبيا للعديد من الأشخاص من المناطق الأوكرانية الأخرى. سوى أنها لم تُترَك كذلك.

في الأسبوع الماضي، قال رئيس الإدارة العسكرية في مقاطعة لفيف إن منشأة بنية تحتية مهمة تعرضت للقصف في المدينة "في غارة جوية" من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وفي في اليوم الأول للهجوم الروسي، في 24 فبراير/شباط من العام الماضي، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن "القوات المعادية هاجمت في منطقة لفيف ثلاث وحدات عسكرية". واستهدفت الصواريخ الروسية مطار لفيف الدولي في الشهر التالي أيضا ودمّرت مصنعًا لإصلاح الطائرات في الجوار.

غالبا ما قصفت روسيا البنية التحتية المدنية الرئيسية في عملياتها العسكرية، كجزء مما يصفه العديد من المراقبين بإنه سمة مميزة لعملياتها في أماكن أخرى أيضا، مثل سوريا

وعانى السكان المحليون في مناطق أخرى من البلاد من عمليات القتل الجماعي والحصار  التي ارتكبتها روسيا والتي يزعم المراقبون أنها ترقى إلى مستوى "جرائم الحرب". ويبدو السكان هنا في مأمن من مثل هذه الفظائع في الوقت الحالي، بسبب البعد عن حدود روسيا والنوايا المباشرة.

في محادثة في لفيف يوم 21 فبراير/شباط، قال رجل من تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا لـ"المجلة" أنه غادر منطقته الأصلية في غضون أيام من الغزو.

وقال شاب آخر يعمل نادلًا في الجزء الأوسط من لفيف إنه جاء إلى هنا أيضا بعد أيام قليلة من بدء الغزو، من مدينة ميكولايف الساحلية الجنوبية، بينما بقي أفراد أسرته هناك ما عدا والده.

وقال الشاب عن والده: "إنه يعاني من مشاكل في الجلد، والمياه سيئة للغاية بعد الهجمات على المدينة، لذلك فقد ذهب إلى أوديسا،" وهي مدينة ساحلية أوكرانية رئيسية أخرى على البحر الأسود.

غالبًا ما قصفت روسيا البنية التحتية المدنية الرئيسية في عملياتها العسكرية، كجزء مما يصفه العديد من المراقبين بإنه سمة مميزة لعملياتها في أماكن أخرى أيضا، مثل سوريا.

وقال الشاب من ميكولايف إن ما كان يقلقه فيما يخصّ مدينته هو كيف "سنستطيع، بعد انتصارنا، إعادة السكان". وأضاف بأسىً: "لقد غادر الكثيرون"، مضيفا أن المدينة "لن تعود أبداً كما كانت."

شيلي كيتلسون
جنود ومارة في وسط لفيف

 

font change