سباق الإعلام

التطورات الإعلامية في السعودية تؤكد أننا نشهد ميلاد عصر جديد

سباق الإعلام

التطورات الإعلامية في المملكة العربية السعودية تؤكد أننا نشهد ميلاد عصر جديد من التغيير والتطوّر، ففي العاصمة السعودية، الرياض، عُقِدَت جلسات "المنتدى السعودي للإعلام" في نسخته الثالثة، تحت شعار "الإعلام في عالم يتشكّل".

كان هذا الحدث استثنائيّا حيث جمع أكثر من 2000 من الإعلاميّين والأكاديميّين والخبراء، منهم السعوديون والدوليّون. جاء توقيته مناسبا جدّا، بعد يوم واحد فقط من افتتاح معرض "فومكس"، أحد أهمّ المعارض التخصّصيّة في مجاله الإعلامي في الشرق الأوسط، والذي شهد تنظيم العديد من ورش العمل الهادفة إلى تبادل الخبرات وتطوير المهارات في مجالات إنشاء المحتوى وتطويره، والبث، وغيرها.

ولعل ما أطلقته وزارة الإعلام من مبادرات أثناء فعالياتها ومشاريعها، إضافة إلى المعرض السابق، إنما هما قفزة نحو تحقيق أهدافها، كمبادرة "ميديازون" الهادفة إلى إنشاء بيئة عمل مشتركة تمكّن مختلف فنون الإعلام وتسهل وصول المعرفة الإعلاميّة، وتيسر متابعة تطورات المجتمعات الإبداعية والتواصل معها باستمرار.

ما مرت وتمر به المنطقة العربية من أحداث مفصلية يجبرها على أن تولي اهتماما خاصّا بتطوير الكفاءات الإعلامية وتنمية مهارات العاملين في صناعة الإعلام

وإذا ما نظرنا إلى مبادرات مثل "ميدياثون الحج والعمرة" التي تشجّع الإعلاميّين والمهتمّين على ابتكار تغطيات إعلاميّة إبداعيّة لهذين الموسمين المهمّين، ومبادرة "سعوديبيديا"، وهي عبارة عن موسوعة سعودية رقمية، تنشر كل ما يخص شأن المملكة، محلّية المحتوى، يستطيع أي شخص الاستفادة من محتواها، لتمثّل مرجعية وطنية، ومصدرا لتوثيق المكتوب والمرئي والمسموع، مبادرة "حج ميديا هب"، التي ستسهّل العديد من الخدمات لوسائل الإعلام خلال تغطيتها لموسم الحج، مما يسهم في تعزيز التواصل والتفاعل مع هذا الحدث الديني الكبير، فسنجد القيمة الملموسة لمثل هذه المبادرات.

وبما أننا في عالم مليء بالتحولات السريعة والتطورات التكنولوجيّة كان لا بدّ لصنّاع الإعلام من أن يتفاعلوا مع هذه التحديات المتلاحقة، فالتطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده في يومنا هذا يتطلّب استجابة فورية وفعالة، حيث تتغير الديناميات وتتطور الأدوات بوتيرة مذهلة. ومن بين أبرز الظواهر التي تعكس هذا التحول الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للأخبار والمعلومات.

لنواجه التحديات المتزايدة التي تمر بها صناعة الإعلام في العصر الرقمي، مثل مكافحة الأخبار المزيفة وتطوير آليّات حماية البيانات الشخصيّة وتعزيز الأمن السيبراني، علينا مضاعفة المبادرات

ولعل ما مرت وتمر به المنطقة العربية من أحداث مفصلية يجبرها على أن تولي اهتماما خاصّا بتطوير الكفاءات الإعلامية وتنمية مهارات العاملين في صناعة الإعلام، من خلال تقديم البرامج التدريبيّة المناسبة وتوفير الفرص للتعلم المستمر والتطوير المهني.

ولنواجه مثل هذه التحديات المتزايدة التي تمر بها صناعة الإعلام في العصر الرقمي، مثل مكافحة الأخبار المزيفة وتطوير آليّات حماية البيانات الشخصيّة وتعزيز الأمن السيبراني، علينا مضاعفة المبادرات وإقامة مهرجانات وفعاليات إعلامية على امتداد العام لتكريس هذا الدور في صنّاعه، إضافة إلى فرض حزمة من القرارات التنظيميّة على الدخلاء عليه من المسوقين والمعلنين للحد من التجاوزات، وتنظيم دورات دبلوماسية للمؤثرين دوليا، لتمكنهم من تقديم أدوارهم بشكل إعلامي سليم ولائق.

لا شكّ أن الأدوار المنوطة بوزارة الإعلام تفتح الباب أمام استثمار جادّ في مستقبل الإعلام والتواصل الذي يبرز دوره في تقديم الحقائق بدقة، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث الدولية مثل الحرب الدائرة بغزة وغيرها من الحروب فالدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام حيوي ومؤثر في توجيه الرأي العام العالمي بشكل صحيح والمساهمة في حفظ سمعة الدول.

نستطيع القول إن هذه الفعاليّات والمبادرات تعكس بجلاء التزام المملكة بدعم القطاع الإعلامي، وتوفير بيئة مشجعة للمبدعين في مجالاته، مما يعزز مكانتها كمحور ومركز رئيسي للإعلام على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما أنها تؤكّد رغبة وزارة الإعلام الحقيقية الطامحة لتطوير قطاعاتها وتعزيز دورها في المجتمع.

وبفضل مشاريعها المتعدّدة والمستمرة فإن القصة الإعلاميّة السعودية ستظل تُروى بكل فخر واعتزاز، بل وسترسخ مكانة المملكة كقوة إعلامية رائدة لها ثقلها ومركزيتها ومكانتها.

font change