من قلب العاصمة اليابانية طوكيو، وتحديدا من حي كوجاناي، خرج إلى العالم في عام 1985 كيان فني صغير بحلم كبير، حمل اسم "استوديو غيبلي" على يد أربعة أشخاص هم: هاياو ميازاكي، وإيساو تاكاهاتا، وتوشيو سوزوكي، وياسويشي توكوما. ممن آمنوا بأن الرسوم المتحركة ليست مجرّد ترف للطفولة، بل وسيلة تعبير سامية يمكن أن تهز الوجدان وتلهم الأجيال.
انطلقت مسيرة "غيبلي" على جناحي الإبداع الأصيل، حيث مزجت أفلامه بين الخيال الطفولي العذب والرمزية العميقة، مقدمة تحفا سينمائية مثل "الأميرة مونونوكي" (1997)، و"الرحلة الغامضة" (2001)، و"قلعة هاول المتحركة" (2004)، و"بونيو" (2008)، وآخرهم "الصبي والمالك الحزين" (2023)، الذي أهدى الاستوديو جائزة الأوسكار الثانية له، محققا بذلك إنجازا نادرا لشركة إنتاج آسيوية ليصبح ميازاكي بذلك أكبر مخرج يُرشح ويفوز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، متجاوزا الفائزين السابقين بأكثر من عقدين من الزمن، في إنجاز يُضاف إلى عام استثنائي في هوليوود للمخرجين المخضرمين.
غير أن رياح التكنولوجيا لا تعرف حدودا، فقد شهد العالم مؤخرا موجة جديدة من الصور الرقمية، أنشأها الذكاء الاصطناعي، تحاكي الأسلوب البصري الفريد الذي عُرف به "استوديو غيبلي". لوحات رقمية تفيض بسحر "غيبلي"، تحتوي على غابات حالمة، ومخلوقات لطيفة، وقرى ريفية تعبق بالحنين. كل ذلك... ولكن دون يد بشرية ترتجف بالانفعال، أو روح فنان يسهر الليالي بحثا عن المشهد الكامل.
تساءل كثيرون: هل يمكن لماكينات البرمجة أن تسرق عبقرية "غيبلي"؟ وهل الصور التي تنتجها الذكاءات الاصطناعية، مهما بدت ساحرة، تملك الروح نفسها التي طبعت أفلام ميازاكي ورفاقه؟ أم إن هذه الظاهرة لا تعدو كونها مرآة باهتة، تعكس جمال الأصل دون أن تفهم معناه؟
وجاء هذا التفاعل الواسع بعد أن أطلقت شركة "أوبن إيه آي"، المالكة لروبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، خاصية جديدة لتوليد الصور في 25 مارس/آذار الماضي والتي أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد المستخدمين، حيث بلغ عدد المستخدمين الأسبوعيين للتطبيق 150 مليون مستخدم لأول مرة هذا العام. كما ارتفعت معدلات تحميل التطبيق بنسبة 11 في المئة، وزاد عدد المستخدمين النشطين بنسبة 5 في المئة خلال الأسبوع الأول من إطلاق ميزة توليد الصور.
تعرف هذه الظاهرة اليوم باسم "أسلوب استوديو غيبلي"، حيث تقوم الأداة بتحويل الصور الشخصية والحقيقية إلى صور تبدو وكأنها مرسومة يدويا، مستوحاة من عالم أفلام ميازاكي. وقد اجتاحت هذه الصور مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى ملايين المستخدمين أنها تحاكي بدقة الجو البصري الساحر الذي تتميز به أفلام الأنيميشن اليابانية. فيما رأى آخرون- ومن منظور تقليدي أصيل- أن هذه المحاكاة الذكية، رغم دهشتها البصرية، تفتقر لجوهر "غيبلي" الحقيقي؛ ذاك الشعور العذب بالحياة، بالشوق، وبالألم الكامن تحت قصص الأطفال الساحرة.
التشبث بالأصالة
يحكي تاريخ "غيبلي" نفسه قصة التشبث بالأصالة في مواجهة ضغوط السوق والعولمة. فبعد أن كان تابعا لدار نشر "توكوما شوتين"، انفصل عام 2005 ليشق طريقه كمؤسسة مستقلة، قبل أن يصبح في أكتوبر/تشرين الأول 2023 جزءا من مجموعة "نيبون تلفزيون"، في محاولة لضمان الاستمرارية أمام تقدم العمر لمؤسسيه. إذ بلغ ميازاكي اليوم 82 عاما، بينما تجاوز سوزوكي الخامسة والسبعين.
وفي مشهد لا يخلو من نبرة قدرية، قُدّر لغيبلي أن يحصد السعفة الذهبية الشرفية في مهرجان "كان" السينمائي عام 2024، وهو أول استوديو إنتاج أفلام يحظى بهذا الوسام، وكأنه اعتراف عالمي بأن الرسوم المتحركة تستطيع أن تكون أكثر من مجرد تسلية؛ إذ يُمكن أن تكون فنا ساميا.
ومع ازدياد الضجيج حول ذكاء اصطناعي يخلق مشاهد "على طريقة غيبلي"، تبقى الحقيقة الساطعة أن الاستوديو الياباني العظيم لم يكن مجرد مجموعة من الألوان والأساليب، بل فلسفة كاملة ترى أن الطفولة تستحق الاحترام، وأن الأحلام تستحق أن تُرسم بيد الإنسان، لا بمخالب الخوارزميات.
وكما قال هاياو ميازاكي ذات مرة عندما سئل عن الآلات المبدعة "الفن الحقيقي هو صرخة الروح، والآلة لا تملك روحا لتصرخ". ربما تحاكي التقنيات الحديثة خطوط "غيبلي"، وربما تخدع العيون لبعض الوقت، لكنها أيضا قد تفضح عجزها كلما حاولت أن تلمس القلب.
مخاوف أخلاقية وقانونية
في المقابل، لم تمرّ هذه الظاهرة الجديدة دون إثارة جدل أخلاقي وقانوني متجدد، إذ سرعان ما استُدعي إلى الأذهان مقطع وثائقي عُرض عام 2016، يظهر فيه هاياو ميازاكي، أحد أعمدة "استوديو غيبلي"، وهو يوجّه نقدا لاذعا للذكاء الاصطناعي، واصفا إياه بأنه "إهانة للحياة نفسها".
تلك العبارة الثقيلة لم تكن مجرد موقف عابر أو نزوة رجل طاعن في السن، بل بدت اليوم وكأنها نبوءة تُقرأ بحروف مشتعلة وسط طوفان الفلاتر الرقمية والتقنيات المستحدثة التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، مستلهمة روح وأسلوب "غيبلي" دون إذن أو وعي حقيقيين.
وقد أعادت هذه الموجة إلى الواجهة أسئلة محرجة طالما تجاهلها المتحمسون للتقنية؛ فهل يجوز لبرمجيات صماء أن تستنسخ إحساس الفنانين دون موافقتهم؟ وأين يقف الخط الفاصل بين الإلهام المشروع والسرقة الفنية؟ بل، أليس في محاكاة أسلوب فنان معين عبر أدوات اصطناعية نوع من التعدي على إرثه الإبداعي، وتحويله إلى مجرد "خلفية جميلة" لمحتوى سريع الاستهلاك؟
ولم يقتصر الجدل في الواقع على الجانب الجمالي فقط، بل تعدّاه إلى قضايا أكثر خطورة، مثل حماية حقوق الملكية الفكرية، والحفاظ على أصالة التعبير الإنساني في عصر بدأ يقدّس السرعة على حساب العمق، والإنتاجية على حساب الروح.
وبينما يراهن البعض على أن الذكاء الاصطناعي قد يفتح أبواب ابتكار جديدة، لا يسع المتأمل التقليدي- وهو يحمل تقديرا عميقا لما بناه أمثال ميازاكي عبر العرق والخيال- إلا أن يتساءل: إذا أصبح بإمكان الآلات أن تقلدنا حد السخرية، فهل نحن أمام تطور حضاري، أم أمام بداية نزع القدسية عن كل ما يجعل الفن فنا؟
وبعد أن شارك الملايين صورهم المعدلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سرعان ما ظهرت انتقادات حادة تطعن في شرعية هذه الأعمال من منظور حقوق الملكية الفكرية، حيث اعتبر بعض المعلقين أن استخدام مصطلح "توليد الصور" مضلل، ويجب استبداله بكلمة "نسخ"، لأن الأداة تعتمد في جوهرها على تقليد أسلوب فني قائم دون إذن من أصحابه.
استفادة وثمن
وزادت حدة الانتقادات بعد تداول صور مثيرة للجدل تم توليدها بأسلوب "غيبلي"، منها صور لأحداث 11 سبتمبر/أيلول، وأخرى لقاتل جورج فلويد.
على الجانب الآخر، وجدت شركة "أوبن إيه آي" نفسها مستفيدة إلى أقصى حد من طفرة الذكاء الاصطناعي في توليد الصور، إذ شهدت منصتها تدفقا غير مسبوق من المستخدمين وتفاعلات قياسية. غير أن هذا النجاح السريع لم يأتِ دون ثمن، فالضغط الهائل على البنية التحتية الرقمية للشركة أجبرها على إعادة النظر في قدراتها التشغيلية، واتخاذ خطوات تقنية حاسمة لضمان استقرار الخدمة وعدم انهيارها تحت وطأة الطلب المتزايد.
في البداية، كانت "أوبن إيه آي" تستهدف مصممي الغرافيك والديكور عبر أداة منفصلة تحمل اسم "DALL-E"، طوّرها فريق صغير من المبرمجين على مدى عامين لتتيح للمستخدمين تحويل الأوصاف النصية إلى صور مبتكرة. لكن اليوم، باتت هذه القدرات متاحة مباشرة داخل روبوت الدردشة الشهير "تشات جي بي تي"، في خطوة تؤكد سعي الشركة نحو دمج أدواتها بشكل أكثر سلاسة وذكاء.
وأعلنت "أوبن إيه آي" أن ميزة إنشاء الصور الجديدة لن تقتصر على المحاكاة الفنية، بل ستقدم أيضا أدوات عملية مثل "الدردشة للتعديل" التي تتيح للمستخدم تعديل الصور بالنصوص، بالإضافة إلى قدرات متقدمة في إنتاج الرسوم البيانية، والمخططات، والإنفوغرافيك، لتلبية احتياجات بيئات العمل والمحتوى المهني.
وأظهر الإصدار الجديد من مولد الصور المدعوم بنموذج "GPT-4o"، والذي استخدمه ملايين الأشخاص حول العالم، تحديات كبيرة في قدرات "أوبن إيه آي" الحاسوبية. فقد أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، عبر حسابه على منصة "إكس" أن خاصية توليد الصور الجديدة أصبحت تستهلك قدرا هائلا من طاقة المعالجة، حتى إنها باتت "تُذيب" وحدات معالجة الرسومات الخاصة بالشركة، الأمر الذي اضطر "أوبن إيه آي" إلى فرض قيود مؤقتة على استخدام الأداة.
فمن المعروف أن الذكاء الاصطناعي التوليدي بطبيعته يعتمد على عمليات حسابية كثيفة ومعقدة للغاية، نتيجة الحاجة إلى معالجة هائلة لتوليد النتائج المطلوبة. فهذه النماذج، سواء أثناء تدريبها أو تشغيلها، تتطلب وحدات معالجة رسوم فائقة الأداء، وبنية تحتية سحابية ضخمة، فضلا عن استهلاك هائل للطاقة وهو ما يضع تحديات جسيمة أمام الشركات المطورة، ويُظهر أن عصر الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قصة برمجية، بل قصة هندسية مكلفة وصراعية.
ولتبسيط المشهد أكثر، فإن توليد صورة واحدة فقط بالذكاء الاصطناعي قد يحتاج إلى ما يقارب تريليون عملية حسابية ذات فاصلة عائمة (FLOP)، وهي وحدة تقيس شراسة الأداء الحوسبي. للمقارنة، فإن إنتاج فقرة نصية عبر الذكاء الاصطناعي يتطلب عادة نحو 100 مليار "FLOP" فقط. بعبارة أخرى؛ فإنشاء صورة واحدة قد يتطلب عشرة أضعاف الطاقة الحاسوبية اللازمة لتوليد نص طويل، مما يجعل الاعتماد على وحدات المعالجة الرسومية ضرورة لا مفر منها، لا مجرد خيار هندسي.
غير أن هذا الانبهار بالقدرات التكنولوجية يرافقه قلق متصاعد بشأن الخصوصية. فانتشار أدوات توليد الصور أثار موجة من المخاوف حول مصير البيانات الشخصية للمستخدمين. إذ إن رفع صورة شخصية لتحويلها إلى عمل فني أنيق قد يبدو أمرا بريئا ظاهريا، لكنه في الواقع قد يكشف عن بيانات بيومترية حساسة– مثل بصمة الوجه– تُخزن أو تُستخدم لاحقا دون إذن واضح، سواء في تدريب النماذج الجديدة أو حتى في صفقات بيع البيانات لجهات مجهولة.
ولا يخفى أن سياسة الخصوصية الخاصة بشركة "أوبن إيه آي" نفسها تنص صراحة على جمع بيانات المستخدمين، بما فيها الصور والمحتويات التي يقدمونها. وفي حال لم يقم المستخدم يدويا بإيقاف خاصية استخدام بياناته لأغراض التدريب أو طلب حذفها، فإن هذه البيانات تُستخدم لتحسين أداء النماذج المستقبلية. وهنا بيت القصيد، فإذا تعرضت خوادم الشركة– أو أي شركة مماثلة– لهجوم سيبراني، فستصبح صور المستخدمين وبياناتهم الشخصية صيدا ثمينا للهاكرز، مع احتمالات مؤلمة لنشرها عبر الإنترنت المظلم أو استغلالها في عمليات احتيال بيومترية.
والأمثلة الواقعية على خطورة هذا السيناريو ليست مجرد افتراضات. فقد فرضت الهيئة الرقابية الهولندية مؤخرا غرامة قدرها 33.7 مليون دولار على شركة "كليرفيو إيه آي" الأميركية، بسبب قيامها بجمع مليارات الصور من الإنترنت دون إذن أصحابها، وتحويلها إلى رموز بيومترية فريدة، استُخدمت لاحقا من قبل جهات أمنية واستخباراتية بطريقة تفتقر إلى أدنى درجات الاحترام للحقوق الفردية.
كما لم تغب عن الذاكرة الحادثة الشهيرة التي وقعت العام الماضي في أستراليا، حين تعرضت شركة "أوتابوكس" لاختراق أمني خطير أدى إلى تسريب بيانات ملايين الأشخاص، بعدما قامت بمسح وجوه الزبائن في الحانات والنوادي الليلية. تلك الواقعة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن البيانات البيومترية شديدة الحساسية والهشاشة، وأي تساهل في حمايتها قد يفتح أبواب كوارث يصعب احتواؤها.
والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: ماذا لو تعرضت خوادم "أوبن إيه آي" التي تحتفظ بأطنان من الصور الشخصية والعائلية عالية الجودة لاختراق مماثل؟ حينها لن يكون الضرر مجرد أرقام وإحصاءات، بل كارثة تمس الخصوصية الفردية لكل مستخدم بشكل عميق ومؤلم، ودرس قاسٍ لمن وثق بعالم الذكاء الاصطناعي دون أن يتوجس من مخاطره الكامنة.
ملكية فكرية منتهكة
بحسب ما نقلته صحيفة "تك كرانش" عن مسؤولي شركة "أوبن إيه آي"، فإن روبوت "تشات جي بي تي" مُبرمج على الامتناع عن توليد صور "تستلهم أسلوب فنانين أحياء بشكل فردي"، لكنه في المقابل لا يجد حرجا في محاكاة "الأساليب الفنية العامة" التي اشتهرت بها استوديوهات فنية كبرى. ومنذ أن اندلعت موجة الصور التي تحاكي الطابع الساحر لـ"استوديو غيبلي" الياباني، تصاعدت النقاشات الساخنة حول مشروعية هذا الاستخدام، وحول ما إذا كان يشكل انتهاكا سافرا لحقوق الملكية الفكرية، خصوصا أن الذكاء الاصطناعي لا يبتكر جديدا بقدر ما يعيد إنتاج أنماط معروفة تعود في الأصل إلى مبدعين حقيقيين.
تاريخيا، لطالما كانت قوانين حماية الملكية الفكرية- وعلى رأسها اتفاقية برن التي تحولت لاحقا إلى صيغة باريس عام 1971 - حصنا منيعا يحمي الإبداع البشري من النسخ والاستغلال دون إذن. فبموجب هذه الاتفاقيات، يُمنح العمل الفني حماية فورية بمجرد خروجه للنور، دون حاجة لأي تسجيل رسمي، إيمانا بأن الإبداع قيمة بحد ذاته، لا مجرد سلعة قابلة للنسخ. غير أن هذه التشريعات، التي صيغت بعناية زمن الحبر والريشة، لم تتخيل عالما يأتي فيه ذكاء اصطناعي قادر على استنساخ الأساليب الفنية المميزة بضغطة زر، دون أن يشعر، أو يُحاسب، أو حتى يُلهم.
وما يزيد الطين بلّة هو التشابه شبه التام بين الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي وتلك التي حملت توقيع "غيبلي" وروح مبدعيه. فتداخل الحدود هذا يجعل من الصعب حتى على العارفين تمييز الأصلي من المقلد، في وقت بات فيه كثير من المستخدمين يتعاملون مع الصور الرقمية بسطحية استهلاكية، غير آبهين بالسؤال الجوهري: من صاحب الإبداع الحقيقي؟
من ناحيتها، حاولت "أوبن إيه آي" الدفاع عن موقفها، معتبرة أن هدفها هو "تمكين البشرية من الاستمتاع بالفنون وإحيائها ومشاركتها بطرق جديدة". عبارة رنانة تبدو جميلة على الورق، لكنها تُخفي وراءها معضلة أخلاقية ضخمة: هل يجوز لنا أن نستمتع بثمار أشجار زرعها آخرون دون أن نعترف بفضلهم أو نرد لهم حقهم؟
والآن؛ يبدو أن هناك تخوفا حقيقيا من أن يفتح هذا الاتجاه الباب أمام تآكل الإبداع البشري الأصيل. فمع كل صورة تولدها الخوارزميات ببراعة ساحرة، يشعر الفنانون أن قيمة موهبتهم وجهودهم تذوب شيئا فشيئا أمام آلة لا تتعب ولا تتوقف عن التعلم. وإذا استمر هذا المسار بلا ضوابط حقيقية، فقد نجد أنفسنا في عالم يفيض بالصور الجميلة، لكنه يفتقر إلى الروح التي لا تملكها إلا يد الإنسان المبدع.