"الفليبستر"... تقليد دستوري أميركي بين حرية التعبير وسيطرة الأقلية

ملف دستوري بالغ التعقيد

 رويترز
رويترز
الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال مراسم التنصيب في قاعة الكونغرس الأميركي في 20 يناير في واشنطن العاصمة

"الفليبستر"... تقليد دستوري أميركي بين حرية التعبير وسيطرة الأقلية

أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترمب خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني جدلا واسعا، والتي حث فيها الجمهوريين على التحرك للقضاء على "الفليبستر" (Filibuster) أو "التعطيل البرلماني المتعمد"، وهو إجراء برلماني غالبا ما يساء استخدامه بواسطة الأقلية في الكونغرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ لتعطيل إصدار التشريعات التي أقرتها الأغلبية.

وكانت بداية تلك التصريحات منشورة على منصة "تروث سوشيال" (Truth Social) المملوكة لترمب نفسه في الرابع من نوفمبر، ثم سرعان ما تحول الحَثٌّ إلى توجيه صريح لقيادات الحزب الجمهوري لاتخاذ الطرق المناسبة للقضاء على ذلك التعطيل البرلماني في الخامس من نوفمبر خلال كلمته التي ألقاها في أحد اجتماعات الحزب الجمهوري في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، بشأن التعليق على خسائر الحزب الجمهوري لنتائج انتخابات بعض المجالس التشريعية وبعض المناصب التنفيذية لعدة ولايات أبرزها خسارة الحزب الجمهوري لانتخابات عمدة مدينة نيويورك والتي فاز بها المرشح الديمقراطي زهُران ممداني، المنتمي لفصيل أقصى يسار الحزب الديمقراطي.

تعيد هذه التصريحات فتح ملف بالغ التعقيد، يتقاطع فيه القانون الدستوري مع الممارسة البرلمانية والتاريخ السياسي الأميركي، إذ إن هذه ليست التصريحات الأولى لترمب بشأن الفليبستر، حيث سبق وأن دعا إلى إلغائه خلال حملته الانتخابية، لكن التصريحات الجديدة تأتي في خضم الاستقطاب السياسي الحاد الذي يشهده الكونغرس، خاصة قبيل إنهاء فترة الإغلاق الحكومي الأميركي (Government Shutdown)، وهي تلك الفترة التي لا يتمكن فيها الحزبان من التوافق على مشاريع القوانين المتعلقة بالتمويل والميزانيات، والتي غالبا ما يُعزى سببها إلى التعطيل الذي يفرضه الفليبستر، وما يؤديه من الفشل في تمرير الميزانية العامة للدولة بأغلبية بسيطة.

وهو ما يطرح عدة تساؤلات جوهرية حول ذلك الموضوع، أهمها: ما المقصود "بالفليبستر أو التعطيل البرلماني المتعمد"؟ وما أسسه الدستورية والقانونية؟ وهل يعتبر هذا الإجراء مشروعا أم إنه يدخل ضمن الحيل والألاعيب التي تستغل الثغرات الإجرائية في الدستور والقوانين؟ كيف يمكن لهذ المبدأ أن يصبح أداة للجمود السياسي والمساومات التشريعية؟ وهل هناك وسيلة مضادة يكفلها الدستور والقانون للحيلولة دون ذلك ووقف أثره؟ وماذا يقصد "بالخيار النووي البرلماني" في هذا الصدد؟ وما هو موقف المحكمة الأميركية العليا في سوابق أحكامها القضائية من هذا الإجراء؟

خلفية أزمة "الفليبستر" في الكونغرس

في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وخلال أواخر حملته الانتخابية تعهد الرئيس دونالد ترمب ليلة الانتخابات في خطابه الشهير بـ"وعود قُطعت، وعود ستُنفذ"، بالالتزام بعدة وعود انتخابية لقاعدة ناخبيه، كان أبرزها القضاء على "الفليبستر" وما يسببه من تعطيل برلماني غير مبرر، يستعمله الطرف الخاسر في الانتخابات لمنع الطرف الفائز من تنفيذ وعوده، وهو ما أثار جدلا واسعا في حينه، حي اتُهم الرئيس الأميركي بأنه يهدد حرية التعبير التي كفلها الدستور وأنه يمهد الطريق بتعهده إلى السيطرة على الحكومة الأميركية وإحلال الطغيان بدلا من الديمقراطية. وهو ما دفع الكثير من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري، كان أبرزهم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور، جون ثون، بالتعهد بعدم المساس بمبدأ الفليبستر في حالة فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية.

ومع تواصل الصدام بين الحزب الديمقراطي من ناحية والحزب الجمهوري وإدارة الرئيس ترمب خلال السنة الأولى من فترته الرئاسية الثانية، والذي بلغ ذروته خلال الفترة من بداية أكتوبر/تشرين الأول حتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عندما توصل الرئيس ترمب لتوقيع اتفاق ينهي أطول فترة إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة بإجمالي (43) يوما، وقد أرجع ترمب السبب في هذا الإغلاق لمبدأ الفليبستر، فذكر في تصريحاته لقيادات الجمهوريين أنه "قد حان الوقت لهم أن يفعلوا ما يجب عليهم فعله لإنهاء الفليبستر، وأن الإبقاء عليه سيكلفهم السيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض في الدورات الانتخابية القادمة، لذلك يجب القضاء عليه حتى ولو اضطروا لاستعمال (الخيار النووي)، وكانت هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، وأضاف أنه إذا لم يقم الجمهوريون بذلك سيكونون في وضع سيئ، ولن يستطيعوا تمرير أي تشريع لمدة ثلاث سنوات وربع، وأنه بإنهاء الفليبستر سيحصل الحزب الجمهوري على كل شيء تتم الموافقة عليه، كما لم يحدث مطلقا في تاريخ الكونغرس".

أ.ف.ب
ترمب خلال الاحتفال بأول 100 يوم من رئاسته، ميشيغان في 29 أبريل

تعريف التعطيل البرلماني وأصل مصطلح "الفليبستر" ومدلوله

كلمة "فليبستر" (Filibuster) ذات أصل هولندي تعني "القرصان"، مما يعكس أثر مدلوله على التشريع بأنه "قرصنة" للعملية التشريعية، وقد وردت إلى الإنكليزية عن طريق الفرنسية والأسبانية، وخلال القرن التاسع عشر أصبحت تعني "المعطل" أو "المماطل"، ويقصد "بالفليبستر أو التعطيل البرلماني المتعمد" بوجه عام، بأنه أسلوب برلمان إجرائي تكتيكي تستخدمه أقلية ما في مجلس تشريعي لإعاقة أو منع التصويت على مشروع قانون أو قرار أو التصديق على ترشيح ما، وذلك من خلال الاستمرار في النقاش والكلام لفترة غير محدودة، أو تقديم عدد لانهائي من التعديلات، بهدف "استنفاد" الوقت أو الضغط على الأغلبية، بما يؤدي إلى منع طرح مشروع القانون أو القرار للتصويت أو إجبار الأغلبية على التنازل عنه أو سحبه، مستفيدين من بعض القواعد الإجرائية للمجالس التشريعية التي لا تحدد مدة للكلام لكل عضو، ولـ"الفليبستر" نوعين، النوع الأول هو "التقليدي"، وفيه يقوم أحد الأعضاء بإلقاء خطابات مطولة في قاعة المجلس، أما النوع الثاني وهو "الصامت" وهو المعمول به في أغلب برلمانات العالم منذ السبعينات، ويتم بمقتضاه عرقلة التشريع دون الحاجة للخطابة، ولكن بمجرد التهديد باستخدامه.

يقصد بـ"الفليبستر" أو التعطيل البرلماني المتعمد، بوجه عام، بأنه أسلوب برلمان إجرائي تكتيكي تستخدمه أقلية ما في مجلس تشريعي لإعاقة أو منع التصويت على مشروع قانون أو قرار أو التصديق على ترشيح ما

وقد عرف مجلس الشيوخ الأميركي "الفليبستر" بأنه "أي محاولة لتأخير أو منع التصويت على مشروع قانون أو قرار أو تعديل أو مسألة قابلة للنقاش من خلال إطالة النقاش أو استخدام إجراءات مطوّلة" ولا يعني ذلك بالضرورة أن يظل سيناتورا "يتحدّث إلى الأبد" كما في الصور التقليدية، بل قد تتّخذ أشكالا أكثر نظامية مثل إعلان الاعتراض أو عقد "وقفات" إجرائية اعتراضية، دون مقتضى حقيقي بغرض تعطيل تمرير قرارات أو مشاريع القوانين المقدمة من الأغلبية.

يُعدّ "الفليبستر" تكتيكا برلمانيا قديما، له جذور تمتدّ إلى مجلس الشيوخ الروماني القديم، حيث كان الأعضاء يستخدمون الخطابات الطويلة لتأخير القرارات، مستفيدين من غياب حدّ زمني للكلام. انتقل هذا الأسلوب إلى البرلمان البريطاني خلال القرن السابع عشر، ومنه انتشر إلى البرلمانات التي تتبع "نموذج ويستمينستر" البرلماني في المستعمرات البريطانية ودول الكومنولث التابعة لها. وقد انتقل إلى المستعمرات الأميركية قبل استقلالها، حيث اعتمدت المجالس التشريعية المحلية مبدأ النقاش الحرّ الموروث من التقاليد البريطانية، لكن دون قيود صارمة.

وبعد الاستقلال دخل "الفليبستر" إلى الكونغرس الأميركي مع تأسيسه عام 1789 عقب إقرار دستور الولايات المتحدة، ولم يُنظّم في البداية، حيث سمحت القواعد الإجرائية لمجلس الشيوخ بالنقاش غير المحدود لتعزيز المناقشة الدقيقة، مقابل السرعة في مجلس النواب. وكان الفليبستر نادرا في البداية حتى عام 1806 عندما اقترح نائب الرئيس الأميركي (بصفته رئيس مجلس الشيوخ بقوة الدستور والقانون) آنذاك "آرون بور" مراجعة اللوائح المنظمة لأعمال مجلس الشيوخ بهدف تبسيط القواعد الإجرائية، تم إلغاء مبدأ "السؤال المسبق" (Previous Question)، الذي كان يسمح بإنهاء النقاش بأغلبية بسيطة، بطريق الخطأ أو الإهمال، مما أدى إلى فتح الباب للإطالة ومن ثم التوسع في ممارسة "الفليبستر".

الأساس الدستوري والقانوني لـ "الفليبستر" في النظام السياسي

يُعد الجدل حول "الفليبستر" فريدا من نوعه كونه يتعلق بإجراء برلماني لم يرد ذكره صراحة على الإطلاق في نصوص الدستور الأميركي، فالمادة الأولى، الفقرة الخامسة منه، حددت سلطات الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، فتمنح كل مجلس الحق في وضع "قواعد إجراءاته" (Rules of its Proceedings)، هذا التفويض الدستوري المفتوح هو الأساس الذي استند إليه مجلس الشيوخ لتطوير قواعده الداخلية، ونتيجة لعدم وضع الدستور لقاعدة صريحة حول إنهاء النقاش أو تحديد المدة الزمنية له، عكس قاعدة الأغلبية البسيطة (Simple Majority) التي كانت سائدة في مجلس النواب، ففتح ذلك الباب لنشأة مبدأ  "الفليبستر" في مجلس الشيوخ بمفهومه الحالي.

وقد شهد القرن التاسع عشر توسعا كبيرا في استخدام "الفليبستر" خاصة خلال فترة الحرب الأهلية (1861-1865) بين الولايات الشمالية والجنوبية وما حدث خلالها من سجال وجدال بشأن انفصال الولايات الجنوبية عن الاتحاد، وقد بلغ استخدام ذلك المبدأ ذروته خلال الحرب العالمية الأولى، عندما كان الكونغرس يناقش مشروع قانون تنظيم التجارة مع العدو عام 1917، والذي بموجبه كان يجوز للحكومة الأميركية تسليح السفن التجارية في مواجهة الغواصات الألمانية، عندما اعترض 12 سيناتورا من المعارضين للقانون واستعملوا "الفليبستر" لمحاولة قتل مشروع القانون، وهو ما دفع الرئيس وودرو ويلسون للتدخل واقترح إدخال مبدأ "إغلاق المناقشة" (Cloture)، والذي تبناه مجلس الشيوخ بموجب إضافة القاعدة رقم 22 (Rule XXII) ضمن "القواعد الإجرائية الدائمة لمجلس الشيوخ (Standing Rules of the Senate) عام 1917، والذي بمقتضاه أصبح من حق الكونغرس إنهاء النقاش حول مسألة ما بأغلبية ثلثي الأعضاء، وسرعان تم تخفيض هذا النصاب عام 1975 إلى ثلاثة أخماس الأعضاء (60 في المئة من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم حاليا 100).

وخلال فترة الحرب الباردة، أصبح "الفليبستر" أداة تعطيلية رسمية، خاصة في الستينات عندما قام الأعضاء من الولايات الجنوبية السابقة بمحاولة عرقلة مناقشة قوانين الحقوق المدنية، كان أشهرها الخطاب الذي ألقاه السيناتور الديمقراطي (الجمهوري لاحقا) "ستورم ثارموند" لمدة 24 ساعة و18 دقيقة متواصلة في محاولة منه لتعطيل مشروع قانون الحقوق المدنية عام 1957، وكان ذلك الخطاب يعتبر أطول "فليبستر" في تاريخ مجلس الشيوخ الأميركي، حتى قام السيناتور الديمقراطي كوري بووكر، بكسر ذلك الرقم القياسي وإلقاء خطاب متواصل لمدة 25 ساعة وخمس دقائق خلال شهر أبريل/نيسان 2025.

غيتي
مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن

 

خلال فترة الحرب الباردة، أصبح "الفليبستر" أداة تعطيلية رسمية، خاصة في الستينات عندما قام الأعضاء من الولايات الجنوبية السابقة بمحاولة عرقلة مناقشة قوانين الحقوق المدنية

"الخيار النووي" كحل أخير لتحويل الأغلبية الموصوفة إلى أغلبية بسيطة

يُعدّ "الخيار النووي" (Nuclear Option) حلا إجرائيا عنيفا وفقا لإجراءات مجلس الشيوخ، وهو إجراء برلماني يتيح تجاوز قاعدة الأغلبية الموصوفة الثلاثة أخماس (60 صوتا) المطلوبة لإنهاء "الفليبستر" عبر تصويت بأغلبية بسيطة (50 في المئة+1)، وذلك عن طريق استغلال ثغرة إجرائية مؤداها، تقديم أحد الأعضاء لطلب نقطة نظام لرئيس الجلسة، فيقوم الرئيس برفض هذا الطلب، ثم يتم الاعتراض على ذلك الرفض وإلغائه بأغلبية بسيطة، مما يخلق سابقة جديدة تنُشئ تفسيرا جديدا للقاعدة الإجرائية الأصلية يصبح ملزما لرئيس الجلسة، ويلتزم به الرؤساء اللاحقون ما لم يسقط بسابقة تفسيرية لاحقة.

استُخدم ذلك الخيار لأول مرة عام 2013 عندما قام السيناتور هاري ريد، بتخفيض نصاب الإغلاق على ترشيحات الوظائف الحكومية العليا (باستثناء المحكمة العليا) إلى أغلبية بسيطة، ثم عام 2017 عندما قام السيناتور ميتش ماكونيل، باللجوء إليه ليشمل ترشيحات المحكمة العليا، مما سهّل تصديق مجلس الشيوخ على ترشيح الرئيس دونالد ترمب للقاضي نيل جورشاك، كأحد قضاة المحكمة العليا.

ونتيجة لشدة تعقيد هذا الخيار إجرائيا لم يتم تفعيله مرة أخرى بسبب مقاومة الحزبين الديمقراطي والجمهوري للتوسع في تطبيقه لما يثيره من جدل واسع، حيث يُبرّر أنصاره بأنه يعيد التوازن للأغلبية الدستورية وينهي ما يسمى "طغيان الأقلية"، بينما يحذّر معارضوه من تآكل حقوق الأقلية وتحويل المجلس إلى نسخة من مجلس النواب.

يُعدّ "الخيار النووي" حلا إجرائيا عنيفا وفقا لإجراءات مجلس الشيوخ، وهو إجراء برلماني يتيح تجاوز قاعدة الأغلبية الموصوفة الثلاثة أخماس (60 صوتا) المطلوبة لإنهاء "الفليبستر" عبر تصويت بأغلبية بسيطة (50 في المئة+1)

موقف المحكمة العليا والسوابق القضائية

على الرغم من تعرض المحكمة العليا الأميركية في الكثير من أحكامها لبعض المسائل الإجرائية بمجلس الشيوخ، إلا أنها لم تتصد لمسألة "الفليبستر" في حد ذاتها بشكل صريح، واعتبرتها من قبيل "المسائل السياسية" (Political Questions)، وقد ظهر هذا الاتجاه جليا في الكثير من أحكامها، كان أشهرها قضية "الولايات المتحدة ضد بالين" (1892)، وقضية "باول ضد ماكورماك" (1969) ذائعة الصيت، والتي أكدت فيهما المحكمة على أن الدستور يعطي الكونغرس الحق في وضع قواعده بما في ذلك ما يسمى بمبدأ "الخيار النووي"، وأن للمحكمة دورا محدودا في رقابة هذه القواعد ما لم تنتهك الدستور بشكل واضح.

تعكس تصريحات ترمب مخاوف سياسية عميقة، فـ"الفليبستر" ورغم جذوره الدستورية والقانونية، أصبح عبئا على إدارته، كان آخرها التسبب بأطول فترة إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة الذي كلفها مئات المليارات، وعلى الرغم من توصل إدارة ترمب لتوقيع اتفاق ينهي هذا الإغلاق، لكن يظل شبح الشلل والتعطيل حاضرا أمام هذه الإدارة، لذلك جاءت تصريحاته بشأن استخدام "الخيار النووي"، لإنقاذ أجندته. بل ومن الممكن أن تأخذ الإدارة طريق الإصلاح الشامل عبر تعديل القواعد الإجرائية لمجلس الشيوخ وإلغاء مبدأ "الفليبستر" واستعادة التوازن الدستوري الطبيعي بين الأغلبية والأقلية.

font change