بعد مرور عقد من الزمن تقريبا على تصويت المملكة المتحدة لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، يُنظر إلى اتفاقية التجارة الجديدة التي عرض تفاصيلها رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر على أنها محاولة مثيرة للجدل لإصلاح العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
ومن البديهي أن تكون العلاقات بين لندن وبروكسل متوترة منذ أن صوّت البريطانيون بأغلبية ضئيلة على الخروج من الاتحاد الأوروبي، هذه الكتلة التجارية التي انضمت إليها المملكة المتحدة أول مرة عام 1975، وكانت تسمى حينها "السوق المشتركة".
وكانت الرغبة في احتفاظ المملكة المتحدة بالسيطرة على سيادتها- التي ادعى مؤيدو "بريكست" أن بيروقراطيي بروكسل يقوضونها، يضاف إليها المخاوف من الارتفاع المتزايد في معدلات الهجرة- هي العوامل الرئيسة في اتخاذ القرار بإنهاء عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي التي استمرت أربعة عقود.
لكن حتى مع ادعاء أبرز دعاة الخروج البريطاني، كرئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، أن المملكة المتحدة سوف تزدهر على الساحة العالمية كنتيجة لخروجها من "الاتحاد"، فإن الكثير من الناخبين البريطانيين ظلوا متشككين في فوائد هذا الخروج.
علاوة على ذلك، اشتدت الرغبة في تحسين علاقات المملكة المتحدة مع بروكسل منذ أن فاز حزب "العمال" بزعامة ستارمر بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة العام الماضي، التي تكبدت فيها الإدارة المحافظة بقيادة ريشي سوناك، هزيمة ثقيلة في صناديق الاقتراع، وهي التي واصلت دعمها لـ"بريكست".
وليس مستغربا أن تحرص حكومة حزب "العمال" الجديدة منذ توليها السلطة، على التفاوض مع الاتحاد الأوروبي على اتفاقية تجارية جديدة، لأن الكثير من كبار السياسيين في حزب "العمال"، ومنهم ستارمر، عارضوا الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي معارضة تامة.