بعد يوم من انتخابات البرلمان في سوريا والذي استُبعدت عنه مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والسويداء، وقبل ساعات من وصول وفد من "قسد" برئاسة قائد "القوات" مظلوم عبدي بوساطة أميركية لعقد جولة جديدة من المفاوضات مع الحكومة السورية، اندلعت أعنف اشتباكات بين "قسد" والحكومة السورية على محور حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب يوم الاثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
الحكومة السورية قالت عبر قنوات غير رسمية إن الاشتباك بدأته قوات "قسد"، وأن الحكومة السورية اكتشفت نفقا لـ"قسد" تم حفره ليعطي قوات "قسد" القدرة على الوصول إلى خلف نقاط الجيش والأمن السوري في محيط حي الشيخ مقصود، فقامت بتفجيره وأغلقت المعابر المؤدية إلى الحيين، إلا أن "قسد" أرسلت عناصر لها بين المدنيين استهدفوا قوات الأمن العام. من جانبها، قالت "قسد" وعبر قنوات غير رسمية أيضا، إن الحكومة السورية هي التي بدأت الاشتباك وأنها استهدفت المدنيين الذين كانوا يحتجّون على إغلاق المعابر.
وقد استهدفت "قسد" بقذائف هاون حي سيف الدولة في حلب، واستهدفت أيضا أحياء سكنية في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية، واندلعت اشتباكات أسفرت عن سقوط جرحى وقتلى في صفوف الطرفين، إضافة إلى إصابة ثمانية مدنيين نقلوا إلى مشفى الرازي، وبعد ساعات من الاشتباك توصل الطرفان إلى اتفاق وقف إطلاق نار لتبدأ الأمور بالعودة إلى طبيعتها تدريجيا، مع استمرار الحكومة السورية إغلاق المعابر مع الحيين باستثناء معبر واحد.
الاشتباك العنيف بين الطرفين وقع في منطقة تُعد خاصرة ضعيفة لكل من "قسد" والحكومة السورية، فـ"قسد" لا تمتلك خطوط إمداد إلى المنطقة، والحكومة السورية تعلم أن الحيين يقعان في منطقة سكنية سيؤدي الاشتباك فيها إلى خسائر مدنية إذا ما استمرت "قسد" باستهداف الأحياء، ولذلك فإن الطرفين وافقا على وقف إطلاق النار لتجنب الخسائر. وفي الوقت نفسه أظهر كل طرف قدرته العسكرية أمام الآخر، في محاولة لتقوية الأوراق التفاوضية خلال اللقاء الذي تم يوم الثلاثاء 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري، والذي انحرف مساره عن نقاش آليات تنفيذ اتفاق 10 مارس/آذار بين الرئيس السوري أحمد الشرع ومظلوم عبدي، إلى الحديث عن وقف إطلاق النار بين الطرفين، وقال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عقب لقائه مع عبدي في دمشق، إن الطرفين اتفقا "على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريا"، في حين لم تحقق الاجتماعات أي خرق يُذكر في مسار تفعيل عملي لاتفاق مارس بين الطرفين.