لطالما شكلت طائرة "إيرباص A320" حجر الزاوية في صناعة الطيران العالمية، حيث ساهمت في تعزيز كفاءة السفر الجوي للمسافات القصيرة والمتوسطة. ومع وجود نحو 11,300 طائرة من عائلة "A320" قيد التشغيل، بما في ذلك 6,440 طائرة من طراز "A320" الأساسي، الذي انطلق في أول رحلة عام 1987، تمثل هذه الطائرة حاليا 48 في المئة من أسطول الطائرات أحادية الممر في العالم و69 في المئة من الجيل الأحدث من الطائرات رفيعة البدن.
ويؤكد انتشارها الواسع لدى أكثر من 350 شركة طيران، أبرزها من الولايات المتحدة والصين والهند وأوروبا، على موثوقيتها وتعدد استخداماتها في أسواق متنوعة.
على الرغم من ذلك، يمثل استدعاء 6000 طائرة من سلسلة "A320" مؤخرا اضطرابا كبيرا لشركات الطيران حول العالم. فإلى جانب التأخيرات التشغيلية والتحديات اللوجستية، تُثير هذه الخطوة مخاوف محتملة تتعلق بالسلامة وقد تقوض ثقة المسافرين. وفي الوقت الذي أصدرت فيه "إيرباص" نشرة السلامة التحذيرية، كان هناك نحو 3000 طائرة من عائلة A320 في الجو.
يعود هذا الاستدعاء إلى حادثة تتعلق برحلة تابعة لشركة "جيت بلو" من كانكون إلى نيوارك في 30 أكتوبر/تشرين الأول، حيث أُصيب عدد من الركاب إثر انخفاض مفاجئ للارتفاع. وتشير التحقيقات إلى أن وهج الشمس ربما تداخل مع بيانات حيوية لأنظمة التحكم في الطيران في الطائرة.
يعد هذا الاستدعاء من الأكبر في تاريخ "إيرباص" الممتد لـ 55 عاما. وطائرة "A320"، ركيزة أساسية للأسطول العالمي ومفضلة لدى شركات الطيران منخفضة التكلفة، وصارت مؤخرا طائرة الركاب الأكثر مبيعا في العالم، متجاوزة طائرة "بوينغ 737". وتبرز هذه الحادثة تحديات الموازنة بين الابتكار التكنولوجي والسلامة التشغيلية في صناعة الطيران الحديثة.