مدينة الرياض عاصمة المملكة.. حولها الأمير سلمان إلى عاصمة حديثة تليق بالسعودية والسعوديين[/caption]
ولي العهد السعودي يحتل دائماً منصب نائب رئيس مجلس الوزراء (الملك). ويدير شؤون الدولة في غياب الملك خارج البلاد ويصدر بذلك أمراً ملكياً من الملك بتكليف ولي العهد في إدارة شؤون الدولة حتى عودته ويتغير بعد التكليف مسماه من (ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء) إلى (نائب خادم الحرمين الشريفين) حتى عودة الملك.
وفي عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، ولأول مرة في تاريخ البلاد تأسست هيئة البيعة التي تحدد آلية انتقال السلطة بين أفراد العائلة المالكة، ونص أمر تأسيسها بأنها تتكون من أبناء الملك عبد العزيز أو أحفاده في بعض الحالات التي يحددها النظام، بالإضافه إلى إثنين يعينهما الملك، أحدهما من أبنائه والآخر من أبناء ولي العهد، وتقوم عند وفاة الملك بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكًا على البلاد.
وحسب ما نص عليه نظام الهيئة يقوم الملك بعد مبايعته وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة باختيار من يراه مناسبًا لولاية العهد على أن يعرض بعد ذلك اختيار الملك على الهيئة لترشح واحدًا منهم، وفي حالة عدم ترشيحها لأي منهم فعلى الهيئة ترشيح من تراه مناسبًا لولاية للعهد، وفي حالة عدم موافقة الملك على ترشيح الهيئة، تقوم الهيئة بعملية تصويت بين من رشحته والآخر يختاره الملك، وتتم بعد ذلك تسمية الحاصل على أكثر الأصوات وليًا للعهد. وحدد نظام الهيئة بأن يتم اختيار ولي العهد في مدة لا تزيد على ثلاثين يومًا من تاريخ مبايعة الملك.
وجاء في المادة السابعة من نظام هيئة البيعة: "يختار الملك وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحدا، أو اثنين، أو ثلاثة، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليا للعهد. وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليا للعهد".
وتضم الهيئة خمسة وثلاثين أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم أحد أبنائهم، يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.
ووفقا للائحة، يتمتع أعضاء الهيئة بعضوية مدتها أربع سنوات غير قابلة للتجديد إلا إذا اتفق أخوة العضو المنتهية ولايته على ذلك، وبموافقة الملك.
ووفق نظام هيئة البيعة الصادر في أكتوبر 2006، توكل الهيئة إلى لجنة طبية مهمة التأكد من أهلية الملك وولي عهده في إدارة الحكم.
وفي حال تقرير عدم الأهلية الدائمة، فإن "مجلسا مؤقتا للحكم" مشكلا من خمسة أعضاء يتولى تصريف أمور الدولة، على أن تقوم الهيئة في غضون سبعة أيام "باختيار الأصلح للحكم من أبناء الملك المؤسس" عبد العزيز آل سعود.
ويقترح الملك على "هيئة البيعة" اسما أو اسمين أو ثلاثة لمنصب ولي العهد. ويمكن للجنة أن ترفض هذه الأسماء وتعين مرشحا لم يقترحه الملك.
وإذا لم يحظ مرشح الهيئة بموافقة الملك، فإن "هيئة البيعة" تحسم الأمر بالغالبية في عملية تصويت يشارك فيها مرشحها ومرشح يعينه الملك خلال مهلة شهر.
وتتخذ "هيئة البيعة" من الرياض مقرا، ويرأسها أكبر أفراد العائلة المالكة سنا وهو الأمير مشعل بن عبدالعزيز، وأمينها من خارج العائلة، حيث أصدر الملك قراراً بتعيين خالد التويجري أميناً عامة لهيئة البيعة التي تعقد اجتماعاتها العادية بحضور ثلثي الأعضاء، وتتخذ قراراتها بالغالبية وعبر التصويت السري.
وتتمثل مهمة الهيئة في "المحافظة على كيان الدولة وعلى وحدة الأسرة المالكة وتعاونها وعدم تفرقها وعلى الوحدة الوطنية ومصالح الشعب".
الأمر الملكي الذي صدر اليوم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع كان متوقعا حيث رشّحه كل المراقبين للشأن السعودي لشغل المنصب الذي بقي شاغرا بعد وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي الراحل.. وبذلك طمأن خادم الحرمين الشريفين شعبه فكان القرار الملكي السريع الذي ينهي الانتظار والتساؤلات ويجعل المملكة تواصل مسيرة الخير والنماء في ظل الملك عبدالله وولي عهده الأمين الأمير سلمان.
