خادم الحرمين الشريفين يهنئ رئيس إيران الجديد

خادم الحرمين الشريفين يهنئ رئيس إيران الجديد

[caption id="attachment_55245832" align="aligncenter" width="620"]خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز[/caption]

بعث خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، برقية تهنئة للرئيس حسن روحاني، بمناسبة فوزه في انتخابات الرئاسة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية قال الملك في برقية له: "يسرنا بمناسبة فوز فخامتكم أن نبعث باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أجمل التهاني، وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامتكم، والتقدم والازدهار لشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيق، مشيدين بما عبرتم عنه في تصريحاتكم من حرص على التعاون وتحسين العلاقات بين بلدينا الشقيقين، متمنين للجميع دوام التوفيق والسداد".

بدوره، أبرق الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مهنئا الرئيس الجديد، معربا له عن «أصدق التهاني، وأطيب التمنيات والمزيد من التقدم والازدهار للشعب الإيراني الشقيق».

يذكر أن وزارة الداخلية الإيرانية قد أعلنت أمس الأول، أن المرشح المدعوم من الإصلاحيين حسن روحاني قد فاز بانتخابات الرئاسة الإيرانية، التي شارك فيها أكثر من 36 مليون شخص، بمعدل إقبال بلغ 72.7 في المائة، ليصبح روحاني هو الرئيس رقم 11 في تاريخ الجمهورية الإسلامية.



رجل الدين الرئيس




يعد حسن روحاني رجل الدين الوحيد الذي خاض الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وقد أكد خلال حملته الانتخابية على رغبته في أن تتبنى بلاده نهجا معتدلا، كما حظى بدعم إصلاحيين بينهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي حث أنصاره على التصويت لصالح روحاني.

وأعلن الرئيس السابق على أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يمثل إسلاميين معتدلين، دعمه لروحاني بعد منعه (رفسنجاني) من خوض السباق الرئاسي.
وتعهد روحاني بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين وضمان الحقوق المدنية والتعهد باستعادة "كرامة البلاد"، كما تعهد أيضاً باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

وخلال مناظرة سياسية بين المرشحين الرئاسيين أثار روحاني قضايا حساسة مثل المواجهة مع الغرب بخصوص الملف النووي وتردي علاقات إيران دوليا والوضع المتردي للاقتصاد الإيراني وعزلة طهران عن المجتمع الدولي.
كما حث الإيرانيين على التصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية، قائلا إن المتشددين "لا يريدون منكم التصويت، فهم يريدون الفوز بالانتخابات دون مواجهة أي تحديات."

ويعد روحاني واحدا من الشخصيات السياسية المهمة في إيران، حيث شغل العديد من المناصب البرلمانية، والتي تضمنت منصب نائب رئيس البرلمان وممثل آية الله خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي.

وكان روحاني أحد كبار المفاوضين في المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي، إبان ولاية خاتمي. كما أنه يرأس حاليا مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو أحد الأجهزة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى.

وخلال المظاهرات الطلابية التي خرجت مناهضة لإغلاق إحدى الصحف الإصلاحية عام 1999، تبنى روحاني موقفا شديدا بإعلانه أن من ألقي القبض عليهم في تلك المظاهرات بتهمة التخريب وتدمير ممتلكات الدولة سيواجهون عقوبة الإعدام إذا ما ثبتت إدانتهم.

إلا أنه وفي وقت لاحق، أبدى دعمه للمظاهرات التي اندلعت عقب انتخابات عام 2009 ووجه انتقاداته للحكومة لمعارضتها ما كان يراه من حق الشعب في التظاهر السلمي.
يذكر أن روحاني يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة غلاسغو كاليدونيان بإسكتلندا.



أقوى رئيس معتدل



[caption id="attachment_55245844" align="alignleft" width="300"]الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني[/caption]
من جانب آخر أكد مراقبون أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هو أقوى رئيس معتدل وصل إلى هذا المنصب خلال السنوات الأخيرة، وقال الدبلوماسي السابق والباحث في مركز الدراسات العربية-الإيرانية في لندن، مهرداد خنساري في تصريحات إعلامية، إن روحاني أكثر قوة من أي رئيس إيراني آخر في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المرشد، وهو في وضعية أفضل كثيراً من هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي.

وشدد على أن انتخاب روحاني رسالة مفادها أن الشعب الإيراني لم تعد تروق له السياسات التي اتبعها سلفه محمود أحمدي نجاد، وأن بقاء النظام الإيراني واستمراره مرتبط بقدرته على إحداث تغييرات جادة تطال النواحي السياسية والاقتصادية. وقال إن الشعب الإيراني لا يريد الاستمرار في كونه أسيراً لقضايا الملف النووي.

وأشار خنساري إلى أن أيدي روحاني ربما تكون مكبلة في مواجهة تركة ثقيلة بعد بقاء محمود أحمدي نجاد في السلطة لمدة 8 سنوات، وإصرار خامنئي على التدخل في رسم السياسة الخارجية.

وذكر أن من أهم مشكلات التركة الثقيلة، الوضع الخطير الذي وصل إليه الاقتصاد الإيراني، والذي باتت محاولة انتشاله من الشلل الذي ألم به ضرورة.

وأفاد بأن روحاني لديه سجل حافل في التصرف بحصافة وحكمة وعقلانية أثناء مشاركته في مفاوضات سابقة مع الدول الغربية، والتي قد ترغب بمعاودة التعاون معه، ما يعزز إمكانية طرح حلول دبلوماسية جديدة.

وكان روحاني رئيساً للاستخبارات في التسعينيات، ووقع اتفاقاً مع السعودية أنهى الخلافات التي كانت ناشبة آنذاك. وهو بحكم طبيعته وتوجهاته لا يفكر في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال خنساري: "لم يعد أمام روحاني إلا محاولة تقديم مفاجآت تتعلق بتغييرات في السياسة الخارجية، وإلا فسيجد إيران في خضم مواجهة عسكرية، الأمر الذي لا يتفق مع سياسته".
font change