
ثمنت مصر موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أكد خلاله أن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين، وأن السعودية تقف مع مصر ضد الإرهاب والفتنة. وقالت الرئاسة المصرية إن «القاهرة لن تنسى أبدا الموقف التاريخي لخادم الحرمين، وإن الشعب المصري سيذكر دوما أن له في المملكة أشقاء وأصدقاء وحلفاء».
وأعرب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عن تقديره لموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الأوضاع في مصر.
وأكد منصور في رسالة وجهها إلى العاهل السعودي أن مصر عبر تاريخها الطويل والعريض قد واجهت من الصعوبات وحققت الانتصارات دفاعا عن أمتيها العربية والإسلامية اللتين كانتا خير عون وسند لمصر في الملمات ومواجهة الفتن والضلائل.
وأضاف منصور في رسالته أن الأوقات العصيبة التي تشهدها الشعوب والأمم هي التي تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب، ومن ثم فإن بيان خادم الحرمين جاء ليؤكد من جديد على أصالة موقفه وشعب وحكومة المملكة الشقيقة، فأبى إلا أن ينطق بالحق.
وأوضح أن العالمين العربي والإسلامي في أشد الحاجة إلى الإنصات للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين لمواجهة الإرهاب الذي لا يرعى دينا ولا ذمة.
وطمأن منصور العالم أجمع بأن مصر عازمة على التصدي لهذا العدوان الشرس على أمنها واستقرارها ومن خلفها أمتاها العربية والإسلامية وأنها لن تسمح لمن يرفعون السلاح بترويع أبنائها ولمن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة في القاهرة ويعتدوا على دور العبادة ومنشآت بناها شعبها العريق، بأن ينالوا من هذا الشعب الأبي.
وأكد منصور أن مسيرة شعب مصر ماضية للأمام، وأن التاريخ يسطر للرجال والأمم مواقفهم الناصعة في دعمها ويزدري مواقف المتخاذلين.
بينما قال الأزهر الشريف: «نجد في هذا التوجه حقيقة الأخوة العربية والإسلامية والمؤازرة لبلد كان وما زال يعطي الكثير وهو مستعد دائما للبذل»، داعيا العرب والمسلمين جميعا أن يسيروا في مثل اتجاه خادم الحرمين الشريفين. وكان لخطاب خادم الحرمين الشريفين صدى كبير في مصر على المستويين الشعبي والرسمي ووصف بأنه يذكر الجميع بمواقف المملكة المشرفة وقت المحن.
وقال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، إن مصر لن تنسى أبدا الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين وسيذكر الشعب المصري دوما أن له في المملكة أشقاء وأصدقاء وحلفاء، وأفاد بأن موقف السعودية يؤكد على التضامن العربي الأصيل.
وأعرب مجلس الوزراء عن بالغ الشكر والتقدير للموقف المشرف لخادم الحرمين الشريفين في دعمه لمصر ولحكومتها في مكافحة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي في شؤونها.
ونفس الموقف صدر عن وزارة الخارجية التي أكدت أهمية الموقف السعودي في دعم مصر في الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر ومحاولات الخارج النيل منها واستهدافها.
من جانبه، قال الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار: «سعد المصريون جميعا بكلام خادم الحرمين الشريفين الذي نقلته وكالات الأنباء، والذي يؤيد فيه الملك عبد الله بن عبد العزيز مصر شعبا وحكومة وقيادات في توجهها في هذه المرحلة نحو حريتها، واسترداد كرامتها اللائقة بها، وأكد على أن العرب جميعا والمسلمين يجب أن يؤازروا ويساندوا مصر في هذه المرحلة الدقيقة».
وأضاف الدكتور عزب «نحن في الأزهر نجد في هذا التوجه حقيقة الأخوة العربية والإسلامية والمؤازرة لبلد كان وما زال يعطي الكثير وهو مستعد دائما للبذل والعطاء.. الأحرى بالعرب والمسلمين جميعا أن يسيروا في هذا الاتجاه، لأن في قوة مصر قوة لهم وفي ضعفها - لا قدر الله - إضعافا للجميع».
ووجهت حركة «تمرد» التحية إلى العاهل السعودي، قائلة: «نقدر مواقف خادم الحرمين الشريفين الداعمة لإرادة الشعب المصري والرافضة للتدخل الأجنبي ضد إرادة المصريين».
وقال سامح عاشور، القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني، إن «موقف السعودية من الأحداث الجارية ليس بغريب على دولة شقيقة طالما ساعدت مصر ووقفت إلى جوارها على مر التاريخ»، مثمنا خروج عاهل السعودية وإعلانه دعم مصر ضد الإرهاب ورفضه لأي تدخل دولي في شؤون مصر الداخلية. وأضاف أن «موقفه يثبت أن لمصر شقيقا كبيرا هو المملكة العربية السعودية».
وعلق الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى قائلا إنه موقف مهم للغاية في هذا التوقيت وهو محل تقدير وإعزاز كل الشعب المصري، وقال إنه يؤكد على الموقف السعودي الرائع في الدعم المستمر لمصر ويذكر بمواقف الملك الراحل فيصل عندما دعم مصر خلال حرب أكتوبر1973. وأضاف أن موقف خادم الحرمين الشريفين هو الأساس في العمل العربي المشترك، وقال إن دعم السعودية عمل نثمنه، وإن موقف السعودية سوف يكون له تداعيات ومواقف عربية. وقال إن أمام مصر أياما صعبة ولكن مصر حققت الكثير خلال اليومين الماضيين، فقد أنهت حكما فاشلا لم يحقق إنجازا واحدا على مدار العام، وأبدى تفاؤله بالمستقبل وطالب بمراجعة العلاقات الدولية وفي المقدمة العلاقة مع الولايات المتحدة بما يحقق مصالح مصر وكرامتها واحترامها لنفسها.
أما وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، فقد وصف خطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه جاء يشرق في يوم كئيب عاشته مصر على أعصابها واعتبره نقطة مشرقة أدت إلى ارتياح كبير في الشارع المصري، وقال العرابي إن موقف خادم الحرمين الشريفين كان متوقعا في لحظات فارقة في تاريخ الشعب المصري وهو يخوض معارك ضد الإرهاب، وذكر بمقترح خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الإرهاب، وقال إن الموقف السعودي يضيف الصلابة لما تقوم به مصر من الحفاظ على مؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب ويؤكد على عمق الصداقة والتضامن العربي الأصيل، بينما قال الكاتب الصحافي، مصطفى بكري، إن «موقف العاهل السعودي ليس غريبا على موقف المملكة ملكا وحكومة وشعبا»، واعتبره درسا يجب أن يتعلم منه كافة الأطراف، بينما أشادت الحركات الشبابية المصرية بموقف السعودية، كما هيمنت تصريحات خادم الحرمين الشريفين على تعليقات الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليوم ونشرت نصه بالكامل.
كما أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها ودعمها الكامل لتصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حول الأحداث الجارية في جمهورية مصر العربية .
وأكدت دولة الإمارات وفقًا لما أوردته وكالة أنباء الإمارات أن هذا التصريح ينم عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية بأمن واستقرار مصر وشعبها.. كما يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر واستقرارها وينبع من حرص خادم الحرمين الشريفين على المنطقة ويعبر عن نظرة واعية متعقلة تدرك ما يحاك ضدها .
وقالت إنها تغتنم هذه الفرصة لتقف مع المملكة العربية السعودية في دعم مصر وسيادة الدولة المصرية وتؤكد أنها تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية وكذلك موقفه الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها انتصارًا لمصر الإسلام والعروبة وهذا ما عهدناه من خادم الحرمين الشريفين من صلابة في الموقف وجرأة في قول الحق وطرح عقلاني هدفه مصلحة المنطقة واستقرارها وخير شعوبها .