مدارس إسلامية وعربية للأطفال تحت إشراف «الإخوان» في مانشستر

مدارس إسلامية وعربية للأطفال تحت إشراف «الإخوان» في مانشستر

مخاوف المجلس البريطاني المحلي من عدم رقابة المناهج وهيئة التدريس



[caption id="attachment_55260096" align="aligncenter" width="2835"]صور لبعض المدارس الإسلامية في مانشستر صور لبعض المدارس الإسلامية في مانشستر
[/caption]

* باستطلاع مناهج هذه المدارس وجد أنها تكاد تنحصر في تعليم أطفال الجاليات العربية والمسلمة اللغة والثقافة العربية والتاريخ الإسلامي، وغرس المبادئ الإسلامية، في نفوس الأطفال، والحرص الشديد على تعريفهم ببلدانهم الأصلية.
* سجلت أخيراً بعض مخاوف المجلس البريطاني المحلي من عدم ملاءمة بعض المباني التعليمية للشروط المتعارف عليها التي تضمن سلامة الأطفال.



مانشستر: سالم أبو ظهير

يحتل الدين الإسلامي المركز الثاني من حيث أكبر الديانات في بريطانيا، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها 2.7 مليون مسلم حسب تعداد السكان البريطاني، ويشكلون نسبة 5.0 في المائة من عدد السكان الإجمالي، وتتركز غالبيّة السكان المسلمين في كل من مانشستر، ولندن، وبرمنغهام...

ويسيطر القلق والخوف بشكل مستمر على معظم الجاليات العربية والمسلمة في مدينة مانشستر وفي بريطانيا بشكل عام، من كابوس عدم قدرتهم على السيطرة على أبنائهم وبناتهم وتربيتهم وفق عاداتهم وتقاليدهم وشرائع دينهم الإسلامي، خصوصاً وهم يرقبون أطفالهم يكبرون بسرعة أمام أعينهم، ويقضون أغلب وقتهم القصير في مدارس بريطانية بعيداً عن أعينهم، وهي مدارس تعلمهم القوانين المتعلقة بالحرية الشخصية، وتمنحهم الفرصة الكاملة ليستقلوا عن والديهم، لذلك فوصول سن الثماني عشرة للبنت أو الولد المسلم الذي ترجع أصوله لدولة عربية أو إسلامية ليس خوفاً عادياً ومؤقتاً لكنه كابوس حقيقي ومستمر عند معظم الجاليات العربية المسلمة مرده اتخاد قرار الولد أو البنت مغادرة المنزل، والاستقلال دون أن يملك الأبوان الاعتراض على ذلك بحكم القانون.

مخاوف متعددة أخرى يصعب حصرها، ليس أقلها شأناً أن ينسى العربي والمسلم لغته وتعاليم دينه، لكن الأسلوب الأمثل والأسهل للتقليل من هذه المخاوف عند هذه الأسر العربية والمسلمة هو حرصهم على أن ينضم أطفالهم للدراسة بشكل منتظم في مدارس تدرس القرآن واللغة العربية.

[caption id="attachment_55260097" align="alignleft" width="290"]صور للمناهج وبعض إنتاج التلاميذ صور للمناهج وبعض إنتاج التلاميذ
[/caption]

هذه المخاوف أنتجت بالضرورة حرص هذه الجاليات على التوسع في فتح المدارس العربية والمسلمة في مدينة مانشستر التي تعج بالعرب والمسلمين خلال أيام عطلات نهاية الأسبوع، أو خلال الفترة المسائية والليلية حتى وصل عددها بحسب بعض الإحصائيات إلى مائتين وخمسين مدرسة، عربية وإسلامية، والغالبية العظمى من هذه المدارس تعمل بدوام جزئي أيام السبت والأحد أو خلال المساء والليل في أيام مختلفة من أيام الأسبوع، ومنها ما هو تحت إشراف سفارات دول هذه الجاليات وملحقياتها الثقافية والتعليمية ومنها ما هو أهلي ويتبع التعليم الخاص أو بعض الأشخاص العاديين ومن بينهم أعضاء في حركات وجماعات إسلامية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين الموجودة بكثرة في مدينة مانشستر.

وباستطلاع سريع حول مناهج هذه المدارس تكاد تنحصر كلها في تعليم أطفال الجاليات العربية والمسلمة اللغة والثقافة العربية والتاريخ الإسلامي، وغرس المبادئ الإسلامية، في نفوس الأطفال، والحرص الشديد على تعريفهم ببلدانهم الأصلية.

وعن هوية هذه المدارس فإنها تتعدد من الليبية والعراقية واليمنية والأردنية واللبنانية والفلسطينية والمصرية والسودانية وغيرها من أقطار الوطن العربي الكبير، ومن دول الإسلام نجد وجوداً متميزاً وهاماً وكبيراً للجاليات الهندية والباكستانية والبنغلاديشية، وكذلك الماليزية وعدد من جاليات الدول المسلمة في شرق آسيا.

وقد سجلت أخيراً بعض مخاوف المجلس البريطاني المحلي من عدم رقابة مناهج هذه المدارس الرسمية وغير الرسمية المنتشرة في مانشستر وفي كل أرجاء المملكة المتحدة إضافة إلى مخاوف هذه المجالس من عدم ملاءمة بعض المباني التعليمية التي يتلقى فيها أطفال المسلمين والعرب تعليمهم للشروط المتبعة والمتعارف عليها والتي تضمن حقوقهم وسلامتهم خلال تلقيهم التعليم، وأيضاً التأكد من سلامة المناهج من أي تطرف، والتأكد من نوعية المعلمين والإدارة وحصولهم على المؤهل الذي يعطيهم الحق في تعليم الأطفال.

[caption id="attachment_55260117" align="alignleft" width="225"]صور لبعض المدارس الإسلامية في مانشستر صور لبعض المدارس الإسلامية في مانشستر[/caption]

معتز تلميذ بالصف الخامس بإحدى المدارس العربية الخاصة في مانشستر قال لي إن يومه الدراسي يبدأ بتلاوة أذكار الصباح، وبعدها وعندما يصل دوره، يقوم بتسميع سورة القرآن التي درسها الأسبوع الماضي وتدرب على حفظها بمساعدة والديه، ثم يراجع مع معلمته وزملائه كلمات السورة القرآنية الجديدة، ويتلونها بصوت عال وبشكل جماعي داخل الفصل، ثم ينتقلون لدرس القراءة مستعينين بتقنية الحاسوب وشاشة العرض وبكتاب مدرسي ملون تمت طباعته في بلاد معتز التي يزورها أحيانا في العطلة الصيفية. بعد درس القراءة، يبدأ درس القواعد النحوية وفيه راجع معتز ورفاقه مع معلمتهم الأفعال الثلاثة الماضي والمضارع والأمر وكيفية تحويل الفعل من المذكر إلى المؤنث، بعد خروج معلمة القراءة والقواعد تدخل معلمة الحساب، وغالباً بحسب معتز فإن حصص الحساب تكون أكثر سهولة لأنه تمت دراستها في مدرسته الإنجليزية، بعدها درس التاريخ والسيرة وهي من الدروس التي يحبها معتز كثيرا وفيها قصص للرسل والأنبياء وبعض الصحابة، يخرج معتز للراحة بعد حصة السيرة والتاريخ ويعود لحصة النشاط وفيها الرسم والتلوين، وقد أراني معتز رسماً للكعبة الشريفة قام بتلوينها بشكل جذاب وصفق له زملاؤه ومعلمته. بعد حصة النشاط والرسم، دخل معلم آخر وعلم معتز وزملاءه معنى المسح على الخفين والجوربين وكتبوا شروطه على السبورة وطبقوه عملياً. وفي نهاية اليوم الدراسي يتلو أذكار المساء مع زملائه ومعلمته، ويخرج من فصله مغادراً لبيته رفقة والدته التي تنتظره في ساحة المدرسة.

قال معتز إنه سعيد ويحب هذه المدرسة رغم أن الوقت قصير لكنه يستطيع الآن أن يكتب رسالة خالية من الأخطاء باللغة العربية ويتدرب على النقر على كيبورد الحاسوب عندما يتواصل مع أعمامه وأخواله في بلاده الأصلية.
font change