تلقيح الأجانب ضد كورونا في أميركا يثير جدلاً واسعاً

تلقيح الأجانب ضد كورونا في أميركا يثير جدلاً واسعاً

* ستيف سكاليز: لست معاديا للأجانب، لكني أسأل سؤالا بسيطاً: كيف نسمح للأجانب، ولمهاجرين غير قانونيين، بالحصول على لقاح كورونا، بينما لم يحصل عليه مواطنون أميركيون؟

* دكتور موريس كليك: لا أفهم لماذا الاعتراض؟ كل طبيب، في كل العالم، يقسم على قسم أبقراط عندما يتخرج من الجامعة

* 90 في المائة من سكان لاريدو من اللاتينيين. لكن، كما نعرف جميعا، لم يحصلوا على حقن تعادل نسبتهم

 

واشنطن: في الأسبوع الماضي، احتج كثير من الأميركيين والمكسيكيين، لأن هوزي أوريغل، أشهر، وأغنى، نجم تلفزيوني في المكسيك، استقل طائرته الخاصة، وسافر في ميامي. ولأن عمره 75 سنة، ولأن عيادات فلوريدا أعطت أسبقية اللقاح لمن في تلك السن، أو أعلى (بعد العاملين في المستشفيات، والشرطة، ورجال الأمن)، حصل على ميعاد التلقيح ضد كورونا، وذهب إلى عيادة طبية، وحصل على أول جرعة، والتقط فيديو، وعاد إلى المكسيك، ونشر الفيديو في برنامجه التلفزيوني.

وكتب في الفيديو: «يا للروعة. شكرا للولايات المتحدة. مؤسف أن وطني المكسيك لم يعطني حقنة تحميني من كورونا».

احتج الأميركيون، لأن أجنبيا خرق قانونا وُضع للأميركيين.

واحتج المكسيكيون، لأن واحدا منهم، حصل على اللقاح، لأنه ثرى.

في الولايات المتحدة انقسم الناس بين «الإنسانية» و«القانون»:

هناك جانب الذين أيدوا علاج كل مريض، في كل حالة، وفي كل الظروف، وجانب آخر، وهم الذين قالوا إن الحكومة وفرت لقاح كورونا للأميركيين، وليس للأجانب.

من بين الذين اشتركوا في النقاش اثنان:

الأول، ستيف سكاليز، عضو الكونغرس (جمهوري، من ولاية لويزيانا) مع «القانونيين».

والثاني، موريس كليك، طبيب تلقيح في مستشفى في لاريدو (ولاية تكساس) مع «الإنسانيين».

 

لذلك نستعرض آراء كل واحد منهما، وأيضا، رأي نجم التلفزيون المكسيكي، الذي أثار هذه المشكلة.

 

هوزي أوريغل: «تلقحت بالجواز المكسيكي»

«ليس سرا أن الولايات المتحدة تتفوق كثيرا على وطني المكسيك، في التقدم العلمي. وكان آخر دليل هو أنها اخترعت لقاحات ضد كورونا. وخططت لتلقيح كل سكانها مع نهاية الصيف...

الذي حدث هو أن صديقا يعيش في ميامي، وعمره 76 سنة، أرسل لي جدولا في الإنترنت أصدره المكتب الصحي هناك. وقال إنه استعمل الجدول، وحجز للتطعيم ضد كورونا، وفعلا حصل على حقنة. وقال الصديق: «لم يسألني أي شخص عن جنسيتي. ولم يطلب مني أي شخص جواز سفري. لماذا لا تأتي إلى هنا، وتحصل على الحقنة؟».

وأنا في المكسيك ملأت الجدول، وأرسلته بالإنترنت إلى مكتب صحة ميامي، ولم يسألوني عن جنسيتي، أو جواز سفري، وحددوا لي مكانا وزمانا.

فعلا، سافرت بطائرتي الخاصة إلى ميامي، ووقفت في الصف، حسب الميعاد والمكان المحددين. وتلقحت...

في الحقيقة، أنا الذي قدمت لهم جواز السفر، لكنهم لم يهتموا به.

بعد عودتي إلى المكسيك، شرحت ما حدث في برنامجي التلفزيوني. وعرضت فيديو قصير صورت فيه الحقنة في ذراعي...

لكن، فوجئت بردود الفعل السلبية جدا، والشتائم، وأوصاف الخيانة. وكتب واحد على صفحتي في الإنترنت: «أنت شخص حقير. أكثر المكسيكيين لا يقدرون على السفر إلى الولايات المتحدة للتلقيح. وها أنت تسافر بطائرتك الخاصة إلى هناك، وتتلقح. أنت خائن».

أنا شخصيا أعتقد أن أمثال هذا الشخص حاسدون. وإذا كانوا يقدرون على السفر إلى الولايات المتحدة للتلقيح، كانوا فعلوا ذلك...

أعتقد، في الجانب الآخر، أن هذا شيء طبيعي. هذا موضوع ليس فقط حساسا، بل هو موضوع حياة أو موت.

لكن، أعتقد أني أخطأت لأني تفاخرت بالموضوع. وتحدثت عن طائرتي الخاصة، ونشرت صورة حقنة التلقيح...

لكني أقول، في نهاية المطاف: يا للروعة. شكرا للولايات المتحدة. مؤسف أن وطني المكسيك لم يعطني حقنة تحميني من كورونا.

 

لست معاديا للأجانب

 

عضو الكونغرس ستيف سكاليز (جمهوري، ولاية لويزيانا):

لست معاديا للأجانب، ولا أريد إعلان الحرب عليهم. لكني أسأل سؤالا بسيطا: كيف نسمح للأجانب، ولمهاجرين غير قانونيين، بالحصول على حقن كورونا، بينما لم يحصل عليها مواطنون أميركيون؟

أمس، قال غريغ أبوت، حاكم ولاية تكساس (جمهوري) إن إمدادات ولايته من حقن كورونا وصلت إلى ملايين الحقن. لكنه قال: «هذه حقن مواطني تكساس فقط».

لكني استغربت عندما قرأت أن كبار المسؤولين في ولاية كاليفورنيا لا يفرقون بين المواطن الأميركي والذي دخل إلى الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية.

واستغربت، أيضا، عندما قرأت أن كبار المسؤولين في ولاية أريزونا قالوا نفس الشيء.

أعرف أن المركز الفيدرالي للسيطرة على المرض والوقاية منه (سي دي سي) أعلن أن كل ولاية تملك حق استعمال حقن كورونا كما تريد. لكن، قال المركز، في الوقت نفسه، إن هناك خطوطا عريضة يجب أن تلتزم بها كل ولاية:

اولا، تعطي كل ولاية الأسبقية للعاملين في الحقل الطبي، ثم في مجالات الشرطة والأمن. ثم للذين تزيد أعمارهم على 75 سنة.

ثانيا، تلتزم كل ولاية بشروط الشركات التي تنتج الدواء عن عدد الحقن، والمدة بين كل حقنة وأخرى («موديرنا»: الثانية بعد ثلاثة أسابيع، و«فايزر» الثانية بعد أسبوعين)...

نعم، لم يشترط مركز «سي دي سي» المواطنة الأميركية، أو الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة. لكن، كما قال حاكم ولاية تكساس، لا يعقل أن نعطي حقنا للأجانب، وللذين دخلوا بلادنا بطرق غير قانونية، بينما لا يحصل على الحقن مواطنون أميركيون».

 

قسم أبقراط

من جانب آخر، قال دكتور موريس كليك إنه مع كل الاحترام لكل الأطراف التي تشترك في هذا النقاش، لا أفهم لماذا الاعتراض. وذلك لأن كل طبيب، في كل العالم، يقسم على قسم أبقراط عندما يتخرج من الجامعة.

أفضل أن لا أتحدث عن الجوانب القانونية. لكن، ليس سرا أن عددا ليس قليلا من الناس يعبرون الحدود، ويأتون إلى هنا (لاريدو، في ولاية تكساس، على الحدود مع المكسيك).

وأقول للذين ينتقدوننا: هذه مدينة مزدوجة الجنسية.

ليس فقط بالنسبة للعلاج، ولكن بالنسبة لكل جوانب الحياة الأخرى، يعبر هؤلاء الحدود.

تملك عائلات مكسيكية منازل هنا، أو عندهم أقرباء هنا. لهذا، لا أستغرب عندما أعرف أن بعضهم حصل على بيانات التسجيل لحقن «كوفيد 19» في الإنترنت. وملأها، وحصل على ميعاد، وجاء في الميعاد، وحصل على حقنة.

أنا أتابع تصريحات كبار المسؤولين في وزارة أمن الوطن. وألاحظ، خلال الفترة القصيرة الماضية (بعد أن أصبح جو بايدن رئيسا) ميلا نحو تسهيل أوضاع المهاجرين غير القانونيين في الولايات المتحدة. قال مسؤولون: «أي شيء يثني

11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة عن طلب التطعيم. مثل الشروط الصارمة لإثبات الإقامة، سيكون هزيمة ذاتية للجميع، وذلك لأن هدف الجميع هو وضع صحي مطمئن.

يجب أن لا ننسى أن 90 في المائة من سكان لاريدو من اللاتينيين. لكن، كما نعرف جميعا، لم يحصلوا على حقن تعادل نسبتهم.

 

font change