قبول اللاجئين الأفغان في أميركا بين الموقفين اليميني والليبرالي

رأيان أميركيان متعارضان بعد إجلاء القوات من أفغانستان

لاجئون أفغان يصلون إلى مطار دالاس الدولي في 27 أغسطس 2021 في دالاس، فرجينيا، بعد إجلائهم من كابول بعد سيطرة طالبان (أ.ف.ب)

قبول اللاجئين الأفغان في أميركا بين الموقفين اليميني والليبرالي

حسب الأخبار مؤخرا عن هروب اللاجئين من أفغانستان بعد انتصار طالبان، توقعت إيران الملايين، لكنها قالت إن الإبعاد سيبدأ حالما تصبح أفغانستان آمنة. باكستان أغلقت حدودها مع أفغانستان. تركيا بدأت بناء جدار حدودي مع إيران. بريطانيا ستقبل 20 ألفا خلال السنوات العديدة القادمة. كندا وعدت بقبول 20 ألف لاجئ. استراليا ليست لديها خطة لقبول أي لاجئ، غير الذين تعاونوا مع الأستراليين هناك. سويسرا رفضت قبول مجموعات كبيرة. النمسا رفضت أي لاجئ، وتستعد لمراكز الإبعاد.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، قبل انتصار طالبان، فقد قبلت 15,000 أفغاني، وقدم 18,000 آخرون طلبات، حسب برنامج تأشيرات دخول خاصة، وبعد انتصار طالبان، توقعت قبول 30,000 آخرين. وتتوقع ربما ما جملته 100,000 قريبا.

لكن، يدور نقاش محتدم وسط السياسيين والمعلقين الأميركيين البارزين حول قبول أعداد كبيرة.

هذان رأيان متعارضان، من تغريداتهما، ومواقعهما في الإنترنت، وتصريحاتهما للصحافيين:

في جانب، اليميني تاكر كارلسون، الذي يقدم برنامجًا حواريًا ليليًا فى تلفزيون «فوكس» اليميني.

في الجانب الآخر، الليبرالي سبنسر أكرمان، الذي فاز بجائزة «بوليتزر» في عام 2014 عن تغطيته لبرنامج التنصت السري العالمي لوكالة الأمن القومي الأميركي (إن سي آي).

ما أهمية وادي بنجشير المتنازع عليه في أفغانستان؟

 

تاكر كارلسون: تهديد التوازن الديموغرافي

إذا صار التاريخ هو أي دليل، وهو دائمًا دليل، سنرى أعدادا كثيرة من اللاجئين من أفغانستان يأتون، ويستقرون، في وطننا. وخلال العشر سنوات القادمة، قد يصل العدد إلى ملايين.

هكذا، نحن نغزو، ثم نغزى.

لكني أسال: هل نحن، حقا، نتحمل مسؤولية قبول الآلاف من اللاجئين من أفغانستان قبل التأكد من نواياهم؟

يا لها من خيانات أفرزتها الحرب في أفغانستان:

أولاً، خيانة الشعب الأميركي الذي دفع ثمن الاحتلال.

ثانياً، خيانة الأميركيين، عسكريين ومدنيين، الذين قتلوا هناك.

ثالثاً، خيانة الشعب الأفغاني.

كذبوا (القادة السياسيون والعسكريون) عليهم. وكذبوا علينا جميعا. ويجب أن نشعر بالمرارة بسبب ذلك.

أيضًا، الشعب الأفغاني يجب أن يشعر بالمرارة بسبب ذلك. قدم لهم قادتنا وعودًا كانوا يعرفون أنهم لن يستطيعوا الوفاء بها...

الدول المحترمة لا تفعل ذلك. إنه أمر مخز.

تخيل أنك موظف أفغاني في قاعدة باغرام الجوية. واستيقظت في صباح باكر، ووجدت أن أصدقاءك الأميركيين رحلوا فجأة، ولم يخبروك بأنهم سيرحلون هكذا.

لهذا، يفكر كثير من الأميركيين فيما حدث مؤخرا في أفغانستان، ويشعرون بالحزن. ذلك أن الأميركيين طيبون وكرماء. إنهم أسرع، وأكثر، حماسًا لمساعدة الغرباء بالمقارنة مع أي شعب آخر في العالم...

لم أشاهد استطلاعا شعبيا عن هذا الموضوع. لكني أراهن أنك إذا سألت مائة أميركي إذا كان يجب علينا مساعدة الأفغان الذين يواجهون الاضطهاد، سيقول أكثر الأميركيين: «طبعا، يجب علينا ذلك».

حقيقة، نحن الأميركيين يجب نكون سعداء لأن أكثرنا سيقول ذلك. ويجب أن نكون سعداء لأننا نعيش في بلد يحب فيه جيرانك الأطفال، والكلاب، ويريدون مساعدة اللاجئين الأجانب...

نحن أناس كرماء، ومتعاطفون. ويجب أن نفخر بذلك.

لكن، لسوء الحظ، يوجد كثير من حكامنا وسياسيينا الذين يريدون استغلال هذا الوضع لخدمة مصالحهم الشخصية. يستغلون تأدبنا وتعففنا، ويستغلونهما بلا هوادة. ويقولون: «سنفتح الحدود لنغير التوازن الديموغرافي في أميركا».

حقيقة، هذا فعلا هو ما يفعلونه الآن على حدودنا الجنوبية، باسم حقوق الإنسان، والشفقة، والرحمة.

والآن، يريدون أن يفعلوا نفس الشيء مع الكارثة التي تتكشف في أفغانستان. وهي نفس الكارثة التي كانوا سببها.

يقولون: «يجب على الولايات المتحدة أن تستقبل أكبر عدد ممكن من اللاجئين الأفغان».

وأنا أقول: «كم العدد؟ كم مليون؟ وهل هي حقًا فكرة جيدة أن نفعل ذلك لأنفسنا؟».

لكن، ربما لا يجب أن نطرح مثل هذه الأسئلة لأنهم سيقولون إنني عنصري...

هل تتحد واشنطن مع طالبان لمواجهة داعش خراسان؟

 

سبنسر أكرمان: أمة من المهاجرين

نحن نتحدث عن إخلاء الذين ساعدونا في حروبنا، مهما كان رأينا فيها. هذا التزام علينا. لكنه نوع من الأرضية الأخلاقية التي تعمل كسقف أخلاقي.

آسفاً، لا يريد الرئيس بايدن زيادة عدد اللاجئين من أفغانستان حسب برنامج «الحماية المؤقتة» (تي بي إس). وهو العدد الذي يجب أن يصل إلى مليون شخص.

يجب علينا أن نستقبل أكبر عدد ممكن من اللاجئين الأفغان، وللأسباب الآتية:

أولاً، قطعنا وعودا كثيرة لأنفسنا، وللعالم، ولم نقدر على الوفاء بهذه الوعود.

ثانياً، وطننا هو منارة مشرقة للحرية والازدهار. وخاصة للأماكن المظلمة في العالم.

ثالثًا، لم نفشل بانتظام في تحقيق العدالة أو المساواة أو الكرامة داخل وطننا فقط، بل، أيضا، في دول أخرى.

رابعًا، لم تخسر حكومتنا المال أو الأرواح في أفغانستان فقط، بل، أيضا، خسرت جزءا من قيمنا الأخلاقية.

خامسًا، يجب أن ينتظر تعويض أحفاد المستعبدين (الأميركيين السود) حتى ندفع تعويضات ضحايا الحرب ضد الإرهاب...

عبر التاريخ، كان على الخاسرين في الحروب دفع تعويضات للمنتصرين فيها، رغم أن دفع واستلام التعويضات كان بين الحكومات أو الحكام، وليس بين الشعوب. لكن الشعوب تدين لنا، لا الحكومات والحكام...

يجب علينا قبول وإعادة توطين جميع اللاجئين الذين يرغبون في المجيء إلى هنا. وتجب علينا مساعدتهم في العثور على منازل، ووظائف، ومدارس، وكل ما يحتاجون إليه لبدء حياة جديدة وكريمة وسطنا.

ولا بأس إذا كان ذلك نوعا من أنواع مراجعة حسابات قرون الاستعمار والإمبريالية، في أفغانستان، وغير أفغانستان...

وفي كل الحالات، لا يجب الاستمرار في السياسات التي تعودنا عليها. وإذا لم نتغير، سيكون مصيرنا الفشل، أو الموت.

يجب أن نكون ملاذ جميع المظلومين، ناهيك عن الذين ظلمناهم...

اشتعال الساعات الأخيرة لإجلاء القوات الأميركية من أفغانستان

font change

مقالات ذات صلة