خبيرة اقتصادية: الصين سابع أكبر شريك تجاري في الخليج

قالت: استوردت الصين ما يقرب من 40 مليون طن من النفط العربي

خبيرة الاقتصاد الدكتورة هوانج هوي

خبيرة اقتصادية: الصين سابع أكبر شريك تجاري في الخليج

الاسكندرية: تصنّف مبادرة الحزام والطريق بأنّها من أهم وأكبر المبادرات على المستوى الدولي وفًقا لعدد الدّول التي وقّعت عليها وتشارك في مجالاتها المتعددة، وهو ما يؤكده الخبراء الدوليون ومستشارو المبادرة على مستوى العالم، ومنهم رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عصام شرف، المستشار العربي والأفريقي الوحيد للمبادرة.

«المجلة»التقت خبيرة الاقتصاد الصينية الدكتورة هوانج هوي، وهي أستاذة مشاركة في جامعة الاقتصاد والتجارة الدولية في الصين، للحديث عن التعاون العربي الصيني الذي يشمل مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والإعلامية والاجتماعية والثقافية.

 

* ما الجانب التاريخي لمبادرة الحزام والطريق؟

- يعود تاريخ مبادرة الحزام والطريق إلى زمن قديم، فقبل أكثر من 2000 عام اكتشفت الشعوب التي كانت تعيش بين أوراسيا العديد من قنوات التبادل التجاري والثقافي التي كانت تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأطلقت عليها الأجيال اللاحقة تسمية «طريق الحرير»وكان قوامها التعاون السلمي والانفتاح والتسامح. ثم أصبحت رمزاً للتبادل والتعاون بين الشرق والغرب، كما أنّها تعبّر عن التراث والتاريخ المشترك بين البلدان المختلفة.

 

 *ما علاقة مبادرة الحزام والطريق بآليات التعاون العربي الصيني؟

- العلاقات بين الصين والدول العربية مستمرّة في تطورها على مدى أكثر من 60 عاماً، ويتعزّز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات بشكل متواصل، فقد أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة وعلاقات تعاون استراتيجي مع 8 دول عربيّة، وأنشأت حواراً استراتيجياً مع الدول الخليجية، إذ إنّها أصبحت سابع أكبر شريك تجاري. أمّا بالنّسبة إلى منتدى التعاون العربي الصيني، فقد تأسّس في 2004 كمنصة للحوار والتعاون متعدّد الأطراف، وتم تحسين الآليّة وتوسيع مجالات التغطية بشكل مضطرد، منذ إنشاء المنتدى بهدف الحوار والتعاون والسلام والتنمية، كما أصبح المنتدى منصّة للتعاون الجماعي التي تغطي شتى المجالات وأكثر من 10 آليات تلعب دوراً مهما لتعزيز التّعاون الشامل والتنمية المشتركه بين الصين والدول العربية. ومن جهتها تواصل الصين التزامها ببناء وتطوير منتدى التعاون الصيني العربي، والعمل مع الدول العربية لإثراء مفهوم التعاون الصين العربي وابتكار أساليب التعاون، ورفع مستوى التشارك وتحسين التعاون في الاقتصاد والتجارة والثقافة والإعلام وغيرها من المجالات.

 

* وماذا عن  معرض الصين والدول العربية، ما أهدافه؟

- هو معرض وطني دولي شامل معتمد من قبل مجلس الدولة الصيني، يهدف إلى تعزيز التّجارة الدّوليّة وهو منصّة مهمّة للصين والدول العربية، لبناء الحزام والطريق بشكل مشترك. وقد أقيمت بنجاح 4 معارض بين الصين والدول العربية عام 2013 بمساهمة إجماليّة من 112 دولة ومنطقة وأكثر من 5000 شركة محليّة وأجنبيّة، وأكثر من 40 ألف ضيف محلي وأجنبي، كما تمّ التّوقيع على 936 مشروع تعاون بما يعزز التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري. كما تعزّز التعاون بين الصين والدول العربية خلال فترة الوباء، إذ قام الحزب الشيوعي الصيني والدول العربية بالتعاون النشط في مكافحة الوباء في ظل الانتشار العالمي لكوفيد-19 بما يعكس بشكل واضح مفهوم البناء المشترك للمجتمع، والمصير المشترك الصيني العربي ومجتمع الصحة البشري العالمي.

 

ما إنجازات الدول العربية من حيث المشاركة في بناء الحزام والطريق؟

- على صعيد التجارة تطوّرت التجارة الصينيّة العربيّة بشكلٍ سريع ومستدام، واستوردت الصين ما يقرب من 40 مليون طن من النفط من الدول العربية في عام 2003، كما أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، وبلغ حجم التجارة الصينية العربية 239.8 مليار دولار أميركي عام 2020 . كما تمّ تعزيز التّعاون في مجالات الطاقة والصناعات الناشئة في الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي على أساس توطيد التعاون التقليدي.

وعلى صعيد الاستثمار، تغطّي الاستثمارات الثنائيّة بين الجانبين مجالات النفط والغاز والتصنيع والخامات اللوجستية والطاقة الإلكترونية.

 

ما المشاريع الحاليّة بين الصين والعالم العربي؟

- في السعودية،يدور منتدى التعاون والاستثمار الصيني السعودي حول مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة السعودية 2030  للتواصل الصناعي، وتجاوزت القيمة المالية لتوقيع اتفاقيات التعاون 28 مليار دولار أميركي. أما في مصر، فتعتبر منطقه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر التي أقيمت في السويس عام 2008، منطقة تعاون خارجي مهمة تتمتع بالموارد للبناء والتنمية، ويبلغ الاستثمار التراكمي  حوالي 100 مليون دولار أميركي، كما يعتبر مشروع منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة من أكبر وأهم المشروعات. أمّا في الإمارات، فيخدم مشروع حديقة التعاون النموذجي في طاقه الإنتاج، بناء الحزام والطريق، وقد حظي الترويج الممتاز للمشروع بتقدير كبير من قبل الحكومة الصينية. وفي أبوظبي، وقعت مجموعة كوسكو الصينية للشحن  وهيئة ميناء أبوظبي وثيقة الامتياز في سبتمبر (أيلول) 2016 لتشغيل المرحلة الثانية من محطة الحاويات في الميناء.

font change

مقالات ذات صلة