
لندن: مينا الدروبي
من قتل ميرديث كريتشر؟
لأول مرة تتحدث الطالبة الأميركية التي أدينت خطأ في جريمة قتل ميرديث كريتشر، في فيلم تتم فيه الأسئلة للأطراف الرئيسية بالقصة؛ حيث يعيد الفيلم اقتفاء أثر جريمة قتل كريتشر المروعة التي وقعت في بيروجيا بإيطاليا في عام 2007، وأصبحت أكثر القضايا التي أثارت الاهتمام على مستوى العالم لمدة 8 سنوات.
بعد 9 أعوام من إدانتها بتهمة قتل كريتشر، تمكنت أخيرا أماندا كنوكس من أن تروي رؤيتها للقصة في الفيلم الجديد لرود بلاكهارست وبرايان ماكجوين، والذي تم بثه مؤخرا من خلال موقع شركة «نتفليكس». ويرصد الفيلم بدقة الطريقة التي وقعت بها أحداث تلك الليلة المروعة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، وكيف أثرت تلك الأحداث على كنوكس وصديقها في ذلك الوقت، رافيلي سوليسيتو، الذي أدين أيضا في الجريمة، إضافة إلى المدعي العام، جوليانو ميجنيني. إضافة إلى استكشاف تناول الصحف الصفراء للقصة وملاحظاتها حول جمال كنوكس وعلاقاتها الشخصية التي ربما تكون قد شكلت أو غطت على التحقيقات في تلك الجريمة المأساوية.
[caption id="attachment_55256017" align="aligncenter" width="1024"]

فيقول ماكجوين: «كل شخص في الفيلم من أماندا إلى ميجنيني يصطحبنا معه عبر تجربته داخل مسرح الجريمة، ويقدم لنا رؤيته لتفاصيل ما حدث. ولكن السؤال هو: كيف يمكن لصناع الفيلم أن يتجاوزوا الأسئلة الأساسية المتعلقة بالجريمة؟». وأضاف بلاكهارست: «لقد رأينا أن العالم بأسره كان مهووسا بتلك المأساة. وكنا نريد أن نفهم كيف يمكن أن ينتشر شيء على هذا النحو وكيف كان الحال بالنسبة للأشخاص الذين كانوا عالقين في تفاصيل تلك القصة؟»
كانت كبرى المحاكم الجنائية في إيطاليا قد برأت كل من كنوكس وسوليسيتو العام الماضي، وألقت باللوم على بعض «الثغرات المبهرة» في التحقيق، وعدم وجود دليل يربط بين المتهمين والجريمة. ويرجع الفيلم إدانة كنوكس الخاطئة إلى مبالغة وسائل الإعلام. ومن جهة أخرى، لا يزال المدعي الرئيسي جوليانو ميجنيني يصر على أنه كان محقا تماما عندما اعتبر أن الدليل على إدانة كنوكس يرجع إلى أن القاتل غطى جثتها بملاءة، وهو الشيء الذي يزعم بأن «رجلا لا يفكر أبدا في أن يفعله». ولا يزال المدعي يتحدث حول حدسه القوي رغم أنه تعرض للعقاب خلال العام الماضي نظرا لإفساده القضية.
[caption id="attachment_55256015" align="aligncenter" width="1024"]

وعلى الرغم من أن الفيلم الوثائقي حول إدانة أماندا كنوكس والمتاح من خلال «نتفليكس» يبدو شعبيا للغاية، فإن هناك من يرفضون مشاهدته. حيث ترفض أسرة كريتشر أن تشاهده، كما كسرت أختها حاجز الصمت أخيرا وتحدثت حول فضولها تجاه السبب الذي لا يزال يدفع أماندا كنوكس للحديث حول قضية أختها. كما تشعر المرأة – وأفراد أسرة القتيلة الآخرون - بأن الفيلم تجاهل إلى حد كبير المرأة التي قتلت بوحشية في 2007.
وقد أخبرت أختها «الميرور»: «إذا كان الفيلم يتمحور حول تجربتهم وتبرئتهم، فكان يجب أن يركز على تلك القضية. ولكن بالنسبة لي فإن تضمين مواد جرافيك يعد خارج السياق. كما أن هناك كثيرا من الأسئلة التي لم يجب عنها الفيلم وهي أسئلة محورية تجنب المنتجون التطرق لها. ولا تزال الحقيقة هي أن المحكمة وجدت أن رودي جويد مذنبا، ولكنها أقرت في نهاية المحاكمة بأنه لم يكن وحده».
وعلى الرغم من أن أماندا كنوكس قد تمت تبرئتها فإن هناك كثيرا من الأشخاص بما في ذلك عائلة ميرديث كريتشر يرون أنها تمكنت هي وصديقها رافيلي سوليسيتو من الفرار من العدالة. وحتى يومنا الحالي، لا تزال وسائل الإعلام تشهد جدالا ساخنا حول تلك القضية، وحول ما إذا كانت كنوكس قد تمكنت من الفرار من العدالة رغم ارتكابها الجريمة أم لا.
وتلخص كنوكس القضية على نحو أفضل في الفيلم، حيث تقول: «هناك من يؤمنون ببراءتي ومن يؤمنون بأنني مذنبة. وليس هناك من يقفون في الوسط. إذا كنت مذنبة فيجب أن أكون أكثر من يشعر بالخوف، ولكنني إذا كنت بريئة فالجميع معرض لنفس التجربة. فإما أن أكون شيطانا يتخفى في ملابس الملائكة أو أكون أنت».
[caption id="attachment_55256016" align="aligncenter" width="1024"]
