أسطورة كرة القدم كافو في حوار مع «المجلة»: مونديال قطر غيّر مفاهيم كرة القدم

كافو يحتضن كأس العالم مع فريقه عام 2002

أسطورة كرة القدم كافو في حوار مع «المجلة»: مونديال قطر غيّر مفاهيم كرة القدم

القاهرة: أكد البرازيلي كافو أسطورة كرة القدم وأحد أهم لاعبيها على مرّ التاريخ، أن بطولة كأس العالم الحالية المقامة في قطر شهدت مستوى عاليا للغاية لعدة أسباب، على رأسها قرب المسافات بين الملاعب التي تخلق نوعاً من الراحة للفرق، إلى جانب دخول اللاعبين المنافسات وهم في قمة وأوج نشاطهم الفني والبدني والذهني، لأنهم في وسط الموسم حالياً.

وقال كافو في تصريحات خاصة لـ«المجلة» في اتصال هاتفي أن «الأجواء في البطولة الحالية أكثر من رائعة، وحسناً فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم بتغيير موعدها لتقام في شهري نوفمبر وديسمبر». وأضاف: «ربما كان التغيير للتخوف من الأجواء الحارة في قطر،  لكن ثبت أنه الأفضل ويجب على الفيفا تثبيت ذلك لأنه أتى بثماره، فكل اللاعبين دخلوا المواجهة وهم في قمة جاهزيتهم الفنية والبدنية والذهنية، عكس الأجواء التي كانت تقام في نهاية الموسم الرياضي الطويل فتأتي الفرق ولاعبوها في حالة إنهاك فني وتشبع ذهني واستهلاك بدني جراء موسم طويل للغاية».

وتوقع النجم البرازيلي الذي خاض ثلاثة نهائيات كأس عالم على التوالي، وكان شريكاً في تتويج أبناء السامبا بنسخة 2002، أن تكون هناك مفاجآت أخرى بدءاً من دور الــ8، حيث أجرى هذا الحوار قبل إقامة تلك المنافسات، ويرى كافو أن منتخب بلاده الحالي قادر على الفوز باللقب لأنه يمتلك جيلا متكاملا ويستطيع إعادة البسمة لشعبه بعد غياب الفوز بالبطولة منذ 20 عاماً.

ويعد كافو واحدا من أهم لاعبي كرة القدم على مر تاريخها.. وقد ولد ماركوس إيفانجيليستا دي مورياس وشهرته كافو يوم 7 يونيو (حزيران) عام 1970 بمدينة ساو باولو والتي بدأ مسيرته الكروية منها عام 1988 ونجح في الفوز ببطولتي كأس ليبرتادوريس في 1992 و1993 قبل أن ينتهي عام 1995 إلى ريال سرقسطة الإسباني، وحقق معه كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس، قبل تغيير المسمى إلى الدوري الأوروبي حالياً، ثم عاد بعدها إلى فريق بالميراس البرازيلي ثم انتقل إلى روما عام 1997 وفاز مع الفريق بالدوري الإيطالي عام 2001 ومنه إلى ميلان عام 2003.

وعلى المستوى الدولي شارك في بطولة كأس العالم 1994 و1998 و2002  و2006 مع منتخب بلاده وقادهم للفوز بنسخة 2002 إلى جانب الفوز مع السامبا ببطولتي كأس كوبا أميركا عام 1997 و1999.

كافو تحدث لـ«المجلة»، قبل انطلاق مباريات دور الــ8:

 

* كيف تقيّم مجريات الأمور حالياً في بطولة كأس العالم؟

- كانت هناك مفاجآت في الأدوار التمهيدية، فقد ظهر أكثر من منتخب بشكل رائع، وكانوا يستحقون الوجود في الأدوار الثانية وعلى رأسهم السعودية والسنغال، لقد قدم أبناء المملكة مباريات رائعة وخاصة أمام الأرجنتين، والأمر نفسه للسنغال، كما أبهرني أداء المغرب التي تأهلت لدور الــ8.

 

* توقعت بروز صربيا وكرواتيا وأن تكونا مفاجأة البطولة؟

- نعم بالنظر إلى ما قدمتاه في التصفيات المؤهلة، ولكن تلك النسخة أثبتت أموراً مهمة للغاية أولها أنه باستثناء البرازيل وفرنسا، كانت الفوارق الفنية بين المنتخبات المشاركة ضئيلة، كما أن إقامة البطولة في شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) أو الشتاء أثبت نجاحه، لأن اللاعبين يخوضون المنافسات في قمة نضجهم البدني والفني، ويجب على الفيفا أن تسعى لتثبيت ذلك لأننا نشاهد أجواءً من المتعة الحقيقية.

 

* وكيف ترى تنظيم البطولة في قطر؟

- أعتقد أن قطر ردت بشكل عملي على الأرض وأحرجت الجميع، خاصة من سيقوم بالتنظيم بعدها وهذا أمر إيجابي لكرة القدم، أن تخلق دوافع أكثر صعوبة للمنظمين حتى يتسنّى للفرق تقديم كل ما عندها كما حدث في هذه النسخة.

 

* كيف ترى المنافسات المقبلة؟

- لقد باتت الصورة أكثر وضوحاً الآن، أعتقد أن البرازيل وفرنسا والأرجنتين هم أقوى المنتخبات، والمغرب حصان أسود تلك النسخة، وقادر على الذهاب لما هو أبعد من دور الـ8.

 

* من ترشحه للفوز باللقب؟

- سيلتقي في دور الـ8 كرواتيا مع البرازيل وأتوقع فوز الأخير، وفي ذات اليوم الفرص أقوى للأرجنتين في عبور هولندا، بينما ستكون مواجهة المغرب والبرتغال صعبة للطرفين، التاريخ يمنح الأخير لكن كرة القدم الحالية والطموح ينحاز لأبناء أفريقيا، وستكون مواجهة فرنسا وإنكلترا في منتهى القوة لكن الديوك قادرون على الصياح لما هو أبعد من ذلك والوصول للنهائي، برأيي الشخصي كلاعب كرة، الطريق مفتوح أمام فرنسا والبرازيل نحو النهائي ما لم يكن للأرجنتين رأي آخر لا أتمناه.

 

* ماذا تقصد؟

- بصفتي برازيليا سيكون هناك لقاء في نصف النهائي مع الأرجنتين، حسب المعطيات الحالية ووقتها سيكون صعباً للغاية، ولكن البرازيل تملك منتخباً قوياً للغاية الآن يستطيع عبور كل المحطات وإعادة اللقب الغائب منذ 20 عاماً.

 

* كيف ترى غياب اللقب العالمي عن البرازيل طوال الفترة الماضية؟

- هذا أمر صعب للغاية ولكنها كرة القدم، الآن نمتلك منتخباً متكاملاً يقوده نيمار، وحان الوقت لعودة اللقب ولكن الصعوبات ستكون مع الأرجنتين أولاً ثم فرنسا في النهائي حسب توقعي.

 

* من هم نجوم البطولة من وجهة نظرك؟

- البطولة طغى عليها اللعب الجماعي، ولكن هناك ظهور لافت لنيمار وميسي ومبابي في ظل غياب لاعب بحجم هالاند الذي كنت أتمنى تواجده، ومانيه الذي تعرض لإصابة أثرت على قوة السنغال.

 

* هذه النسخة هي الأخيرة لعدد من النجوم الكبار، كيف تقرأ هذا الأمر؟

- تلك هي كرة القدم، لقد قدّم ميسي ورونالدو كل شيء في كرة القدم، وحان الوقت لتكون هذه النهاية الكروية لهما.

font change