تاريخ حافل بالنجاح والفشل... القمم العربية منذ عام 1946 (2)

الجزء الثاني من السرد التاريخي للقمم العربية السابقة

تاريخ حافل بالنجاح والفشل... القمم العربية منذ عام 1946 (2)

بعد انقطاع دام ست سنوات، استؤنفت اجتماعات القمة العربية بلقاء في القاهرة على إثر فوز بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية وما شكله ذلك من خطر على عملية السلام.

اقرأ أيضا: تاريخ حافل بالنجاح والفشل... القمم العربية منذ عام 1946 (1)

قمة القاهرة (21-23 يونيو/حزيران 1996)

حضرت جميع الدول العربية، باستثناء العراق، الذي كان يعاني آنذاك من تبعات نظام عقوبات شديد التقييد، وهو نظام عقوبات كانت الولايات المتحدة تفرضه عليه. وحصلت أحداث جسيمة منذ انعقاد القمة الأخيرة في عام 1990: فقد حرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الكويت، وانعقد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط في مدريد، وأعقبته محادثات واشنطن، وفي سبتمبر/أيلول 1993 وُقعت اتفاقية أوسلو للسلام، بين الفلسطينيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين.

وفي 1994، وقع الأردن اتفاقية وادي عربة التي أنهت حالة الحرب على أراضيه، وانخرطت سوريا في محادثات جادة مع الأميركيين والإسرائيليين، وهي التي أتت ببيل كلينتون إلى دمشق في أكتوبر/تشرين الأول 1994. وأكد مؤتمر القاهرة أن جهود السلام العربية مستمرة بحسن نية، ولكنها كانت مشروطة بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، بما في ذلك جنوب لبنان ومرتفعات الجولان السورية. وكانت هذه أول قمة للجامعة العربية يرأسها الدبلوماسي المصري الكبير عصمت عبد المجيد الذي تولى المنصب عام 1991.

حضرت جميع الدول العربية، باستثناء العراق، الذي كان يعاني آنذاك من تبعات نظام عقوبات شديد التقييد، وهو نظام عقوبات كانت الولايات المتحدة تفرضه عليه

قمة القاهرة (21-22 أكتوبر/تشرين الأول 2000)

تمت الدعوة لها، ردا على اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، وأطلق عليها اسم "قمة الأقصى". وقد جلس أربعة قادة عرب جدد حول طاولة المؤتمر، وذلك بعد وصولهم إلى السلطة منذ القمة الأخيرة التي عقدت عام 1996: أي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والعاهل المغربي محمد السادس، وملك البحرين حمد بن عيسى، والرئيس السوري بشار الأسد.

وقد اتفق القادة العرب على إنشاء صندوقٍ عربيٍ لدعم انتفاضة الأقصى بمبلغ 200 مليون دولار. وسيطلق على صندوقٍ آخر اسم "صندوق الأقصى" وسيكون رأسماله الأولي 800 مليون دولار للارتقاء بالاقتصاد الفلسطيني. وتقرر في هذه القمة عقد اجتماعات دورية منتظمة لجامعة الدول العربية، الأمر الذي جعل قمتها حدثا سنويا بعدما كانت تعقد وفقا للضرورة منذ عام 1946.

Getty Images
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء حضوره قمة القاهرة عام 2000

 

تقرر في هذه القمة عقد اجتماعات دورية منتظمة لجامعة الدول العربية، الأمر الذي جعل قمتها حدثا سنويا بعدما كانت تعقد وفقا للضرورة منذ عام 1946

قمة عمان (27 مارس/آذار 2001)

خُصصت هذه القمة أيضا للانتفاضة الفلسطينية، وسُميت "قمة الوفاق والاتفاق"، وانعقدت بعد عشرين يوما فقط من تولي آرييل شارون (مُنفذ الاستفزاز الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية) رئاسة وزراء إسرائيل، خلفا لإيهود باراك. كان شارون عدوا لدودا لياسر عرفات وكثيرا ما هدد بقتله. وهو الذي سيحاصره في مجمعه الكائن في رام الله نهاية تلك السنة، ويحتجزه تحت الإقامة الجبرية حتى مرضه ونقله إلى باريس عام 2004، حيث سيموت عرفات في نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام. وستكون قمة عمان هي القمة الأخيرة التي يحضرها ياسر عرفات (على الرغم من أنه سيخاطب في نهاية المطاف قمة بيروت عام 2002 عبر الفيديو كونفرانس). وفي عمان، بث شكواه إلى "إخوانه" العرب من أن إسرائيل منعت عائدات الضرائب المُجباة من الفلسطينيين، وهو الأمر الذي جعل من المستحيل عليه دفع رواتب 130 ألف موظف في السلطة الوطنية الفلسطينية.

سُميت "قمة الوفاق والاتفاق"، وانعقدت بعد عشرين يوما فقط من تولي آرييل شارون رئاسة وزراء إسرائيل، خلفا لإيهود باراك

قمة بيروت (27 مارس/آذار 2002)

تضمنت هذه القمة، التي ترأسها الرئيس اللبناني إميل لحود، دراما مفعمة بالإثارة لأن آرييل شارون منع عرفات من الحضور، فقرر عرفات مخاطبة القمة عبر الاتصال الفضائي. وكانت هذه هي القمة العربية الأولى بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والتي تسببت في إسقاط مركز التجارة العالمي. لكن الأهم من ذلك أنها كانت القمة التي خرج فيها الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية (ولي العهد آنذاك) بمبادرته للسلام التي تبنتها جامعة الدول العربية.

ومنذ ذلك الحين سُميت مبادرة السلام العربية، أو مبادرة الملك عبد الله. ودعت القمة إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، مقابل الاعتراف العربي الجماعي بإسرائيل. وكان من شأن هذه المبادرة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، مع ضمان إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وجاء رد شارون على مبادرة السلام العربية بمداهمة رام الله مقر السلطة الفلسطينية.

Getty Images
قمة بيروت عام 2002

 

سُميت قمة مبادرة السلام العربية، أو مبادرة الملك عبد الله. ودعت القمة إلى الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، مقابل الاعتراف العربي الجماعي بإسرائيل

قمة شرم الشيخ (1-2 مارس/آذار 2003)

كانت حرب الخليج الثانية على وشك البدء، حيث كان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يتهم صدام حسين آنذاك بتوفير ملاذ لأسلحة الدمار الشامل. وقد أرادت الدول العربية معالجة الوضع في العراق ومناقشة مبادرة كان من شأنها أن تؤدي إلى استقالة صدام، وقد أعلن عنها الرئيس الإماراتي زايد بن سلطان آل نهيان أثناء القمة. ولم يذكر صدام بالاسم لكنه أشار إلى "القيادة العراقية بأكملها" وإمكانية منحهم أسبوعين للتنحي. ووفقا لهذه المبادرة كان من المفترض أن تحكم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة العراق لفترة مؤقتة بعد ذلك، في حين لن يواجه صدام ولا أي من شركائه سوء المعاملة. وهدد المندوب العراقي نائب رئيس الجمهورية، عزة إبراهيم الدوري، بالانسحاب من القمة، احتجاجا على المبادرة. وعارضت جميع الدول العربية بالإجماع الغزو الأميركي المقبل، مؤكدة أنها لن تشارك فيه. وحذّر الأمير عبد الله من أنه لن تنجو أي دولة من آثار الحرب المقبلة على العراق قائلاً: "الذين يعتقدون خلاف ذلك مخطئون". وترأس قمة شرم الشيخ الأمين العام الجديد للجامعة العربية عمرو موسى، بدلا من عصمت عبد المجيد في مايو/أيار 2002.

أرادت الدول العربية معالجة الوضع في العراق ومناقشة مبادرة كان من شأنها أن تؤدي إلى استقالة صدام

قمة تونس (22-23 مارس/آذار 2004)

أظهرت حرب العراق عام 2003، والتي أعقبها غزو بغداد والإطاحة بصدام حسين، مدى الضعف الذي تعاني منه جامعة الدول العربية، وهو الأمر الذي أدى إلى فقدان القمم العربية جاذبيتها من الآن فصاعدا، وفقدانها لكثير من الاهتمام الذي كانت تحظى به ذات يوم في الشارع العربي. كما تخلى الأميركيون والإسرائيليون عن كل الخطابات المدوية بشأن العراق، وسابقاً بشأن فلسطين. لقد انعقدت قمة تونس بهدف مناقشة "الإصلاحات" في العالم العربي، والدعم المستمر للفلسطينيين، وانهيار الأمن في العراق بعد صدام.

انعقدت قمة تونس بهدف مناقشة "الإصلاحات" في العالم العربي، والدعم المستمر للفلسطينيين، وانهيار الأمن في العراق بعد صدام

قمة الجزائر (22-23 مارس/آذار 2005)

عُقدت القمة بعد أقل من شهر واحد على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وركزت هذه القمة على العلاقات السورية اللبنانية، وأصدرت الدول العربية المجتمعة طلبا جماعيا يقضي بسحب سوريا لقواتها من لبنان، بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 1559. ومن الموضوعات الأخرى التي كانت على جدول الأعمال طلب مصر لشَغلِ مقعدٍ في مجلس الأمن، والوضع في الأراضي الفلسطينية. كما وقف رؤساء الدول المجتمعون دقيقة صمت إجلالا لثلاثة قادة عرب ماتوا منذ القمة الأخيرة: الشيخ زايد، وياسر عرفات (كلاهما تُوفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2004) ورفيق الحريري (فبراير/شباط 2005).

قمة الخرطوم (28-30 مارس/آذار 2006)

إنها قمة من القمم التي تخلد في الذاكرة- وبالتأكيد لم تتطابق مع القمة التي عُقدت في السودان عام 1967– ولم ينتج عنها قرارات مهمة، بل تم إعادة التأكيد فحسب على مبادرة السلام العربية التي اُعلن عنها في عام 2002، وترأسها الرئيس السوداني عمر البشير.

قمة الرياض (28 مارس/آذار 2007)

كان من المقرر عقدها أصلا في شرم الشيخ، ونُقلت إلى الرياض أوائل عام 2007، بناءً على طلب الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية. أعلنت ليبيا مقاطعة مبكرة، متذرعة بـ"عدم الجدية" من جانب جامعة الدول العربية. وانعقدت هذه القمة بعد أشهر من الحرب اللبنانية الإسرائيلية التي دارت رحاها في يوليو/تموز 2006، ودعت مرة أخرى إلى إحلال السلام في المنطقة- مستشهدة بمبادرة الملك عبد الله للسلام- وتبنت خطة لدعم إعادة إعمار لبنان.

Getty Images
قمة الرياض عام 2007

قمة دمشق (29-30 مارس/آذار 2008)

كانت القمة العربية الأولى التي تعقد في سوريا وقد ترأسها مضيفها الرئيس بشار الأسد. أرسل كل من ملك السعودية والرئيس المصري وفدين منخفضي المستوى بينما غاب لبنان عن الحدث برمته بسبب الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا والتوتر الشديد الذي كان يسود العلاقة بين حكومته والحكومة السورية. وعُقدت القمة في ظل أجواء المحكمة الدولية الجارية بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، في وقت كانت تُوجه فيه الاتهامات إلى دمشق بقتل الحريري ودعم التمرد في العراق.

قمة الدوحة (28-30 مارس/آذار 2009)

وكان نجم هذه القمة التي انعقدت في قطر هو الرئيس السوداني عمر البشير، الذي استقبل بحفاوة منقطعة النظير على الرغم من مذكرة التوقيف الدولية التي أصدرتها بحقه محكمة العدل الدولية، بخصوص جرائم ارتكبت في دارفور. صاغ المؤتمر في البداية "قمة المصالحة"، حيث كان من المفترض بناء أرضية مشتركة بين العرب والمساعدة في حل الخلافات المستمرة بين سوريا ولبنان، وقطر ومصر، والسعودية وليبيا. غاب الرئيس مبارك عن هذا الحدث، اعتراضا على العلاقات القوية التي كانت تربط الدوحة بإيران، وكذلك اعتراضاً على استضافتها لجماعة الإخوان المسلمين، وعلاقاتها مع حماس، وأخيراً اعتراضاً على النهج الذي كان يتبناه تلفزيون "الجزيرة". واستمرت هذه الخلافات حتى اندلاع الربيع العربي في ديسمبر/كانون الأول 2010 .

غاب الرئيس مبارك عن هذا الحدث، اعتراضا على العلاقات القوية التي كانت تربط الدوحة بإيران، وكذلك اعتراضاً على استضافتها لجماعة الإخوان المسلمين، وعلاقاتها مع حماس

قمة سرت (27-28 مارس/آذار 2010)

التأمت القمة في مسقط رأس معمر القذافي، وسيثبت أيضا أنها القمة الأخيرة قبل اندلاع الثورة الليبية في فبراير/شباط 2011. ودُعي رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني كي يخاطب القمة، حيث شدد كصديق مخلص للقذافي على ضرورة انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة.

لم تحتوِ قمة سرت على قرارات مهمة أو جديدة، ولكنها كانت القمة الأخيرة في العالم العربي قبل اندلاع الربيع العربي في تونس بعد تسعة أشهر، والتي أطاحت برئيسها زين العابدين بن علي بداية يناير/كانون الثاني 2011.

قمة بغداد (27-29 مارس/آذار 2012)

حدث تغير كبير في الشؤون العربية خلال الفترة التي امتدت بين قمة سرت عام 2010 وقمة بغداد عام 2012. إذ أطيح بأربعة من القادة العرب (هم: زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، وعلي عبد الله صالح، ومعمر القذافي). وانتهى المطاف بمبارك في السجن، في حين قُتل القذافي وشُوهت جثته. وكان الرئيس السوري بشار الأسد يخوض حربا ضد حراك تحول إلى تمرد كامل، وكانت جامعة الدول العربية قد جمدت عضويته منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2011. كل ذلك يفسر لماذا أُجلت قمة عام 2011 مرات عدة، وأُلغيت بالكامل بسبب المخاوف الأمنية التي كانت تسود جميع أنحاء المنطقة. وفي واقع الأمر، كان العرب يمزحون في أحاديثهم بأنه إذا عُقدت القمة في عام 2011، فإن ذلك سيتطلب تقديم الرؤساء رسميا، حيث كان أربعة منهم جددا تماما في القمة العربية، وحلوا محل الذين كانوا في مؤتمرات القمة لعقود من الزمن. وكانت هذه أول قمة في بغداد منذ سقوط صدام حسين عام 2003 وأول قمة حضرها أمير الكويت منذ غزو الكويت الذي حدث عام 1990. وكان من بين الموضوعات التي ناقشتها قمة بغداد الديون العراقية المترتبة على العراق تجاه جيرانه، والوضع في سوريا. وكان القادة العراقيون بعد سقوط صدام حريصين على إبهار ضيوفهم العرب، حيث أنفقوا ما يقرب من 500 مليون دولار على تنظيف وإعادة تأهيل بغداد، وتعبيد طرق جديدة، وتجديد كثير من الفنادق، وإصلاح المباني المدمرة وإعادة تأهيل قصور صدام داخل المنطقة الخضراء. لكن كل هذا لم يعوض عن نقص الأمن السائد في بغداد، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب كثير من الزعماء العرب عن القمة خوفا من هجمات تنظيم الدولة الإسلامية التي كان يشنها في العراق.

Getty Images
قمة بغداد 2012

 

من بين الموضوعات التي ناقشتها قمة بغداد الديون العراقية المترتبة على العراق تجاه جيرانه، والوضع في سوريا

قمة الدوحة (21-27 مارس/آذار2013)

عُقدت برئاسة أمير قطر في ذروة الحرب السورية، وهي الحرب التي بلغت ذروتها بدعوة زعيم المعارضة المدعومة من الدوحة معاذ الخطيب لإلقاء كلمة في القمة من المقعد الرسمي لسورية. ثم وافقت الجامعة العربية على تسليح المعارضة السورية واعترفت بالائتلاف الوطني السوري كممثل "شرعي" للشعب السوري، رغم اعتراضات شديدة عبّر عنها كل من العراق والجزائر ولبنان.

قمة الكويت (25-26 مارس/آذار 2014)

تمثلت مصر في القمة برئاسة الرئيس الانتقالي المستشار عدلي منصور، إذ عُقدت القمة في الكويت بعد أشهر قليلة من الإطاحة بمحمد مرسي وقبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014. وجاءت القمة وسط توتر غير مسبوق في العالم العربي بسبب دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، مما أدى إلى تدهور العلاقات بين قطر ومصر إلى حدٍ كبيرٍ.

فسحبت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من الدوحة، احتجاجا على دعمها لكل من جماعة الإخوان وحركة حماس. وأصبحت الصراعات في سوريا حربا كاملة تهدد أمن الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص مع ازدياد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي أعلن عن نفسه كدولة.

عُقدت القمة في الكويت بعد أشهر قليلة من الإطاحة بمحمد مرسي وقبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014

 

شرم الشيخ (28-29 مارس/آذار 2015)

كانت هذه هي القمة الأولى التي يحضرها الملك الجديد للسعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الجديد لمصر، عبد الفتاح السيسي. وتحدث الزعماء العرب عن ضرورة وجود قوة عربية موحدة لمواجهة المشاكل في المنطقة، وهي فكرة أطلقها الرئيس السيسي، ولكنها كانت لتستغرق أشهرا، أن لم يكن سنوات، كي تتحقق. وقال إنها ستكون جيشا طوعيا تحت إشراف رؤساء أركان الجيوش العربية. تم طرح هذا الأمر على الطاولة بينما بدأ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في التوسع في صحارى سوريا والعراق، وشنِّ هجمات في شبه جزيرة سيناء وليبيا بعد إعلان خلافته في مدينة الرقة السورية.

قمة نواكشوط (25-27 يوليو/تموز 2016)

كانت القمة العربية الأولى التي تُعقد في موريتانيا، وركزت بشكل أساسي على حرب اليمن والوضع في سوريا بعد دخول الجيش الروسي حلبة الصراع في سبتمبر/أيلول 2015. وخرجت القمة التي أطلق عليها اسم "الأمل" من دون قرارات مهمة بشأن اليمن أو سوريا أو فلسطين. ولقد غاب عن المؤتمر رؤساء مصر، والجزائر، وتونس، وفلسطين، إلى جانب ملوك المملكة العربية السعودية والمغرب والأردن وغيرهم.

قمة عمان (29 مارس/آذار 2017)

كان مقررا في الأصل عقد مؤتمر القمة في اليمن، ونُقلت هذه القمة إلى البحر الميت في الأردن بسبب تدهور الوضع الأمني في صنعاء. وكان من بين الأجانب الذين حضروا المؤتمر أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. ولم تصدر قرارات مهمة بشأن أي من المشاكل المزمنة التي تواجه المنطقة، من فلسطين وسوريا إلى الحرب في اليمن أو تهديد داعش.

قمة الظهران (15 أبريل/نيسان 2018)

سُميت باسم "قمة القدس" والتأمت في مركز الملك عبد العزيز الثقافي الدولي في الظهران برئاسة الملك سلمان، والذي شدد في كلمته الافتتاحية على أن فلسطين "هي قضيتنا الأولى وستبقى كذلك".

وانتقد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأعلن أن الرياض ستتبرع بمبلغ 50 مليون دولار للأونروا و150 مليون دولار خُصصت لبرنامج دعم الوقف الإسلامي في القدس، وأكد أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطين.

وجاءت القمة وسط توتر شديد كان يسود في الخليج العربي، نتيجة لمقاطعة السعودية والإمارات لقطر بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، وعدم استقرار نهج قناة "الجزيرة" الفضائية.

Getty Images
قمة الظهران عام 2018

 

: سُميت "قمة القدس" والتأمت برئاسة الملك سلمان، الذي شدد في كلمته الافتتاحية على أن فلسطين "هي قضيتنا الأولى وستبقى كذلك"

قمة تونس (31 مارس/آذار 2019)

جددت قمة تونس التأكيد على الرفض العربي الشديد للقرار الأميركي إعلان القدس "العاصمة الأبدية" لإسرائيل. كما حضر الاجتماع أنطونيو غوتيريش، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. تحدث رئيس القمة السابقة في الظهران، الملك سلمان، أمام قادة العرب وعبر عن رفضه القاطع لقرار إدارة ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان: "نؤكد رفضنا القاطع لانتهاك سيادة سوريا على هضبة الجولان"، وهو موقف صدَّق عليه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كانت قمة تونس قصيرة- لمدة يوم واحد فقط- وحضرها 13 زعيما. وكان هناك ثمانية غائبين، لا سيما الرئيس السوداني عمر البشير، والجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والسلطان العماني قابوس بن سعيد، والملك المغربي محمد السادس. وتطرقت القمة إلى التصعيد الإسرائيلي في غزة، والمواجهة الدائرة في ليبيا بين فايز السراج وخليفة حفتر، بالإضافة إلى الحرب المستمرة في سوريا.

قمة الجزائر (1-2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022)

كانت هذه هي المرة الرابعة التي تستضيف فيها الجزائر قمة الجامعة العربية، وحاولت بقدر محدود إدراج سوريا في قائمة الحضور، لكن عددا قليلا من الدول العربية رفض ذلك.

وأُجلت القمة عدة مرات بسبب تفشي فيروس كورونا في عام 2020، وحُدد موعد في مارس/آذار 2022 ولكنه أُلغي. وشهد المؤتمر غيابا كبيرا للزعماء العرب، بما في ذلك ملوك المملكة العربية السعودية، والبحرين، والمغرب، وأمير الكويت، وسلطان عمان، ورئيس لبنان.

كما غاب الملك الأردني عبد الله الثاني عن القمة، والذي قرر إرسال ابنه ولي العهد حسين بن عبد الله، وكانت تلك أول مشاركة له في مثل هذا المناسبة. وركز البيان الختامي للقمة، والذي سُمي "إعلان الجزائر"، على دعم الفلسطينيين على نحو رئيس. وحاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل القمة، وذلك من دون أن يحالفه الحظ، التفاوضَ على اتفاق بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة حماس.

font change

مقالات ذات صلة