يكاد لا يمر الكثير من الوقت، أسابيع أو أقل، حتى يتكشف المزيد من خفايا وأسرار التدخلات الخطيرة والمتعددة لإيران و"حزب الله" اللبناني في دعم جماعة الحوثيين في اليمن، في محاولة لتحويل هذه الجماعة إلى (كيان ميليشياتي مسلح) خاص موالٍ لهما داخل اليمن يمنع استعادة الدولة في هذا البلد المنهك، وإلى خنجر مسموم في خاصرة الإقليم العربي وإلى خطر دائم على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
يوم الجمعة الماضي، وفي حفل تأبين لرئيس أركان "حزب الله" اللبناني، هيثم علي الطباطبائي، الذي اغتالته إسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، اعترف "الحزب" على لسان أمينه العام، نعيم قاسم بالدور الذي اضطلع به "القيادي الجهادي الكبير" في وما وصفه قاسم بـ"التصدي للمد التكفيري في سوريا" وكذلك في أن "يذهب إلى اليمن ويساعد في التدريب والإعداد" في دعم جماعة الحوثيين والمشاركة في إدارة عملياتها العسكرية طوال 9 أعوام من الحرب في اليمن والمنطقة منذ 2015 حتى 2024.
زعم قاسم أن الطباطبائي "ترك بصمة، وأن اليمنيين أحبوه- الطباطبائي- لأنهم يعرفون من هو هذا النموذج الإلهي المقاوم الشجاع الذي يريد العمل من أجل نصرة فلسطين وتحرير الأرض والإنسان"، على حد قوله.
الطباطبائي لم يكن أول قائد عسكري "ميداني وعملياتي" رفيع تقتله إسرائيل بعد أن كان "حزب الله" قد انتدبه للدعم والتدريب والقتال مع جماعة الحوثيين في اليمن، فقد استهدفت إسرائيل عددا آخر من ضباط وخبراء "الحزب" العائدين من مهام عسكرية طويلة ومعقدة في اليمن، كانوا، على ما يبدو مطلوبين لإسرائيل والولايات المتحدة اللتين كانتا تعرفهم اسما اسما أكثر مما يعرفهم اللبنانيون، وتراقب تحركاتهم بين كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
إيران وصناعة المخدرات في اليمن
كشف المقدم مراد الردواني، منسق الأمن الداخلي التابع للإنتربول والمقيم في اليمن، مؤخرا عن تفكيك "أول مصنع ينشأ في اليمن ومزود بأحدث الأجهزة الحديثة" مؤكدا في حديث لوكالة "فرانس برس" بقوله: "تمت السيطرة على المصنع وتفكيكه قبل أن يبدأ عملياته ويشرع في تصدير المخدرات والمنشطات إلى الخارج"، وأنه تم القبض على "خبراء" سوريين وإيرانيين قال منسق الإنتربول إن "إيران هي من قدمت الدعم المالي والمعدات الحديثة لهؤلاء الخبراء، وقد أثبتت التحقيقات ذلك، بالإضافة إلى اعترافات الخبراء أنفسهم" بأن ذلك يتم بهدف تصدير تلك العقاقير المخدرة إلى دول الجوار وتحويل عائداتها لتمويل إيران و"حزب الله" اللبناني.
يعتبر الحوثيون هذا، كما قال منسق الإنتربول "مصدر دخل، ويسهلون عمليات التهريب إلى البلدان المجاورة. كما تستفيد إيران من ذلك". وفي المقابل، نفى مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية هذه الاتهامات بشدة، وقال إن "هذه الادعاءات لا أساس لها على الإطلاق".


