حرب غزة تدخل أسبوعها الرابع... ماذا حصل؟

دخلت الحرب بين إسرائيل و "حماس" منعطفا جديدا على وقع التوغل البري

AFP
AFP
قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول.

حرب غزة تدخل أسبوعها الرابع... ماذا حصل؟

استمر القصف الإسرائيلي ليل الأحد - الإثنين على قطاع غزة ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى، في وقت أعلنت وزارة الصحة في غزة، إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 8306 قتلى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القصف دمر بنى تحتية ومجمعات عسكرية لحركة "حماس"، لافتا إلى استهداف نحو 600 هدف للحركة خلال الـ 24 ساعة الماضية. كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الدفع بقوات إضافية إلى داخل قطاع غزة للمشاركة في العمليات البرية. وقال إن القتال سيشتد بحسب مراحل الحرب وأهدافها، مضيفا "العملية البرية تتوسع من أجل تحقيق الهدفين اللذين تلقاهما الجيش وهما إسقاط حماس وإعادة المختطفين".

وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان بأن دبابات إسرائيلية دخلت حيا على أطراف مدينة غزة، وقطعت طريق صلاح الدين الرئيس الرابط بين شمال القطاع وجنوبه، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه، قال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إنه "خلافا لحديث الاحتلال؛ لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع". وأضاف في تصريحات صحافية "ما جرى على شارع صلاح الدين هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقا من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك".

AFP
إمرأة فلسطينية مع ولديها خارج أحد المباني المدمرة في مخيم النصيرات في قطاع غزة.

وأعلنت "كتائب القسام" أنها قصفت قاعدة رعيم العسكرية الإسرائيلية برشقة صاروخية، وذلك لليوم الثاني على التوالي.

إلى ذلك، تم إدخال 14 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، ليصل عدد شاحنات المساعدات التي تم إدخالها خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى 47 شاحنة. ودخلت القطاع مساء ألأحد قافلة من 33 شاحنة هي الأكبر منذ الاستئناف المحدود لتسليم المساعدات الإنسانية في 21 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي الآتي سلسلة الأحداث ذات الصلة بالحرب بين "حماس" وإسرائيل" منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023:

21 أكتوبر/ تشرين الأول

بعد مرور أسبوعين على اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الجمعة، عن ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 4 آلاف و137، بينما بلغ إجمالي عدد الجرحى أكثر من 13 ألفا، نحو نصفهم من النساء والأطفال.

كما خرجت 7 مستشفيات في قطاع غزة عن الخدمة، في وقت أعلن منسّق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث أن أول شحنة مساعدات إلى القطاع عبر معبر رفح مع مصر، ستدخل غدا السبت على أقرب تقدير، بعد أن كان متوقعا أن تدخل الجمعة إلى غزة.

إلى ذلك، عاد التوتر إلى الحدود بين إسرائيل ولبنان بعد هدوء حذر طيلة الساعات الماضية، وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجمعة، إن أمرا صدر بإجلاء سكان مدينة كريات شمونة الحدودية مع لبنان، في وقت استهدف الجيش الإسرائيلي، بعد الظهر، خراج بلدات في جنوب لبنان بعد أن أطلق صاروخ مضاد للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه موقع المنارة التابع لإسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قال إنه استهدف بنى تحتية عسكرية لـ "حزب الله"، وأضاف أن مسيّرة تابعة له قتلت مسلحا داخل الأراضي اللبنانية.كما أشار إلى أنه "استهدف 3 عناصر من حزب الله في جنوب لبنان بمسيّرة". إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي طارد شخصا تسلل وأطلق النار عند بلدة مارغليوت على الحدود مع لبنان.

23 أكتوبر/تشرين الأول

على وقع تواصل الغارات على قطاع غزة، أعلن مسؤول إسرائيلي أن لا هدنة أثناء مفاوضات الإفراج عن الرهائن. من جهتها، رفضت واشنطن الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة "لأنه سيفيد حماس".

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الجمعة عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله إن الحرب في قطاع غزة تتكون من 3 مراحل تبدأ بتدمير "حماس"، وتنتهي بإقامة نظام أمني جديد، وتخلص إسرائيل من مسؤوليتها عن الحياة اليومية في القطاع.

22 أكتوبر/تشرين الأول

تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة موقعا المزيد من القتلى والجرحى، في وقت أعلنت فيه القناة 13 الإسرائيلية أن الجيش أكمل الاستعداد لاجتياح غزة بانتظار قرار القيادة السياسية.
وتحدث وزير الخارجية الأميركي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني،  وشكره على المساعدة في تأمين إطلاق سراح الرهينتين الأميركيتين المحتجزتين لدى حماس.
بينما أنكر خليل الحية القيادي في حماس مسؤولية الحركة عن قتل مدنيين إسرائيليين وأخذ رهائن، وقال إن أشخاصا من داخل القطاع قاموا بذلك بعد أن تسللوا خلف مسلحي حماس. كما دعا إلى وقف القصف الإسرائيلي من أجل إطلاق المزيد من الرهائن.

AP
دبابات إسرائيلية تتجه نحو حدود قطاع غزة

وأعلن البنتاغون أنه سيرسل حاملة الطائرات "يو إس إس آيزنهاور" إلى الشرق الأوسط، ونشر بطاريات "ثاد"، و"باتريوت" في المنطقة.
وذكرت تقارير أن واشنطن تضغط على إسرائيل لتأجيل الاجتياح البري من أجل إطلاق المزيد من الرهائن.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن "المنطقة على برميل بارود وأي خطأ آخر يمكن أن يفجرها".
إلى ذلك أصابت قذيفة إسرائيلية جنودا مصريين بالقرب من الحدود مع سيناء. وفي العراق سقط صاروخ واحد على الأقل أطلقته فصائل عراقية مسلحة داخل قاعدة "عين الأسد" التي يستخدمها الجيش الأميركي.

23 أكتوبر/تشرين الأول

على وقع تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلن مسؤول إسرائيلي أن لا هدنة أثناء مفاوضات الإفراج عن الرهائن. من جهتها رفضت واشنطن الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة "لأنه سيفيد حماس".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الولايات المتحدة لم تر أمرا مباشرا صادرا من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات في العراق وسوريا ضد أهداف أميركية نفذتها جماعات مدعومة من إيران.

24 أكتوبر/تشرين الأول

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في مقتل 704 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وأفادت الوزارة بأن 5791 فلسطينيا قُتلوا منذ 7 أكتوبر.

وفي وقت قال فيه الرئيس بايدن إن إطلاق سراح جميع الرهائن يجب أن يسبق أي محادثات للهدنة، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن محادثات إطلاق 50 رهينة من قبل حماس تعثرت بعد أن طالبت الحركة بإدخال الوقود إلى غزة كشرط مسبق لإطلاق سراحهم.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية عن تدمير مسيرتين بالقرب من القوات الأميركية وقوات التحالف جنوب غربي سوريا قبل أن تصلا إلى أهدافهما.

24 أكتوبر/تشرين الأول

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في مقتل 704 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الأخيرة. وأفادت الوزارة بأن 5791 فلسطينيا قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال مسؤول عسكري أميركي إن وزير الدفاع أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة الاستعداد للتأثيرات غير المباشرة للهجوم البري، والتي تشمل مخاطر اتساع نطاق الصراع في المنطقة، ومصير الرهائن، والأزمة الإنسانية، في وقت أعلن فيه وزير الاقتصاد الإسرائيلي أن إسرائيل لن تتراجع عن شن العملية البرية في غزة بسبب الرهائن، بينما قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن اعتبارات تكتيكية واستراتيجية تؤخر الهجوم البري على غزة.
وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن إدارة بايدن تستعد لخطة إجلاء واسعة لجميع الأميركيين من الشرق الأوسط.

REUTERS
سحب الدخان تتصاعد من القطاع إثر الغارات الإسرائيلية.

وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل وقال إن هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول "لم يأت من فراغ"، وهو ما أثار غضب إسرائيل ودفع وزير خارجيتها إلى إلغاء لقاء كان مقررا معه.
كما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إسرائيل إحياء "التحالف الدولي" لمحاربة "حماس".
إلى ذلك، استهدف صاروخان قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم القوات الأميركية في العراق، بينما قال البنتاغون: "سنرد على إيران في الوقت الذي نكون فيه مستعدين لذلك". كما تواصل القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" مما أسفر عن سقوط عدد من مقاتلي الحزب الذين ناهز عددهم الأربعين منذ بدء المواجهات.

25 أكتوبر/تشرين الأول

وسّعت القوات الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة وطالت صواريخ "حماس" منطقة إيلات جنوبي إسرائيل، وذلك في وقت فشل فيه مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قانون لوقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، تحدث الرئيس الأميركي هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد على ضرورة العمل بشكل فوري لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، ورفض استهداف المدنيين بأي شكل، أو استهداف البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية أو التهجير القسري.

25 أكتوبر/تشرين الأول

وسعت القوات الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة وطالت صواريخ "حماس" منطقة إيلات جنوبي إسرائيل، وذلك في وقت فشل فيه مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قانون لوقف إطلاق النار (وهو مشروع قرار روسي تم رفضه من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا)، أو الدعوة لهدنات قصيرة لإدخال مساعدات (وهو مشروع قانون أميركي تم استخدام حق النقض الفيتو ضده من قبل روسيا والصين)، بينما أكد وزير الخارجية السعودي أنه آن الأوان لأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن 2360 طفلا قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول). وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن ما لا يزيد عن 30 في المئة فقط من إجمالي عدد الطواقم الطبية قبل الحرب لا يزالون يعملون في مستشفيات وعيادات غزة.

AFP
الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها يوخباد ليفشتس

من جهة أخرى، وافقت إسرائيل على طلب أميركي لتأخير الاجتياح البري لغزة إلى حين نشر دفاعاتها الجوية في المنطقة. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن عشرين عسكريا أميركيا أصيبوا الأسبوع الماضي في سلسلة هجمات بطائرات من دون طيار على القواعد الأميركية في العراق وسوريا.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن "حماس" اتصلت بالحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" لإبلاغهما انطلاق الهجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، و"منذ ذلك الوقت بدأت اجتماعات بين هذه الفصائل لتنسيق أنشطتها".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "حماس" ليست منظمة إرهابية ولكنها منظمة تحرير، "مجاهدون، يخوضون معركة لحماية أراضيهم وشعبهم"، كما ألغى زيارته إلى إسرائيل التي كانت مقررة نهاية الشهر الجاري.

AFP
قوات إسرائيلية تتجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة


من جهته أعلن الرئيس الأميركي أنه "لا عودة للوضع الذي كان قائما في 6 أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل والفلسطينيين"، وقال إن أحد أسباب هجوم "حماس" هو محاولة منع تكامل إسرائيل مع دول المنطقة، نافيا طلبه من إسرائيل تأخير الاجتياح البري إلى حين إطلاق سراح الرهائن.
إلى ذلك، أعلنت قناة "الجزيرة" مقتل عدد من أفراد عائلة مراسلها في الأراضي الفلسطينية وائل الدحدوح بمن فيهم زوجته وابنه وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

26 أكتوبر/تشرين الأول

اغتالت إسرائيل اثنين من قادة كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وهما قائد المنظومة الصاروخية في منطقة شمال خان يونس حسن العبد الله، ونائب رئيس جهاز استخبارات "القسام" شادي بارود، وآلافا آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، في القصف المكثف في اليوم الـ20 للحرب على قطاع غزة، والذي شهد أيضا توغلا بريا محدودا واستهداف طائرة إسرائيلية في سماء غزة، وقصفا على تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى. كما أعلنت "القسام" أن 50 أسيرا إسرائيليا في القطاع قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل. وفي الضفة الغربية اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة جنين حيث اشتبكت مع فلسطينيين هناك.

26 أكتوبر/تشرين الأول

اغتالت إسرائيل اثنين من قادة كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وهما قائد المنظومة الصاروخية في منطقة شمال خان يونس حسن العبد الله، ونائب رئيس جهاز استخبارات "القسام" شادي بارود، وآلافا آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الهجمات الإسرائيلية على غزة بلغت 7028، منهم 2913 طفلا و1709 سيدات، و397 مسنا، إضافة إلى إصابة 18484 مواطنا بجروح مختلفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. كما أصدرت الوزارة نفسها قائمة بأسماء 7000 شخص قتلوا في القصف الإسرائيلي، وذلك ردا على الرئيس الأميركي الذي كان قد شكك في عدد القتلى الذي تنشره الوزارة. وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة إن 70 في المئة من القتلى في غزة هم نساء وأطفال.
وفي المواقف العربية والدولية حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تجاوز الصراع في غزة منطقة الشرق الأوسط، بينما أكدت السعودية و9 دول عربية أن تهجير الفلسطينيين هو جريمة حرب.
وكشف مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون أنه بحث مع المسؤولين السعوديين في الرياض سبل حشد الجهود الدولية لإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة فورا، وأعلن عن تحرك صيني لعقد مؤتمر دولي لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال مسؤول دفاعي أميركي إن قاعدة أميركية في شمال شرقي سوريا تعرضت لهجوم يوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول، كما أعلن البنتاغون أن القوات الأميركية المتمركزة في أربيل تعرضت لهجوم، وأن 900 جندي أميركي إضافي انتشروا في المنطقة لمرافقة بطاريات الدفاع الجوي المختلفة.
وأعلن الوزير الإسرائيلي بيني غانتس أن بلاده ستضرب حماس "أينما كانت"، في رد على سؤال بشأن إمكانية أن تقوم إسرائيل باغتيالات في الخارج تستهدف الحركة.

27 أكتوبر/تشرين الأول

شنت إسرائيل توغلا بريا ثالثا في غزة "لاختبار قدرات حركة حماس"، قبل أن تشرع في اجتياح بري واسع، وحددت في اليوم الـ21 للحرب، مستشفى "الشفاء"، أهم وأكبر مستشفى في غزة هدفا لها، بعد اتهام الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قيادة "القسام" بالتحصن في مجمعات أرضية عدة تحت المستشفى، وهو ما كذبته "حماس"، محذرة من ارتكاب إسرائيل مجزرة في المستشفى الذي لجأ إليه 40 ألف مدني. وتجاوز عدد القتلى والمفقودين الفلسطينيين الثمانية آلاف، ولا يزال بعضهم تحت الأنقاض.

AP
فلسطينيان يحملان جثمان طفل من أقاربهم في غزة

وفي سياق متصل، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي اتخذ قرارا بتوسيع العمليات البرية الإسرائيلية في غزة بعد أن وصلت المحادثات بشأن احتمال إطلاق سراح الرهائن إلى طريق مسدود، بينما ذكرت تقارير أن إدارة بايدن حثت إسرائيل على إعادة التفكير في خططها لشن هجوم بري كبير في قطاع غزة والشروع- بدلا من ذلك- في عملية "جراحية".
إلى ذلك، أعلن مسؤول عسكري أميركي عن قصف أهداف خاصة بالميليشيات المدعومة من إيران في سوريا ردا على الهجمات التي شنتها في الأيام القليلة الماضية على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.
كما أصاب صاروخ منشأة طبية في منتجع طابا المصري على البحر الأحمر، بالقرب من الحدود مع إسرائيل في وقت مبكر، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص. ولاحقا أعلنت الخارجية الإسرائيلية أن الصواريخ والمسيرات التي انفجرت في المنطقة الحدودية المصرية أطلقها الحوثيون من اليمن.
سياسيا أعلن وزير الخارجية الأميركي أن لا سبيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط إلا بحل الدولتين. ومن جهته، قال علي بركة العضو في القيادة السياسية لـ"حماس" إن الحركة لم تتوقع أن تكون ردة الفعل الأميركية بهذه القوة على هجوم "حماس".

 AFP
قنابل مضيئة فوق شمال قطاع غزة في 29 أكتوبر/ تشرين الأول


وأعلنت شبكة "نيت بلوكس" لمراقبة الإنترنت عن أكبر انقطاع للإنترنت في غزة منذ بدء الحرب، وهو ما يصل إلى تعتيم كامل أو شبه كامل لخدمة الإنترنت في القطاع المحاصر.
من جهة ثانية، قال غازي حمد عضو المكتب السياسي لـ"حماس": "كنا نتوقع تدخلا أقوى من حزب الله في الحرب"، بينما طلبت الخارجية الأميركية من مواطنيها مغادرة لبنان فورا.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن وفدا من حركة حماس وصل إلى موسكو لإجراء محادثات تشمل "لاعبين رئيسين لحل الأزمة في أسرع وقت ممكن".

28 أكتوبر/تشرين الأول

شنت إسرائيل خلال ليل 27- 28 أكتوبر/تشرين الأول قصفا هو الأعنف على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أسابيع، وقال الجيش الإسرائيلي إن 100 طائرة حربية شاركت في الغارات وأسقطت مئات الصواريخ، كما أعلن عن تدمير 150 هدفا لــ"حماس" تحت الأرض.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الروسية إن ممثلين عن حركة "حماس" ونائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري موجودون في العاصمة الروسية.
إلى ذلك، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة ﻟ"هدنة إنسانية فورية"، في قطاع غزة. وأيد القرار 120 عضوا، وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا. ورفض وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي وصفها بـ"الدنيئة" لوقف إطلاق النار.

28 أكتوبر/تشرين الأول

شنت إسرائيل خلال ليل 27- 28 أكتوبر/تشرين الأول قصفا هو الأعنف على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب قبل ثلاثة أسابيع، وقال الجيش الإسرائيلي إن 100 طائرة حربية شاركت في الغارات وأسقطت مئات الصواريخ، كما أعلن عن تدمير 150 هدفا لــ"حماس" تحت الأرض. في المقابل أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الطائرات الإسرائيلية أطلقت قنابل الفسفور الأبيض على وسط غزة، بينما قتل نحو 400 فلسطيني في ليلة واحدة في المناطق التي صنفت بالآمنة في وقت عزل القطاع عن العالم بعد انقطاع الإنترنت.

AFP
خلال مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين في قطاع غزة في وارسو، بولندا في 29 أكتوبر/تشرين الأول.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أن توغلا قام به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، خلال الليل، هو "أكبر بكثير وأهم بكثير" من التوغلات المحدودة التي حدثت خلال الأيام الماضية. وقد حافظ الجيش الإسرائيلي على وجوده في مواقع محددة وسط اشتباكات ضارية مع المقاتلين الفلسطينيين. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن الهجوم غير المسبوق على قطاع غزة هو بداية "مرحلة جديدة" في الحرب، وسيستمر حتى إشعار آخر.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اغتيال رئيس القوة الجوية في "حماس"، عصام أبو ركبة، وقائد القوة البحرية راتب أبو صهيبان، وهما على رأس المخططين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما قال الجيش الإسرائيلي إنه شن ضربات على الأراضي اللبنانية بعد إحباط صاروخ أرض- جو أطلق من لبنان باتجاه طائرة إسرائيلية من دون طيار. وبعد ساعات أعلن أن إحدى طائراته المسيرة استهدفت خلية لـ"حزب الله"، بعد محاولتها إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على إسرائيل.
ومساء، أعلن رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أن الحركة مستعدة فورا لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل.

29 أكتوبر/ تشرين الأول

واصلت إسرائيل يوم الأحد 29 أكتوبر/تشرين الأول هجومها من الجو والبحر والبر على قطاع غزة، داعية المدنيين الفلسطينيين مجددا إلى التوجه جنوبا، وذلك على الرغم من الدعوات المتزايدة إلى وقف التصعيد أمام "معاناة لا تحتمل" تلحق بالمدنيين الفلسطينيين بحسب الصليب الأحمر، في وقت قال فيه الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة إنه تلقى نداءات استغاثة كثيرة بعد العودة التدريجية للإنترنت، ووصف الوضع الميداني بأنه "يزداد صعوبة".
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت ليل السبت- الأحد أن أكثر من 8 آلاف شخص قُتلوا في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، نصفهم من الأطفال. وأضافت أن عددا كبيرا قتل ليل السبت- الأحد في ضربات جوية على مخيمين للاجئين شمالي قطاع غزة. وأعلن المكتب الإعلامي لحماس في غزة، الأحد، أن حصيلة هجمات إسرائيل على القطاع منذ 23 يوما ارتفعت إلى 10 آلاف قتيل ومفقود تحت الأنقاض.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت مبكر الأحد، أن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية أثناء الليل. وذكرت "وكالة أنباء العالم العربي" أن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين بالضفة الغربية حيث دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين.

AFP
خلال تجمع خارج السفارة القطرية في لندن في 29 أكتوبر/تشرين الأول للمطالبة بالإفراج عن الرهائن لدى حماس


وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال إن قوة خاصة دخلت شمالي قطاع غزة، "وهذه مجرد بداية. الحرب داخل القطاع ستكون صعبة وطويلة". وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي أنه زاد عديد قواته التي تقاتل داخل قطاع غزة. وفي المقابل علنت حركة «حماس»، الأحد، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي المتوغل في شمال غرب قطاع غزة.
من جهة ثانية وبعد عقد مندوبين عنها اجتماعاً مطولا مع نتنياهو أطلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس حملة لتصعيد مساعيها لأجل إطلاق سراح ذويها، ونظمت 8 تظاهرات جديدة ليلة السبت  - الأحد، إضافة إلى تظاهرة يومية بدأت صبيحة الأحد، رافعة شعارا ينسجم مع الشروط التي تضعها حماس لصفقة تبادل أسرى، هو: "الكل مقابل الكل".
وفي المواقف السياسية أدانت المملكة العربية السعودية العمليات البرية الإسرائيلية في القطاع، وقالت إنها تتابع بقلقٍ بالغ التصعيد الإسرائيلي العسكري. وحذرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها من خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات التي وصفتها بـ"الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي" بحق الشعب الفلسطيني، كما حذرت مما سيترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة والسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
ودعت الرياض المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته للوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول.
من جهة أخرى، قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن المفاوضات التي تتوسط فيها قطر بين إسرائيل وحماس بهدف وقف تصعيد القتال في غزة استمرت يوم السبت رغم تصعيد إسرائيل لهجماتها على القطاع. وقال المصدر إنّ المحادثات لم تتوقف بعد.

font change

مقالات ذات صلة