سمر يزبك: نحن غرباء في أوطاننا ومفهوم المنفى تغيّر

علاقة الشعوب العربية بفلسطين مصيرية

سمر يزبك

سمر يزبك: نحن غرباء في أوطاننا ومفهوم المنفى تغيّر

باريس: تقول الروائية السورية سمر يزبك إنّها توقفت عن اعتبار وجودها خارج سوريا مؤقتا لأنّها لم تعد متأكّدة من أنّها تستطيع العودة إلى بلدها في أيّ يوم من الأيّام، متسائلة عن جدوى الذاكرة ومقاومة النسيان إذا لم يكن هناك عدالة. وتؤكد أنها لم تندم على مشاركتها في الثورة السورية على الرغم من اعترافها بالهزيمة.

هنا نص الحوار مع الكاتبة السورية المقيمة في المنفى والتي منحت وسام فارس للآداب والفنون من فرنسا وترجمت كتبها إلى لغات عدة.

  • هناك سؤال تبادر إلى ذهني كثيرا وأنا اقرأ كتبك خلال العقد الماضي: كيف استطعت الخروج من "رائحة القرفة" (2008) بلغتها الشفافة الحميمية والجريئة إلى كتابة كلّ هذه الشهادات عن الثورة السورية منذ بداياتها والمليئة بمفردات الحرب والمعارك حيث القصف والطيران والمدافع والقذائف والبراميل والانفجارات والقنّاصة والكتائب والمجازر... ألم يكن لديك خيار آخر؟

عندما بدأت الثورة التي تحوّلت إلى حرب، كنت كاتبة بهويات متعددة بين الرواية والقصة والصحافة والنشاط الاجتماعي العام. لم أكن في أي يوم من الأيام روائية أو صحافية فقط. مع بداية الثورة في تونس بدأنا نجتمع ونخطط ونتظاهر مع مجموعة من الصديقات والنشطاء. وكانت كتابة ما يحصل في الشارع الذي كنا حينها جزءا منه، هي محرّك لرؤيتي وقناعتي بدور الكلمة في تغيير الواقع. ففي "تقاطع نيران" و"بوّابات أرض العدم" و"تسع عشرة امرأة"، نقلت ما يحدث في الشارع السوري، أو جانب من حقيقة ما يحدث، لهذا نحّيت الرواية جانبا، على الرغم من أن الكتابين الأولين فيهما إلى حدّ ما لغة أدبيّة.

هناك ناشطات في الثورة انتقدنها وما حصل فيها من سلبيات ووقفن أيضا في وجه الكتائب المسلحة المتطرفة

هذه الكتب لم تكن مختلفة عن الرواية التي ذكرتها وليست بعيدة عني، فهي أحد وجوهي. لهذا لم تكن نقلة من مرحلة إلى أخرى، أو قطيعة، وإنما جزء من هويّاتي المتعددة. كان خيار كتابة الأدب في ذلك الوقت صعبا جدا. كان ترفا بالنسبة لي لأنّه غير متاح مع العنف الشديد والمتسارع.

تقاطع نيران

  • قارئ "تقاطع نيران" (2012) و"بوّابات أرض العدم" (2015) و"تسع عشرة امرأة" (2018) سيجد أنّكِ كنتِ منحازة تماما إلى الثورة ولم يحضر الصوت الآخر، صوت السلطة وجيشها إلا كمدان يستوجب فضحه. كيف يمكن قراءة هذا الانحياز من موقعك كروائية؟

 لقد حاولت فعلا الاتصال مع تدوين الكتاب الأوّل "تقاطع نيران" بموالين للنظام وكانوا من الأصدقاء لكنّهم رفضوا وتبنوا لغة التخوين والتشهير وتشويه السمعة مثلما فعلت أجهزة الاستخبارات، لقد قلت في نفسي بعد محاولات عديدة معهم: لقد أسقط في يدي. أمّا الكتاب الثاني، "بوّابات أرض العدم"، فكان في منطقة خارجة كلّيا عن نظام الأسد، ولم ألتق أناسا موالين له. ومع الكتاب الثالث، "تسع عشرة امرأة"، اتصلت بالعشرات من المواليات ولم أحظ بسوى موافقة واحدة فقط. وعلى الرغم من اختلافاتنا السياسية جمعت لي بعض الشهادات من المعتقلات وعما يحدث في سجون جبهة النصرة. المشكلة كانت في عدم تقبّل الآخر لإدخال سرديته ضمن السردية التي أحكي فيها. لذلك أقول إنني أكتب أجزاء من الحقائق لأن سردية الآخر لم أحصل عليها تماما ولم يتم التعاون معي لإيجادها، على الرغم من محاولاتي الحثيثة، وقد حاولت التعويض بإيراد عدد من شهادات النساء إضافة إلى أن بعضهن كان موقفهن محايدا. وهناك ناشطات في الثورة انتقدنها وما حصل فيها من سلبيات ووقفن أيضا في وجه الكتائب المسلحة المتطرفة، يعني أستطيع القول، إنه لم تكن هناك فقط سردية نظام وسردية معارضة. كان هذا في بداية الثورة ثم صارت هناك سرديات مختلفة. 

فقدنا بلدنا

  •  إحداهن خاطبتك كخائنة وقالت لك: "حتى الله مع الرئيس وأنت تستمرّين في ضلالك". كيف كان وطء الاتهام بالخيانة عندك؟

كان ذلك مؤلما. ربما هي الضريبة التي كان علينا دفعها مع ما حدث من انقسام وعنف. وهذه الضريبة نفهمها كأناس وطنيين معنيين بسوريا وعلينا أن نفهمها ونفكّك سرديتها سواء عبر كتاباتنا أو أنشطتنا وبالإصرار على هويّة سوريا كبلد واحد. ربّما في يوم ما أكتب عن هذا الألم المتمثل في الطرد من المجتمع والوصم بالخيانة إذا كنت مختلفا. التعايش مع الألم فكرة طغت دائما على تفكيري لأننا في النهاية فقدنا بلدنا، فقدنا أصدقاءنا وأهلنا، فماذا يعني لو قتلت معنويا بعد مقتل مئات الآلاف من الشعب السوري. لا يعني شيئا على الرغم من المفاضلة الوحشية في ما أقوله، لكنها الحقيقة.

  • تعتقدين في تدوينك ليوميات الثورة أنّ المثقفين "لم يكونوا على مستوى شجاعة الشارع" وأنّهم "وقفوا خائفين مذعورين". ما نوع الشجاعة التي كنتِ تنتظرينها منهم، وماذا عن السجون والمعتقلات التي كانت تعج بمن يحمل هذه الصفة؟

 الحراك الشعبي في مختلف الثورات في العالم عادة ما يكون أقوى من حراك المثقفين. وأنا لا أحمّل المثقفين المسؤولية قبل تحميل نفسي هذه المسؤولية، كان هناك الكثير من المثقفين الذين وقفوا مع الثورة، لكني كنت أتوقع أن يكون هناك التزام أكبر بعيدا من المنطلقات الطائفية والطبقية. فالسؤال كان دائما ما موقفنا من الثورة وما المشروع البديل الذي نقدّمه وكيف يمكننا أن نساهم في تفكيك آلية العنف الطاغية. هل أخفقنا في ذلك أم أن العنف كان أقوى منا جميعا؟

  •  يبدو عنوان "تقاطع نيران" ملائما أكثر لكتابك الذي جاء بعده "بوّابات أرض العدم"، فهذا الأخير يرصد مرحلة لاحقة تمتد من أغسطس/آب 2012 إلى أغسطس/آب 2013 صارت فيها سوريا في موقع تقاطع نيران فعلا ومن كل التوجهات الإقليمية والدولية إضافة إلى تعدد وجوه المقاتلين فيها وبالذات أصحاب اللحى والملثمين وحاملي رايات الجهاد؟

أتفق معك. ربّما كان هناك منحى شخصي في "تقاطع نيران". فخلال خروجي للتظاهر في دمشق وريف سوريا كانت هذه الثورة العظيمة لا تزال سلمية، وهي ثورة قامت على أكتاف الشعب السوري الذي خرج مطالبا بإجراءات إصلاحية وقام بتظاهرات سلمية، لكني حين عدت ثانية وكتبت "بوّابات أرض العدم" رأيت الأهوال مع التسهيل والتواطؤ التركي والإقليمي لقدوم الجهاديين إلى سوريا من مختلف أنحاء العالم، ثم بدأت الاغتيالات لقادة الجيش الحرّ وللناشطين العلمانيين إضافة إلى قصف المدارس والمشافي والأسواق. فلم تعد سوريا في تقاطع نيران وإنّما بدأت مرحلة العدم مع تحويلها إلى لعبة إقليمية، يتنازع على سلطاتها وثرواتها الآخرون في ظل خمسة احتلالات؛ احتلال تركي، احتلال روسي، احتلال إيراني، احتلال أميركي، واحتلال النظام، إضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي القديم للجولان. كان السوريون يموتون بالمجّان، وعلى عكس ما تردّد من أنهم تركوا بلدهم، هناك كثيرون حاولوا العودة إلى الشمال لكن التدبير الإقليمي والدولي لتحويل المنطقة إلى مركز جذب للمتطرّفين حال دون ذلك. والتطرف بالمعنى الديني هو العدم، لأنّ الدين براء من هؤلاء الذين رفعوا الرايات السوداء. فنحن أمام معضلة وتراجيديا كبرى. لقد رأيت على الأرض هذا العدم الذي يأتي من السماء عبر البراميل التي يقصف بها نظام الأسد وعبر المجموعات الجهادية التي كانت تحتل المدن وتفرض قوانينها، فحدث تغيير سوسيولوجي عميق في الجغرافيا السورية. فسوريا الآن لم تعد تلك التي نعرفها.

في النهاية فقدنا بلدنا، فقدنا أصدقاءنا وأهلنا، فماذا يعني لو قتلت معنويا بعد مقتل مئات الآلاف

حضور المرأة وغيابها

  •  باستثناء وجودك، تكاد تغيب المرأة في "بوّابات أرض العدم" ويظهر عالم من الرجال المقاتلين في أحوال تبدو أكثر قسوة؟

 لأن المعركة كان يقوم بها الرجال فيما النساء كنّ يصنعن الحياة الحقيقية واليومية بكلّ تفاصيلها. وقتها كنت مصرّة على فهم وتفكيك ماهية هؤلاء المجاهدين وماذا يفعلون. بدأت النساء بالاختفاء من الشارع ولم يكن هناك سوى المقاتلين في الشوارع والخطوط الأمامية، وهذا لا يعني أنهن لم يكن موجودات تماما لكنهن لم يحملن أسلحة ولم يقاتلن غالبا.

  • يمكن أن نلاحظ أيضا غياب معظم الخريطة السورية في قصص هذا الكتاب، على عكس كتاب "تقاطع نيران" الذي يسرد يوميات بداية الثورة السورية في دمشق، دوما، درعا، حلب، حماة، حمص، بانياس، المرقب، جبلة، القامشلي، عامودا، اللاذقية وغيرها. كيف تقرئين هذا التحول في ضوء الانقسامات التي حدثت مع رفع الشعارات الطائفية والجهادية؟

- هذا صحيح تماما، لأنني في "تقاطع نيران" كنت أستطيع التنقل وإن كان في بعض الأحيان بطريقة سرّية وباستخدامي هويّات مزوّرة، لكن في "بوّابات أرض العدم" انحصرتُ في إدلب ولم أستطع الدخول إلى المناطق التي تحت سيطرة الحكومة حيث صارت الحرب أعنف والحواجز أكثر. وفي 2013 بدأ ظهور "داعش" وكان الخوف منه ومن إعداماته للعلمانيين أو أي شخص لديه رؤية مختلفة.

  • هناك أيضا تحوّل في العنف، أحدهم يترحّم على "أيّام طيران الميغ، وأيّام قصف الكيماوي" التي بدت له "أرحم من البراميل التي تدمّر كلّ شيء"؟

نعم، لأن البراميل لا تتيح إمكانات أخرى للنجاة فهي تقتلك تماما حتى وإن كنت في قبو، وهو اختراع للموت. لقد شهدت هذا الرعب حين كنت هناك، وأذكر أن خمسا وعشرين قذيفة من هذه البراميل سقطت فوق رؤوسنا خلال ساعات حين كنا في سراقب في شهر أغسطس/آب سنة 2013.

  •  ذكّرتني الحرب الأخيرة على غزة بحوادث جاءت في تدوينك ليوميات الثورة السورية إذ كان أنصار النظام يدّعون أنهم قبضوا على ثلاثة ضباط إسرائيليين وأحيانا يطلبون من المعتقلين القول إن الثوّار كانوا يرفعون صورا لقادة إسرائيليين. كيف تنظرين إلى إشكالية العلاقة بين النظام والقضايا القومية التي لها بعد عاطفي لدى الناس؟

 أعتقد أن نظام الأسد اشتغل على استخدام المشاعر القومية لدى السوريين ولدى العرب، فكانت العمالة لإسرائيل تهمة دائمة لأي معارض أو مخالف وفاضح لنظامهم وفسادهم. وكانت هذه التهمة كفيلة بإبعاد التعاطف الإنساني عن هؤلاء. ما يحدث في غزّة يوضّح هذا التواطؤ الموجود منذ سبعين عاما. استخدم اسم فلسطين كأداة قامعة، وبحجّة العداء لإسرائيل طمست كلّ أشكال الديموقراطية والحرّية والمطالبة بالعدالة، وقد كانت إشاعة تهمة العمالة من أكثر الأسلحة التي استخدمت ضد الثوّار في بداية الثورة السورية. 

المؤسف في الأمر أننا لا نتعلّم من تجاربنا ونعرف أن المشكلة أيضا تكمن في عدم وجود ديموقراطية. فإسرائيل كانت الشمّاعة التي ألقوا عليها كلّ مصائبهم ولجموا بها الشعوب العربية التي هي في الحقيقة شعوب وطنية وقوميتها عالية وعلاقتها بفلسطين علاقة مصيرية. 

 مقاومة النسيان

  •  في كتاب "تسع عشرة امرأة" تجسد النساء في قصصهن الذاكرة السورية في زمن الحرب وقبله. كيف يمكن أن تتحقّق الكتابة في حربها ضد النسيان، حسب قولك في مقدّمة الكتاب؟

 اخترت سردية النساء لأنّها الأقدر على تفكيك العنف المركّب الذي عشناه في مجتمعنا. لأن النساء واجهن عنفا كوحش متعدد الرؤوس، يتمثل في الديكتاتورية والمجتمع الذكوري العنيف والجماعات الجهادية المتطرفة إلى جانب العنف المخفي الذي مارسه رفاقهن الذكور في الثورة. لذلك كنّ أكثر نقدية لما حصل في الثورة. والعمل ضد النسيان يكون أيضا بإعادة تفعيل دور الكلمة ودور عرض أجزاء من الحقائق أو البحث عن الحقيقة. كما أن العمل ضد النسيان هو العمل على فكرة إحياء العدالة، فهن عملن من أجل العدالة للآخرين ومن أجل حقوقهن. وما عملتُه هو نقل كلماتهن وتجاربهن فقط. وأعتقد أننا بهذا العمل يمكن أن نحدّ من لامبالاة الآخرين ونشير إلى أهمية النظر إلى آلام الآخرين والتطلع إلى عالم أكثر عدالة. مع ذلك يتولد عندي سؤال عميق ومؤلم الآن عن جدوى الذاكرة ومقاومة النسيان إذا لم يكن هناك عدالة.

  •  كيف تنظرين الآن إلى ما جرى، هل قمت بأيّة مراجعة بعد كلّ ما صار؟

 ما جرى كانت ثورة تطالب بالقليل من الإصلاحات والمبادئ الإنسانية. وأنا طبعا أقوم بالمراجعة، وأعترف حقيقة بأنّنا هزمنا، لكني لست نادمة إطلاقا، فكلّ ما عملته هو أنني وقفت إلى جانب الناس المظلومين. ومهما عملنا أو ما كنّا سنعمله فقد كان هناك ما هو أكبر منّا جميعا، فنحن أصحاب كلمات، ونشاطنا كان سلميا، وعملنا هو مد التعاطف الإنساني عبر هذه الكلمات.

  •  هل يمكن القول إنّكِ تصالحتِ مع المنفى والبقاء فيه بعدما كنّا نسمع ونقرأ تصريحاتك التي تقولين فيها إنّ بقاءك خارج سوريا مؤقت؟

 نحن غرباء حتى ونحن في أوطاننا، لكنّ المنفى بالمعنى المتعارف عليه لن يكون هناك أي تصالح معه. فالمنفى هو نفسه أيضا تغيّر بعد الثورة الرقمية، ولم يعد هو نفسه الذي تحدّث عنه ادوارد سعيد. وقد توقفت عن القول إن وجودي خارج سوريا مؤقت، لأنني لم أعد متأكّدة من أنني أستطيع العودة إلى سوريا في أيّ يوم من الأيّام. كان المنفى بالنسبة لي هو توقفي عن كتابة الرواية لسنوات كما هو نفيي من أطر اجتماعية عائلية أو طائفية عدة كنت أنتمي إليها بحكم المولد. المنفى الأخير بالخروج من سوريا ترافق مع حال سحق جماعي لهويّة وطنيّة كاملة.

عودتي بعدها إلى كتابة الرواية، وهي الهويّة التي تشكلّ حياتي ككاتبة أوّلا وأخيرا، كانت بمثابة التصالح مع المنفى

  •  في روايتيك "المشّاءة" (2017) و"مقام الرّيح" (2021) لا تبتعدين عن المحنة السورية، وإن ظهرتا كأنّهما استعادة لمشاغلك الروائية السابقة. إلى أي حد يمكن اعتبار ما حدث في سوريا مفصلا تاريخيا يستدعي كلّ هذا الاهتمام؟

 ما حدث في سوريا يستحق بالفعل الاهتمام. وكان يستحق أكثر من ذلك. لقد كان انقلابا على مفهوم الوطنية السورية وأثّر كثيرا حتى على مستوى حياتي الشخصية. فقد غيّرني وقلب حياتي.

اهتمامي بالشهادات وانخراطي في العمل الاجتماعي التنموي والسياسي يعكسان اهتمامي هذا. لقد نجونا بأجسادنا لكنّ أرواحنا لم تنج. البعض فضّل التأني ومن ثم الكتابة روائيا بعد سنوات، أنا فضّلت الانخراط في الأحداث من خلال جمع الشهادات وكتابة يوميات الثورة.

عودتي بعدها الى كتابة الرواية، وهي الهويّة التي تشكلّ  حياتي ككاتبة أوّلا وأخيرا، كانت بمثابة التصالح مع المنفى. فقد عدت إلى بلدي الذي هو الأدب. حين كتبت "المشّاءة" و"مقام الرّيح" شعرت فعلا أنني عدت إلى المكان الذي ولدت فيه.

font change

مقالات ذات صلة