أيام أسمهان في القدس... غرام وإنكليز ومحاولة انتحار

بحسب كتابَي محمد التابعي وشريفة الزهور

أسمهان مع محمد التابعي

أيام أسمهان في القدس... غرام وإنكليز ومحاولة انتحار

بينما كان الأمير فهد الأطرش وأسرته يستقلون باخرة هربا من تركيا عام 1917، إذ مُنيت الدولة العثمانية بالهزيمة مع حلفائها، الألمان والنمساويين والمجريين، باغتت الأم عالية حسين المنذر، آلام الولادة، وقبل استقرارهم عند الساحل اللبناني، انطلقت صرخة طفلة ذات عينين خضراوين مائلتين إلى زرقة، معلنة مجيئها الى الدنيا. رغب والدها في تسميتها تجربة، لكن الوالدة أصرت على آمال، وهذا ما حدث.

واصلت عائلة الأطرش ترحالها من دولة إلى أخرى، ففي عام 1922 بعدما انضم الأب فهد إلى الثوار لقتال الفرنسيين، هربت الزوجة عالية بأبنائها، فؤاد وفريد وآمال، من السويداء إلى دمشق ومنها إلى بيروت، ولما علم الفرنسيون بوجودهم هناك سعوا إلى اتخاذهم رهائن لإخضاع الأطرش، فاضطرت الأم إلى الرحيل في شتاء 1923 إلى القاهرة.

الخروج إلى القدس

قبل أن تشتهر آمال الأطرش باسمها الفني أسمهان في مصر بداية من 1940-1941، التقت الكاتب الصحافي محمد التابعي عام 1939 الذي سرد في كتابه "أسمهان تروي قصتها"، أنها لاقت تعنتا من إدارة الجوازات والجنسية التي تساهلت في منح المطربات والراقصات الأجنبيات الرخص للعمل في المسارح والأندية الليلية.

كان محمد التابعي شاهدا على أيامها هناك إذ كانت ترسل إليه خطاباتها ترجوه اللحاق بها، أو الاحتفال معا بعيد ميلادها أو رؤيته

تلقت أسمهان في أغسطس/آب 1940 خطابا من قلم الجوازات بوزارة الداخلية، يخبرها بحتمية وجودها لاتخاذ إجراء تجديد إقامتها التي أوشكت على الانتهاء، لكنها كعادتها لم تبال، وفي حلول ديسمبر/كانون الأول أبلغها الأميرالاي مصطفى ثابت مدير قلم الجوازات، بوجوب مغادرة مصر، وإلا أخرجها البوليس بالقوة.

خرجت أسمهان من مصر إلى جبل الدروز في سوريا، لكن الشائعات والأكاذيب لاحقتها، وروى التابعي أن إحدى المجلات ذكرت أنها كانت السبب في "خراب بيت شاب طيب" وإفلاسه، وأن إدارة الأمن العام أخرجتها لأنها حوّلت مسكنها في عمارة الإيموبيليا إلى ناد للقمار إلى أن دهمه البوليس.
في مايو/أيار 1941، وصلت أول برقية منها إلى التابعي، تخبره فيها، أنها وصلت إلى القدس بخير. كان الصحافي الراحل شاهدا على أيامها هناك إذ كانت ترسل إليه خطاباتها ترجوه اللحاق بها، أو الاحتفال معا بعيد ميلادها أو رؤيته.

AFP
أسمهان

روت شريفة الزهور في كتابها "أسرار أسمهان، المرأة والحرب والغناء"، أن أسمهان كانت تزور القدس وحدها ومع عائلتها وصديقتها المقربة عفاف النشاشيبي، زوجة أحد زعماء عائلة النشاشيبي التي شاطرت آل الحسيني زعامة القدس.

بعد أيام من خطابها الأول الى التابعي، كتبت إليه في 9 يونيو/حزيران: "وصلت إلى القدس منذ يومين، وسأبقى بضعة أيام، ثم أسافر ثانية إلى جبل الدروز، وكانت سفرتي إلى سوريا موفقة للغاية، والأمير مصمّم أن يرجع لي، لم أقبل، وأظن أني سأعود إلى مصر قريبا".

في 10 يوليو/تموز 1941، فوجئ الكاتب الصحافي الراحل بخبر نشرته جريدة "المقطم"، يؤكد أن الأمير حسن الأطرش تزوج، ولم يُذكر اسم الفتاة، لكن صحيفة المصري في عددها الصادر يوم الأربعاء 16 يوليو/تموز 1941، أوردت أن الأميرة آمال الأطرش الشهيرة في السينما المصرية بأسمهان تزوجت بابن عمها حسن الأطرش، وبدأت الصحافة المصرية تنقل أخبارها ووصفتها بأنها السيدة الأولى في بلادها.

فريد الأطرش مع أسمهان

لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى كتبت إليه، تعلمه بسفرها إلى القدس، فحذرها من الكتابة إليه بحكم الرقابة على البريد والبرقيات في فلسطين، لكنها لم تهتم، حتى سقطت إحدى الرسائل في يد الرقيب العام في فلسطين، المايجور تويدي، فكتب إلى القاهرة يستفسر: "من التابعي؟"، فكتب إليها مرة أخرى يحذرها، لكنها فهمت أنه غاضب.

على الفور، وصلت الى التابعي رسالة منها تخبره أنها تزوجت رغما عنها، وسافرت إلى القدس لتجهيز جواز سفر للذهاب إلى القاهرة متنكرة لرؤيته لمدة أسبوع، لكنه رفض.

 قبل عودة التابعي إلى مصر، سافر مع أسمهان بالقطار من محطة اللد إلى تل أبيب باقتراح منها، وأقاما في فندق جان ريمون الذي اختطفت منه عصابة "الأرغون" بعض الضابط الإنكليز

في فندق الملك داود

انقطعت الرسائل بين الصديقين، لكن بعودة أحد المحامين المصريين إلى القاهرة، أخبر التابعي أن أسمهان تعيش في جناح ملكي بفندق الملك داود في القدس، وأضحت أحاديث المجالس لإسرافها وبذخها، إذ كانت تقيم مآدب من الشبمانيا والكافيار، تدعو إليها ما بين عشرين وثلاثين من القادة العسكريين وكبار الضباط ورجال الإدارة. كما وزعت أحذيتها وفساتينها على خادمات الفندق الفخم، واشترت سيارة رولز رويس من الثري هنري فرعون، صاحب جياد السباق، ودفعت له ثمنا 2500 جنيه.

وروت شريفة الزهور في كتابها الآنف الذكر، أن إدارة الفندق طلبت من أسمهان إخلاء الجناح الملكي لقدوم الملكة نازلي، والدة الملك فاروق، رفقة أميرات إلى القدس، لكنها رفضت "لا سلطة للملكة نازلي هنا"، وفي رواية أخرى، طُلب منها تصفية حسابها لقدوم الملكة نازلي، فرفضت قائلة: "قد تكون ملكة، لكنني أميرة، وأنا أدفع قيمة فواتيري دوما، وأرفض المغادرة".
المدهش، أن المطربة الراحلة لم تكن تمتلك المال المطلوب، لكن القدر أنقذها، ووصلها عرض من أستديو مصر، فدفعت الفاتورة من مقدّم أجرها، كما استدعى الملك فاروق نازلي والأميرات إلى مصر.

وحكت فتاة تدعى إيديانا للمؤلفة، أن أباها أخبرها أن أسمهان استأجرت إحدى سياراته أثناء زيارتها القدس، وفي آخر النهار أدركت أنها أضاعت خاتم ألماس، فتوجهت إلى السلطات طالبة العثور عليه، ولم يجدوه في السيارة، فأبرحوا والدها ضربا، وبعدها وجدت أسمهان خاتمها في مكان آخر.


وفي أكتوبر/تشرين الأول 1941، أرسلت أسمهان ضابطا إنكليزيا يدعى هارولد موريسون، بمبلغ ألف جنيه إلى صديقتها أمينة البارودي، وطلبت منها شراء بعض المقتنيات والسفر إليها في القدس، وبعد يومين من وصولها، كتبت إلى التابعي تخبره بمرض أسمهان ورغبتها في رؤيته، فتوجه يوم الجمعة 24 أكتوبر/تشرين الأول بقطار فلسطين، ونزل في فندق الملك داود، لكنه فوجئ بأنها خدعته، ولم تكن مريضة، بل ترغب في رؤيته، ثم أخبرته بشحّ الإنكليز معها، بعدما جمعت 17 ألف جنيه بفضل تعاونها معهم في إقناع زعماء الدروز وأمراء البادية في نقل ولائهم من حكومة فيشي إلى الحلفاء، لكنها أنفقت 15 ألف جنيه منها في 5 شهور.

فسّر الكاتب الصحافي الراحل شح الإنكليز بخشيتهم من تصرفات أسمهان المتهورة وإسرافها في الشراب، بالإضافة إلى أنها لم تكن كتومة.

قبل عودة التابعي إلى مصر، سافر مع أسمهان بالقطار من محطة اللد إلى تل أبيب باقتراح منها، وأقاما في فندق جان ريمون الذي اختطفت منه عصابة "الأرغون" بعض الضابط الإنكليز.

 نصحها التابعي بالعودة إلى زوجها الذي يحبها وسيصفح عنها، وستعيش معه زوجة عزيزة وأميرة مكرمة، وشتان الفارق بين ذلك وبين حالها إذا عادت إلى مصر

في شوارع تل أبيب

بعد قرابة شهرين، أي في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1941، احتفل التابعي مع أسمهان وصديقتين لها، بعيد ميلادها في تل أبيب، لأن زوجها الأمير حسن يعرف أنها تقيم في فندق الملك داود، بالإضافة إلى أنها استطاعت الإفلات من حصاره الذي فرضه عليها بعدم مغادرتها بيروت، وتخشى أن تجده أمامها في الفندق.

تجول التابعي وأسمهان في شوارع تل أبيب، ورافقها إلى حفلة لوجهاء وأعيان يافا، لم تخل أيضا من كبار الموظفين والضباط الإنكليز، وهناك التقى بحاكم يافا، مستر كروسبي، أستاذه القديم في اللغة الإنكليزية بمدرسة العباسية الثانوية.


صباح اليوم التالي، سمع في أحد شوارع تل أبيب، أحاديث عن تقديمه حفل آمال الأطرش وهو متأبط زراعها، وهذا ما دفعه إلى التفكير في البعد عنها، قال: "هذا لا يليق ويعذر الناس إذا طارت بهم الظنون".

ما أجج موقفه، أنه سأل عنها بعد نهاية الحفل، فأخبروه أنها في الطابق الأعلى، وفور صعوده، رأى زحاما شديدا أمام باب حجرتها، ينبعث منها صوتها وهي تغني، وصيحات الإعجاب من الرجال والنساء، تتخللها أصوات سكارى من الإنكليز، عرف منها في ما بعد أن أحدهما ابن اللورد دوغلاس هايغ الذي كان قائدا عاما للقوات البريطانية في الجبهة الغربية بالحرب العالمية الأولى، واللورد فافرشام بالجيش الإنكليزي.

وفي طريق عودتهما إلى الفندق، نهرها: "من المستحيل أن تغيري أخلاقك، ولو عشت مئة عام"، فبكت.

سهرة مع ضابطين

قبل عودة التابعي إلى مصر، دعته أسمهان إلى سهرة مع الضابطين الإنكليزيين، فأجابها بأنه فهم أنها تدعوه الى قضاء الوقت معا، فأخبرته بأنهما سيتناولان الكوكتيل وينصرفان، فسألها: وإذا لم ينصرفا؟ هزت كتفيها مجيبة: "يعني أعمل إيه؟ عاوزني أطردهم؟"، فرد: "لا، لكن يجب ألا أقضي سهرتي مع من لا أعرف، لذا أفضل تركك لمجلسك معهما". ثم غادر الفندق.

قضى التابعي ذلك اليوم في مدينة القدس التي رآها كئيبة، حرمت عليها المسارح والملاهي، لا يوجد بها مطعم نظيف، لذا جلس ساعة في مقهى أجنبي، ثم عاد إلى الفندق، فعلم أنها اعتذرت إلى الضابطين بحجة ألم الصداع.

أسمهان

أخبره صديقهما المشترك جمال جبر، أنها لا تزال تنتظره في صالون جناحها، لكنهما لم يجداها، فأخبرهما أحد عاملي الفندق أنها دخلت القاعة مع الضابطين، غضب التابعي، وفور رؤيتها مع الضابطين، تقدم نحوها، فتحركت إليه من بين الضابطين وكأنها التقته مصادفة، وقالت بهمس: "أرجوك، بلاش فضايح، بلاش خناق هنا"، وتوجها معا إلى المصعد واعتذرا إلى الضابطين.

احتد التابعي في حديثه إلى أسمهان، قال: "تدفقت الألفاظ من فمي، لا أعي ولا أبالي ماذا أقول وأفعل، تلح عليّ بالحضور من مصر لأحتفل معها بعيد ميلادها، ثم هل كان حضور اللوردين صدفة؟ أم أنها دعتهما في تل أبيب ليلحقا بها إلى القدس". وكعادتها بدأت في البكاء والنحيب وتورمت إحدى عينيها، ونهضت لتتناول زجاجة ويسكي ورفعتها إلى فمها، وترجعتها كأنها تشرب ماء، فانتزعها التابعي من يدها.

في الصباح، أقسمت له أنها لم تدع الضابطين إلى اللحاق بها إلى القدس، واعترفت أنها أخطأت بدعوتهما لتناول الكوكتيل.

حكت له أسمهان أن زوجها حسن الأطرش طلب منها الاستعداد للسفر إلى بيروت، إذ نفد صبره، خاصة أنه اطلع على قائمة نزلاء الفندق خلال الشهر

مرض
صباح يوم الأحد، 28 ديسمبر/كانون الأول، 1941، أول أيام عيد الأضحى، بعدما دعته للإقامة في فندق إيدن، هاتفته مرة أخرى ليتوجه إلى فندق الملك داود، وكانت مصابة بالبرد الخفيف جراء سهرة طويلة، وأخبرته أن زوجها الأمير حسن فتح درج مكتبها عنوة واستحوذ على برقياتها إليه، وحذرته من زيارة لبنان وسوريا كي لا يقتله.

في حلول مساء الأربعاء 31 ديسمبر/كانون الأول، أوشكت على التعافي، لكنها أصرّت على الاحتفال برأس السنة، بتناول كأس، وفشلت محاولات التابعي في ثنيها، فارتفعت حرارتها وعاودتها الحمى، صباح أول يناير/كانون الثاني 1942، ومساء وصلت أمينة البارودي، وأمضت السهرة مع التابعي بجانب أسمهان.

فوجئ التابعي بعامل الفندق يحمل صندوقا كبيرا من الورق المقوى مملوءا بالزهور، ومعه خطاب من أحد الضابطين، يشكرها فيه على عشائها معه ليلة السبت، وهي الليلة التي أصيبت فيها بالبرد.

حضر الطبيب الألماني اليهودي الشهير آنذاك، زونديك، وأبلغهم أنها مصابة بنزلة برد، ويشك في شيء ما بالرئة اليمنى، لكنه يفضل الانتظار يومين قبل اصطحابها لإجراء الأشعة، خاصة أنها في حالة عصبية شديدة. بعد أيام علموا أن حالتها ليست خطيرة لكن الرئة اليمنى ضعيفة وهو ما لم تجهله أسمهان، حيث أشارت إلى صدرها "استحملني سنة أو سنتين، لأني عارفه إني هموت بعدها".

لم يجد التابعي أي صديقة لها تعتني بها بعد مغادرته إلى مصر، إذ كانت الشائعات قد انتشرت عن مرضها، لذا كن يغادرن بعد دقائق من زيارتها، فقضى يومين آخرين يناولها الدواء في موعده، ويعدّ لها بخار الماء الممزوج بالدواء لتستنشق منه رئتاها، ويحول بينها وبين الشراب والتدخين، وبعدها عاد إلى مصر وأرسل إليها ماري قلادة، وهي السيدة التي حضرت معه حفل أسمهان الأخير قبل مغادرتها مصر، وماتا معا جراء الحادث الأخير وهما في الطريق إلى رأس البر.

محاولة انتحار


في 16 يناير/كانون الثاني 1942، كتبت أسمهان إلى التابعي تخبره بوصول زوجها حسن الأطرش ليسافرا معا، لكنه فوجئ بها تهاتفه من طريق القيادة العسكرية البريطانية، وطلبت منه أن يتحدث بالإنكليزية، ففهم أن المكالمة خاضعة لأحكام الرقابة العسكرية، وكان صوتها متعبا، صوت امرأة بائسة تدعوه إلى السفر الى القدس، على حد وصفه.

ركب القطار إلى اللد ومنها إلى القدس، دون أن يسأل نفسه، هل لا يزال زوجها هناك أم لا؟ خشي أن يثنيه التفكير عن السفر، وفي منتصف العاشرة صباحا كانت أسمهان رفقة ماري قلادة في حجرة الجلوس، لتخبره أنها حاولت الانتحار.

حكت له أسمهان أن زوجها حسن الأطرش طلب منها الاستعداد للسفر إلى بيروت، إذ نفد صبره، خاصة أنه اطلع على قائمة نزلاء الفندق خلال الشهر، وعلم بوجود التابعي، قالت وفقا لكتاب "أسمهان تروي سيرتها": "بدأ حديثه، أنه لا يستطيع الصبر أكثر من ذلك، وإنني قد نسيت في ما يبدو أنني زوجته، وإلا فما معنى هربي الدائم منه، إذا أقاما في السويد هربت إلى دمشق، وإذا جاء دمشق ذهبت إلى بيروت، وإذا سافر إليها تركته وسافرت القدس، وأن أهلنا في السويداء يتندرون بهذا".

بعد إصراره على استعمال العنف في إخراجها من القدس من طريق السلطات الإنكليزية، في ظلّ تدهور علاقتها بالانكليز، استخدمت علاجا وصفه لها الدكتور زونديك، وفهمت منه أن يحتوي على مادة الاستركنين السامة، فأفرغت الزجاجة كاملة في فمها، وتمدّدت على فراشها تنتظر الموت، لكن ماري أنقذتها، وما أن أفاقت حتى وجدت زوجها إلى جانبها، يقول: إلى هذا الحدّ تكرهينني، الى درجة أنك تفضلين الموت على الحياة معي. وغادر باكيا إلى بيروت.

نصحها التابعي بالعودة إلى زوجها الذي يحبها وسيصفح عنها، وستعيش معه زوجة عزيزة وأميرة مكرمة، وشتان الفارق بين ذلك وبين حالها إذا عادت إلى مصر. غادر وتركها باكية على باب الحجرة، استقل السيارة إلى اللد ومنها إلى مصر، ولم يكن يدري أنها المرة الأخيرة التي يراها فيها وجها لوجه، في يناير/كانون الثاني 1942.

لم يرها بعدها إلا على شاشة السينما عام 1944 في فيلمها الثاني والأخير، "غرام وانتقام"، قبل أن تلقى حتفها في حادث سيارة على طريق رأس البر.

font change

مقالات ذات صلة