بعد عودة استئناف الجيش الإسرائيلي للعمل العسكري على قطاع غزة في 18 مارس/آذار الماضي، استحوذت مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع على النصيب الأكبر من العمليات العسكرية البرية، وطرد الغزيين من مدينتهم، والعمل على عزلها تماما، حتى أصبحت أول مدينة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية من كافة الاتجاهات، وعزل باقي مساحة غزة وسكانها عن العالم الخارجي، بعدما كانوا على تماس مع العالم عن طريق معبر رفح البري جنوب شرقي رفح، وهو الممر الرئيس الذي كان يستخدمه قرابة 2.4 مليون غزي فيما قبل.
وكثف الجيش الذي كان لا يزال مسيطرا على محور فيلادلفي، وهو المحور الحدودي مع مصر جنوبا، وكذلك تمركز قواته داخل الحدود الشرقية للمدينة، وبعمق أقل من كيلومتر واحد، من هجماته بالقذائف المدفعية، وتقدم آلياته باتجاه عمق المدينة في المناطق الغربية، حتى أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نيتهم إنشاء محور موراج على الحدود الفاصلة بين مدينتي رفح وخانيونس، والممتد من المناطق الشرقية وحتى أقصى الغرب بطول قرابة 12 كيلومترا.
وبالفعل، استمرت عمليات الجيش حتى تقدمت القوات والآليات العسكرية شاقة طريقها نحو مفترق يسمى "كَف موراج"، والذي يقع في منتصف طول المحور تقريبا، وبدأت التمركز والعمل على قصف المناطق المحيطة بالمكان بالأحزمة النارية من الطائرات الحربية والقذائف المدفعية، تبعتها عمليات تجريف واسعة للمنازل والشوارع قبل أن يصنع الجيش موقعه العسكري تحت المراقبة بالكاميرات والأسلحة الرشاشة، وبات كل من يحاول الاقتراب من المكان، هدفا تحت مرمى النيران الإسرائيلية.