بين الدفع الأميركي القوي لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كرافعة للنظام الإقليمي الجديد، وبين سلوك سوريا طريق "التطبيع الهادئ"، يبقى لبنان مترددا بين مرحلتين وربما بين حربين
لم تكن خفية أو صامتة هذه المواجهة بين جماعة الحوثيين ومنظمات الإغاثة الدولية التابعة للأمم المتحدة أو غيرها منذ أول يوم على انقلابها على الدولة اليمنية واستيلائها على السلطة في العاصمة صنعاء
قد تكون الغالبية من المواطنين تؤيد تطبيق القصاص والعقاب على مرتكبي جرائم القتل والسرقة والتعدي عليهم وعلى أملاكهم، لكن ثمة فئة تعارض طريقة "حماس" في العقاب وفرض سيطرتها
تعمل دبلوماسية ترمب كمحفز قوي وكاشف للتحولات العميقة التي كانت تجري بالفعل تحت السطح في الشرق الأوسط. إنها تسرّع من وتيرة التقارب بين دول كانت تعتبر أعداء، وتمارس الضغط- الناعم والخشن- على الجميع
رغم هذا التصعيد، حرصت عمّان على إبقاء خيوط التواصل قائمة ولو بالحد الأدنى، وتجنبت اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى قطيعة شاملة أو تصعيد ميداني ولم يكن ذلك تراجعا، بل كان جزءا من استراتيجية "توازن بالغضب"
من الأرجح أن لا يحتاج ترمب إلى تصعيد جديد مع جماعة الحوثيين في وقت يحاول التركيز أكثر على تنفيذ خطته في غزة، ومن غير المستبعد أن لا يكون رده مؤجلا أو مرتبطا بتطور مسار الأحداث بين إسرائيل والفلسطينيين
تنشر "المجلة" النص الحرفي لـ"إعلان ترمب من أجل السلام والازدهار الدائم" الموقّع من الرؤساء الأميركي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
في قطاع غزة، أكثر من مليوني فلسطيني، يبحثون عن الأمان لهم ولأطفالهم، جميعهم لديهم مطالب فردية، وفق احتياجاتهم وما تعرضوا له من خسارات، لكن السواد الأعظم يُجمع ويتفق على وقف إطلاق النار
قد تكون صفقة ترمب محاولة فاشلة أخرى تنضم إلى أرشيف التسويات الناقصة، إلا أن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، إذ ضغط ترمب بطريقة ذكية على العصب الحساس في المجتمع الإسرائيلي
على "حماس" أن تفهم أن هناك الآن مرحلة جديدة وأنه لا بد من إنهاء سيطرتها على القطاع بكل أشكالها السياسية والإدارية والأمنية، وأنه لا بد أيضا من سيطرة الجهة الرسمية حصرا على السلاح