أثارت جموع الإيطاليين الغفيرة المشاركة في ذكرى رحيل رئيس الوزراء الإيطالي بيتينو كراكسي المدفون في مدينة الحمامات شمال شرق تونس الانتباه منذ مدة. فهذه الأعداد الكبيرة غير المألوفة لأجانب في أي من المناطق التونسية تعكس، بحسب تفسير مسؤولين إيطاليين، ارتفاع نسبة المتقاعدين ممن اختاروا تونس لقضاء شيخوخة مريحة وهانئة. ويتوقع استمرار "طفرة" إقبال "الأجداد" الإيطاليين على الوجهة التونسية لأسباب عدة أبرزها نظامها الضريبي التفاضلي الذي يجعل البلاد أقرب إلى ملاذ أو جنة ضريبية.
فقد أصبحت تونس، التي يتركز الاهتمام الأوروبي عليها عادة في ملف الهجرة غير النظامية، توصف بـ"الظاهرة " و"الاستثناء"، سواء في تقارير ومذكرات رسمية أو تلك الصادرة عن مراكز بحوث أو في وسائل الإعلام. ومرد هذين التوصيفين أولا، الارتفاع الكبير في أعداد المتقاعدين الإيطاليين المقيمين فيها، الذي ارتفع بنسبة 113,5 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة وفقا لمذكرة للمعهد الإيطالي للتقاعد والضمان الاجتماعي. وثانيا، باعتبار أن هذا الارتفاع تزامن مع تراجع ملحوظ لمختلف الوجهات الأخرى على غرار إسبانيا والبرتغال.
هيا الى تونس
كما قفزت الوجهة التونسية، وفقا للمذكرة نفسها، إلى المركز الثاني في قائمة تضم 165 دولة في مختلف قارات العالم يُصرف عبر مصارفها أكثر من 1,5 مليار يورو سنويا تحت عنوان رواتب تقاعد لما يفوق 350 ألف متقاعد إيطالي اختاروا الاقامة بعيدا عن دولهم، في ما بات يعرف في إيطاليا بعملية "هروب الأجداد" التي تحسب بمعدل متقاعد يوميا وفق آخر الاحصاءات الرسمية.