في سوريا، أثار اعتماد الحكومة تطبيق "شام كاش" كوسيلة رسمية لتوزيع رواتب موظفي القطاع العام جدلا واسعا بين مختلف الأوساط.
يأتي هذا القرار في محاولة لتخفيف معاناة الموظفين أمام الطوابير الطويلة في المصارف الحكومية التي تشهد ازدحاما كبيرا مع نهاية كل شهر، حيث يصبح الحصول على الراتب مهمة شاقة تتطلب ساعات من الانتظار. لكن هذا الحل المعلن لم يلقَ ترحيبا كاملا، إذ سرعان ما برزت تحذيرات أمنية واقتصادية تثير القلق حول جدوى التطبيق وأخطاره المحتملة على المواطنين والنظام المالي.
منذ اللحظة الأولى، واجه التطبيق شكوكا كبيرة حول مدى أمانه وشفافيته، حيث ظهر تحذير أمني عند محاولة الدخول إلى موقعه عبر متصفح "فايرفوكس"، ينبه إلى أن الموقع قد يكون عرضة لهجمات إلكترونية تهدف إلى سرقة البيانات الحساسة مثل كلمات المرور ومعلومات الدفع.
لم يكن هذا التحذير سوى البداية، إذ تبين لاحقا أن التطبيق غير متاح على المتاجر الرسمية مثل "غوغل بلاي" أو "آب ستور"، مما يعني أنه لم يخضع لمراجعات الأمان المعتمدة عالميا. بدلا من ذلك، يتم تحميله فقط عبر رابط مباشر من الموقع الرسمي، وهو ما اعتبره خبراء الأمن الرقمي إشارة خطيرة على احتمال احتوائه على ثغرات أمنية أو حتى أدوات مراقبة.
على الرغم من أن تحويل الرواتب إلى نظام رقمي قد يبدو إصلاحا ضروريا في بلد يعاني من تداعيات الحرب والعزلة الدولية، لكن الخبراء يحذرون من أن الإطلاق المتسرع وغير الشفاف لمنصة "شام كاش" ــ بغض النظر عن هدفها المعلن ــ يهدد بجلب الضرر أكبر من النفع.
ما هو تطبيق "شام كاش"؟
حسب الحكومة السورية؛ يهدف تطبيق "شام كاش" إلى تسهيل التعاملات المالية، وتقليل أعباء تداول العملة الورقية، وتوفير خدمات إلكترونية أساسية. من بين أهدافه أيضاً تحويل الرواتب إلكترونيا بدلا من تسليمها نقدا.
يمكن المستخدمين سحب أموالهم من حساب "شام كاش" من طريق مكاتب الصرافة الموثقة داخل التطبيق أو من خلال البنوك المعتمدة. أما تعبئة الرصيد، فتتم بالطريقة نفسها من خلال المراكز المعتمدة أو البنوك المشار إليها داخل التطبيق. تجدر الإشارة إلى أن عمليات التحويل لا تُفرض عليها أي رسوم إضافية.