في الوقت الذي لا يعرف فيه مصير قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية بعد التحولات السياسية الأخيرة في سوريا، يبدو أن رواية "النشيد الأولمبي" للسوري راهيم حساوي ستصبح يوما ما بمثابة ذكرى للوجود الروسي على الأرض السورية. لا يعني هذا أن الرواية تتمحور حول هذه القاعدة، بل إنها تدور في محيطها من خلال قصة حب بين علياء، ابنة اللاذقية، ولوكاس الطيار في القاعدة الروسية.
الرواية التي صدرت أخيرا عن "نوفل، دمغة الناشر هاشيت أنطوان"، في بيروت، تصور حيوات عديدة من ناس اللاذقية، أولهم علياء التي تبلغ من العمر تسعة وعشرين عاما وتعيش مع أبيها، بعد أن ذهبت أختها مع زوجها وأطفالها إلى دبي، وأخوها إلى برلين، إثر وفاة أمها التي أهلكها الحزن بسبب مصير ابنها رواد، الذي أستدعاه جيش النظام الحاكم لتأدية الخدمة العسكرية، ولقي مصرعه في مواجهة مع قوات المعارضة، فيما قالت أنباء أخرى إنه انتحر، وهو ما رجحه الأقربون بسبب معرفتهم بكرهه للحرب والعنف، ومعاناته من اكتئاب شديد، إذ "كان رواد بأمس الحاجة إلى اللعب، ولكن لم ترقه لعبة الشرطي والحرامي، فلم يكن يملك تلك السادية ليكون الشرطي، ولم تكن على وجهه ندبة سكين لتجعله الحرامي. كل ما كان لديه مصاصة متة في جيبه الأيمن، وقلم رصاص وممحاة في جيبه الأيسر ليرسم الأشياء الصغيرة على دفتره الصغير، أما رأسه فلقد كان مملؤا بحب البلاد والناس الطيبين الذين أكلوا من ترابها حين كانوا صغارا".
حب في اللاذقية
تبدأ القصة حين تجلب علياء، وهي مدرسة لغة إنكليزية وناشطة في جمعيات مدنية، صورة بورتريه لأم لوكاس إلى ابنها، رسمتها ابنة خالته المقيمة في بيروت. يتصل بها ضابط الأمن السوري صفوان لأخذ الصورة، ثم يعاود الاتصال بها لأن لوكاس أراد مقابلتها ليشكرها على إيصال الصورة.