طبيب أفغاني وأمير عباسي... مستشرقون دخلوا مكة متنكرين

ادعوا الإسلام وسلكوا درب الحجيج

AFP
AFP
حجاج يطوفون بالكعبة في المسجد الحرام، 4 أغسطس 1987

طبيب أفغاني وأمير عباسي... مستشرقون دخلوا مكة متنكرين

مكة المكرمة، تلك المدينة التي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل فج عميق، وتتوق القلوب إلى زيارة بيت الله الحرام والطواف بالكعبة المشرفة، لم تكن يوما موضع شوق المسلمين وحدهم، بل كانت أيضا منارة تشد أبصار الرحالة الغربيين وتداعب مخيلة المستشرقين. ولأنها حرم مقدس يحظر على غير المسلمين دخوله، أحاطها الغياب بحضور طاغ في الوعي الأوروبي، حتى غدت في نظرهم مدينة الأسرار، ومركزا للدهشة والتخيل.

منذ القرون الوسطى، بدت مكة في أعين الرحالة الغربيين جوهرة التاج في خريطة الرحلات الاستكشافية. يخفق لها قلب المغامرة، وتغري المكتشفين بما خفي منها أكثر مما ظهر. كانت الحجب التي تلفها أقوى من أن تقاوم، فاندفع نحوها نفر من المغامرين، متخفين تحت عباءة الإسلام، في مسعى لاكتشاف قصصها وطقوسها وأسرار زوارها، غير عابئين بالأخطار التي قد تودي بهم في أي لحظة. هكذا تداخلت القداسة بالفضول، واختلطت روحانية المكان بنزعات الاكتشاف، فدون أولئك الرحالة فصولا مدهشة من الترقب والتقمص والتجلي.

ولم تقتصر دوافعهم على المعرفة وحدها، فكان للسياسة وأطماع الاستعمار نصيب في هذا الشغف، إذ سعى بعضهم لجمع معلومات جغرافية واستخباراتية عن قلب العالم الإسلامي. وهكذا، اجتمعت نوازع الروح والمعرفة والسياسة، فكانت مكة في نظرهم ذروة ما يمكن بلوغه في أدب الرحلة، مقصدا محفوفا بالرهبة والتحدي، محاطا بقداسة لا تجرؤ المغامرة على الاقتراب منه إلا متنكرة.

التنكر وسيلة عبور

أمام الحظر الشرعي القاضي بمنع دخول غير المسلمين إلى مكة والمدينة، لم يكن أمام الرحالة الغربيين سوى التنكر وسيلة للتسلل إلى الحرمين الشريفين والاطلاع على المشاعر المقدسة. ارتدى هؤلاء المغامرون لباس المسلمين، وتسموا بأسمائهم، وأتقنوا اللغة العربية أو لهجات شرقية، بل إن بعضهم درس القرآن والشعائر الإسلامية ليحاكي المسلمين في المظهر والسلوك. تظاهر كثيرون بالإسلام، وادعوا الانتماء إلى مجتمعات مسلمة بعيدة كي لا يثيروا الريبة.

ادعى الرحالة البريطاني ريتشارد بيرتون أنه طبيب أفغاني، وزار مكة متخفيا عام 1853 وأجاد لهجات شرقية لإقناع مرافقيه

فعلى سبيل المثل، ادعى الرحالة البريطاني ريتشارد بيرتون أنه طبيب أفغاني، وزار مكة متخفيا عام 1853 وأجاد لهجات شرقية لإقناع مرافقيه، بينما فضل آخرون انتحال هويات مسلمين من أقاليم نائية في آسيا أو أفريقيا، حيث ملامحهم قد تبدو مقبولة. ولم يتورع بعضهم عن الخضوع لطقوس الختان لإثبات إسلامهم ظاهريا، علما بأن اكتشاف أمرهم كانت عواقبه وخيمة، خاصة إذا ارتبط ذلك بشبهات التجسس أو تدنيس حرمة البلد الحرام.

Getty
السير ريتشارد بيرتون، مستكشف وكاتب إنكليزي

ابتكر المتنكرون حيلا جريئة للعبور، مثل استعارة أوراق ثبوتية أو هوية حاج مسلم حقيقي. كما فعل البارون الألماني هاينريش فون مالتزان عام 1860 الذي تمكن من دخول مكة بهوية صديقه الجزائري مقابل مبلغ مالي، بعد أن حمل اسمه (عبد الرحمن) وخدع الحراس. وبهذه الأساليب المحفوفة بالأخطار، نجح بعضهم في تجاوز بوابات مكة وأداء الحج كذبا أو صدقا، فبينما ادعى بعضهم الإسلام مؤقتا لبلوغ غايته، اعتنق آخرون الإسلام فعلا وأدوا الفريضة بإيمان جديد.

ومن اللافت أن جرأة التنكر اقترنت أحيانا بحس المغامرة العلمية، فكثير من هؤلاء الرحالة كانوا مستشرقين وعلماء سلوك وألسن، دفعهم فضولهم المعرفي إلى أقصى مدى، فتعلموا تفاصيل الطقوس الإسلامية وأوقات الصلاة وكيفية الطواف والسعي، حتى إذا ما بلغوا مكة استطاعوا التصرف كحجاج حقيقيين. وفي حالات كثيرة، انخرطوا في المجتمع المكي لفترة، وراقبوا الأسواق والمجالس والأجواء العامة لتدوين ملاحظاتهم. هكذا أصبح التخفي أداة للاستكشاف العلمي، وليس مجرد وسيلة للتسلل. وكانت نتيجة هذه المغامرات المتخفية كنزا من المعلومات عن مكة المكرمة وعادات أهلها وحجاجها، انتقل إلى أوروبا عبر كتب الرحلات، بعد أن ظل محجوبا عنها قرونا طويلة.

Getty
الصفحة التمهيدية لكتاب "رحلة إلى المدينة ومكة" لريتشارد بيرتون، 1855

لودفيكو فارتيما أو "الحاج يونس المصري"

يعد الرحالة الإيطالي لودفيكو دي فارتيما (Ludovico di Varthema) أحد أكثر المغامرين إثارة في تاريخ الاستشراق، وأول أوروبي غير مسلم يعرف أنه دخل مكة المكرمة ووصفها من الداخل. انطلقت رحلته في مطلع القرن السادس عشر بدافع مزدوج: فضول معرفي ديني لفهم الإسلام من الداخل، وغاية سياسية تجسسية يرجح أنها كانت لحساب السلطات البرتغالية التي كانت تسعى لبسط نفوذها في الشرق الإسلامي آنذاك.

في عام 1503، وصل فارتيما إلى الشام متنكرا بهوية حاج مسلم وادعى أنه مملوك اعتنق الإسلام ونجح في الانضمام إلى قافلة الحج الشامية

في عام 1503، وصل فارتيما إلى الشام متنكرا بهوية حاج مسلم يحمل اسم الحاج يونس المصري، وادعى أنه مملوك اعتنق الإسلام. كان هذا الانتحال مدروسا بعناية، إذ تعمد اختيار هوية تسقط عنه التساؤلات، وتسهل عليه الاندماج مع القوافل. ونجح في الانضمام إلى قافلة الحج الشامية المتجهة من دمشق إلى مكة، مدعيا أنه أحد حراسها. كانت هذه القافلة تمر عبر الصحراء في مسار طويل وشاق، وقدم فارتيما وصفا حيا لدروب الجزيرة العربية والظروف المناخية القاسية، ومحطات تزود الماء، وعادات المسافرين في الطريق، والرهبة التي يشعر بها الجميع عند اقترابهم من الحرم.

في مكة، عاش فارتيما أياما معدودة، لكنها كانت كفيلة بأن يسجل مشاهداته بكثير من الانبهار والدهشة. تحدث عن الكعبة المشرفة، وعن الحشود التي تتدافع للطواف حولها وتقبيل الحجر الأسود، وعن أصوات التهليل والتكبير في المسجد الحرام، وعن الباعة الذين يملؤون الطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة. وصف مكة بأنها مدينة نابضة بالإيمان، رغم ما لاحظه من بساطة حياة سكانها، كما تحدث عن سوقها ومظاهر التبادل التجاري التي كانت تعكس حياة أهل الحجاز في ذلك الزمن.

Wikipedia
ملك كامباي (غوجارات حاليا) من مخطوطة برتغالية في القرن الـ16

كان فارتيما أيضا أول من سجل مشاهدات شبه دقيقة عن المدينة المنورة وقبر النبي محمد ﷺ، ودون بعض العبارات التي سمعها من السكان، كما تحدث عن زيارته أماكن أخرى في الجزيرة العربية، منها ينبع وجدة. وحرص على أن يبدو متقنا للعربية، وعلى تقليد الشعائر بدقة، بل وتظاهر بالخشوع حتى لا يكشف أمره، لأنه كان يعلم أن انفضاح هويته قد يودي بحياته.

عند عودته، نشر فارتيما مشاهداته في كتاب شهير بعنوان: Itinerario de Ludovico de Varthema Bolognese (رحلة لودفيكو دي فارتيما البولوني)، الذي ترجم لاحقا إلى لغات أوروبية عدة، وكان من أوائل الكتب التي قدمت وصفا مباشرا وحقيقيا لمكة والحج إلى القارئ الأوروبي. وكان لهذا الكتاب تأثير كبير في أوروبا، إذ كشف عن صورة مكة والحرمين  التي كانت حتى ذلك الوقت محجوبة بالكامل عن الغرب.

مثلت رحلة فارتيما نقطة تحول في نظرة أوروبا إلى العالم الإسلامي، وألهبت خيال المستشرقين من بعده لخوض مغامرات مماثلة. فظهر لاحقا رحالة متنكرون مثل ريتشارد بيرتون، وعلي بك العباسي، وسنوك هورخرونيه، الذين ساروا على خطاه نحو مكة، تحت أسماء إسلامية مستعارة، يحدوهم الفضول المعرفي نفسه، وتدفعهم أحيانا دوافع سياسية واضحة.

Wikipedia
فارتيما يزور آثار أقدام بوذا في قمة آدم

إسباني في زي أمير عباسي

في مطلع القرن التاسع عشر، خاض الإسباني دومينغو باديا إي ليبليخ مغامرة استثنائية تمثلت في دخوله مكة متنكرا باسم علي بك العباسي، متلبسا هيئة أمير عربي ينتسب إلى إحدى أشهر السلالات الحاكمة في التاريخ الإسلامي. لم يكن اختياره لهذه الهوية من قبيل المصادفة، بل يحمل دلالة رمزية، إذ استعار لقبا عباسيا عتيقا ليغطي به ملامحه الأوروبية، ويتسلل من خلاله إلى أعماق العالم الإسلامي، في مفارقة تاريخية ذات وقع ثقيل: أن تستحضر الدولة العباسية لتكون معبرا لرجل أوروبي نحو الحرم الشريف.

خاض الإسباني دومينغو باديا إي ليبليخ مغامرة استثنائية تمثلت في دخوله مكة متلبسا هيئة أمير عربي ينتسب إلى إحدى أشهر السلالات الحاكمة في التاريخ الإسلامي

تظاهر باديا بالإسلام، وتمرس في الشعائر، وأتقن العربية بقدر يكفي للاندماج مع قوافل الحجيج. وفي عام 1807، نجح في أداء مناسك الحج، متنقلا بين المشاعر، مختلطا بالجماهير دون أن يكتشف أمره. وسجل هذه الرحلة في مجلدين ضخمين، تضمنا مشاهداته الجغرافية والاجتماعية والدينية، ووصفا دقيقا لمكة المكرمة، ولأسواقها وتضاريسها وسكانها، وللأثر العميق الذي تركته الحروب والأوبئة على عمرانها.

Getty
علي بيه العباسي (دومينغو باديا)، مستكشف وجاسوس إسباني

بين التنكر والتجلي: مسارات متباينة إلى مكة

على خطى فارتيما وعلي بك العباسي، تابع مستشرقون آخرون مغامراتهم متنكرين بهوية إسلامية لدخول مكة المكرمة. بعضهم اندفع بدوافع علمية أو روحية، وآخرون كانوا أدوات للمطامع الاستعمارية، لكن جميعهم اجتمعوا في دافع الفضول للتعرف الى عاصمة المسلمين وقبلة صلواتهم.

يبرز من هؤلاء المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هورخرونيه، الذي دخل مكة عام 1885 باسم الحاج عبد الغفار. عاش ستة أشهر متخفيا في سوق الليل، متعلما على أيدي العلماء، مسجلا أدق تفاصيل الحياة اليومية في الحرم والمجتمع المكي. أدخل الكاميرا سرا وصور الأسواق والحجاج والمنازل، كما أنه صاحب أقدم تسجيل صوتي معروف لتلاوة قرآنية، يعود إلى عام 1885. تم هذا التسجيل الفريد في الحرم المكي الشريف، باستخدام تقنيات التسجيل البدائية المتوفرة آنذاك، وتحديدا أسطوانات الشمع التي اخترعها توماس إديسون. يحفظ هذا التسجيل التاريخي، الذي يمثل كنزا ثقافيا ودينيا، في أرشيف جامعة لايدن بهولندا، ويقدم لمحة نادرة عن تلاوة القرآن الكريم في تلك الحقبة الزمنية.

تبرز في هذا السياق تجربة الليدي إيفلين كوبولد، الأريستوقراطية الاسكتلندية التي اعتنقت الإسلام وحجت عام 1933، لتكون أول بريطانية مسلمة تؤدي الفريضة

دون سنوك مشاهداته في كتابه الشهير "Mekka in the Latter Part of the 19th Century" (مكة في أواخر القرن التاسع عشر)، الذي أصبح مرجعا دقيقا عن المدينة في نهايات العهد العثماني. ورغم الجدل اللاحق حول دوره في خدمة الاستعمار الهولندي بإندونيسيا، فإن كتابه ظل علامة فارقة في التوثيق الغربي النزيه نسبيا للحياة الإسلامية في الحجاز.

ومن أبرز المتنكرين الذين دخلوا مكة المستشرق السويسري جون لويس بوركهارت، الذي دخلها عام 1814 متخفيا باسم الشيخ إبراهيم. كان بوركهارت من أوائل الغربيين الذين شاهدوا الكعبة المشرفة وشاركوا في مناسك الحج، وامتاز وصفه بالدقة والإنصاف، إذ دون مشاهداته بلغة خالية من التهكم أو التعالي، متأثرا بما رآه من تآخ بين الحجاج، وبالروح الجماعية التي تسود الشعائر. وتركت مذكراته أثرا بالغا في الدراسات الغربية اللاحقة عن الإسلام، وشكلت مرجعا أساسيا في تصوير الحياة الدينية والاجتماعية في الحجاز في مطلع القرن التاسع عشر.

Getty
الليدي إيفلين كوبولد أثناء الحج

على النقيض من الرحالة الذين دخلوا مكة باسم الإسلام دون أن يعتنقوه، برزت شخصيات أخرى اعتنقت الإسلام بصدق، وأدت مناسك الحج إيمانا لا تمويها. من هؤلاء ويليام ريتشارد وليامسون، المستشرق البريطاني الذي أسلم فعليا، وزار مكة مرات عدة بين عامي 1895 و1936، ودون مشاهداته بإعجاب كبير بالحج والمجتمع الإسلامي، معبرا عن تحول روحي عميق.

كما تبرز في هذا السياق تجربة الليدي إيفلين كوبولد، الأريستوقراطية الاسكتلندية التي اعتنقت الإسلام وحجت عام 1933، لتكون أول بريطانية مسلمة تؤدي الفريضة. في كتابها "البحث عن الله"، نقلت يومياتها بلغة وجدانية عكست خشوعها أمام الكعبة وتأملاتها على صعيد عرفات، مقدمة صوتا أنثويا مغايرا ومهما في أدب الرحلة الغربية إلى مكة، يمزج بين البعدين الروحي والإنساني، ويكشف عن الأثر العميق للحج في نفوس معتنقي الإسلام من خلفيات ثقافية غربية.

تأمل هذه المغامرات المتخفية لا يضيء جانبا من تاريخ مكة فحسب، بل يكشف كيف كانت المعرفة مغامرة في التنكر واستكشافا للآخر من وراء قناع

أما التحول الأعمق فتمثل في ليوبولد فايس، الصحافي النمساوي اليهودي الذي أسلم وصار يعرف باسم محمد أسد. عاش في الحجاز بين 1926 و1932، وشارك بفاعلية في الحياة السياسية والفكرية في الجزيرة العربية، إذ عمل مستشارا للملك عبد العزيز. وفي كتابه الشهير "الطريق إلى مكة"، لا يوثق أسد رحلته فحسب، بل يقدم دفاعا فلسفيا عن الإسلام في وجه الانطباعات الغربية المغلوطة، ويمزج بين التأمل الوجداني والتحليل الثقافي بلغة غربية أصيلة.

أقنعة المعرفة ومرآة الاستشراق

تبقى هذه المغامرات خيطا دقيقا يربط بين الشرق والغرب. لقد دخل هؤلاء مكة متنكرين في هيئة المسلمين، لكنهم خرجوا منها وقد اهتزت في داخلهم تصوراتهم القديمة. بعضهم لم يعد كما كان، تغيرت نظرته، أو زاد إعجابه، أو حتى أسلم عن اقتناع. وبعضهم بقي حبيس عدسة استشراقية جامدة لم تشفها التجربة.

غلاف كتاب الليدي إيفلين كوبولد عن رحلتها إلى مكة

وهكذا تمضي تلك الرحلات الاستثنائية إلى مكة شاهدة على تناقض جوهري يسكن قلب الاستشراق ذاته. إذ لم تكن مغامرات أولئك الرحالة الغربيين محض توثيق بريء أو بحث علمي خالص، بل كانت غالبا محملة بأثقال الوعي الأوروبي، بتطلعاته ومخاوفه، بفضوله الصادق أحيانا، وبنزعاته الاستعمارية أحيانا أخرى. فمنهم من اندفع مدفوعا بشغف المعرفة وروح الاكتشاف، فدوّن تفاصيل الحياة المكية بإعجاب وانبهار، ومنهم من توجه بنظرة المتفوق المتحفظ، يسعى إلى فهم الآخر من موقع السيطرة أو الريبة. لذا جاءت نصوصهم مزيجا مركبا، يجمع بين الدقة في الرصد والميل إلى التخييل، بين التوثيق المنضبط والتفسير الذاتي، وبين احترام قدسية المكان والنظر إليه من منظور خارجي يجرده أحيانا من عمقه الروحي. وفي هذا الخليط، تكمن قيمة دراستهم وخطورتها معا. فقراءة تلك الرحلات ليست مجرد عبور إلى مشاهد قديمة من مكة، بل نافذة على الطريقة التي رأى بها الغرب المدينة المقدسة، وكيف أعاد إنتاجها في مخياله الثقافي. وهي أيضا مرآة تعكس قدر ما أراد الغرب أن يعرف – أو لا يعرف – عن الإسلام وأهله. لذا، فإن تأمل هذه المغامرات المتخفية لا يضيء جانبا من تاريخ مكة فحسب، بل يكشف كيف كانت المعرفة، في بعض أطوارها، مغامرة في التنكر، واستكشافا للآخر من وراء قناع.

font change

مقالات ذات صلة