تقف كريستين لاغارد، بصفتها رئيسة البنك المركزي الأوروبي، في الصفوف الأمامية عند الحديث عن الاقتصاد الأوروبي، مع زميلتها القائدة المخضرمة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وفي الحرب التجارية المشتعلة مع الولايات المتحدة الأميركية، كانت لها مجموعة من ردود الفعل على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على دول العالم، وفي مقدمها دول الإتحاد الأوروبي. تعكس ردود أفعال لاغارد مزيجا من الحذر والبراغماتية والدعوة إلى اتخاذ إجراءات استراتيجية من جانب أوروبا، وكانت نبهت باكرا وباستمرار الى ضرورة الاستعداد للعواقب الاقتصادية لسياسات ترمب الجمركية.
فرض الرئيس ترمب رسوما جمركية على معظم الواردات، وهدّد بأن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا جراء الفائض التجاري الكبير الذي استمر لعقود بين الجانبين، ودارت في الأشهر الأخيرة مشادات أوروبية-أميركية، قبل أن تهدأ أخيرا باتفاق الطرفين على هدنة تجارية، تتم فيها مراجعة الاتفاقيات التجارية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي موافقته على تسريع المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، في أعقاب إعلان الرئيس ترمب تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية الإضافية حتى 9 يوليو/تموز المقبل، وذلك في مؤشر الى "مقاربة أكثر ودية" بعد أيام قليلة من اتهام الرئيس الأميركي الاتحاد الاوروبي، باستغلال الولايات المتحدة والتباطؤ في المحادثات.
وفي موقف لافت، دعت لاغارد أخيرا الى طرح اليورو كبديل من الدولار على مستوى العالم، وقالت في خطاب في "كلية هرتي" في برلين: "إن الاقتصاد العالمي ازدهر على أساس من الانفتاح والتعددية دعمته الزعامة الأميركية".