أصبح العراق ضمن دائرة الخطر مع اتساع رقعة الحرب بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، واستهدافها لثلاث منشآت نووية إيرانية. وجاء هذا التهديد في ظل وجود فصائل مسلحة عراقية، تتخذ من المرشد الإيراني علي خامنئي مرجعا لها، إلى جانب القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة على أراضي العراق، مما جعله ساحة محتملة لتصاعد النزاع، وتحوله إلى صراع إقليمي مفتوح. وعلى الرغم من وقف اطلاق النار الا ان مواقف القوى العراقية المؤيدة لايران لا تزال موضع تساؤل.
وقال العراق الثلاثاء إن عدة طائرات مسيرة استهدفت عددا من المواقع والقواعد العسكرية التابعة لقوات الأمن العراقية، وألحقت أضرارا كبيرة بمنظومتي رادار تابعتين للجيش وإن رئيس الوزراء أمر بفتح تحقيق في الواقعة.
ولم يتضح بعد مصدر الطائرات المسيرة، ومن المنتظر أن تكشف نتائج التحقيق عنه، لكن مصدرين أمنيين قالا إن الطائرات المسيرة كانت صغيرة الحجم ووصلت إلى المواقع المستهدفة انطلاقا من مواقع قريبة.
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي صباح النعمان في بيان إن منظومتي الرادار المتضررتين بشدة كانتا "في معسكر التاجي، شمال بغداد، وقاعدة الإمام علي في محافظة ذي قار (جنوب العراق) دون وقوع أي ضحايا". وأضاف: "القوات العراقية تمكنت من التصدي وإحباط جميع محاولات الاعتداء الأخرى على أربعة مواقع في أماكن مختلفة، والتعامل مع الطائرات المسيرة وإسقاطها، بعد أن كانت تروم استهداف هذه المواقع". واضاف: "جميع المواقع المستهدفة، هي مواقع عسكرية تابعة للقوات الأمنية العراقية بشكل كامل، ومسؤول عنها ويقوم على إدارتها ضباط ومنتسبون من تشكيلات قواتنا الأمنية البطلة".
وأضاف المتحدث أن رئيس الوزراء العراقي أمر "بتشكيل لجنة فنية ومخابراتية عالية المستوى، تضم ممثلين عن الأجهزة الأمنية المعنية كافة، للتحقيق في ملابسات هذا الاعتداء وكشف الجهات المنفذة له ومتابعة نتائج التحقيق بشكل كامل".
لكن كيف نجح العراق بـ "تحييد" نفسه في المواجهة؟
وفقا لمسؤولين حكوميين، التقتهم "المجلة"، فإن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، أجرى اتصالات مكثفة مع قادة الدول العربية، وبعض السفراء الأوروبيين، من أجل إبعاد العراق عن دخول الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، بالرغم من تأييد الكثير من الشيعة العراقيين لإيران.
واتخذت الفصائل العراقية بالتنسيق مع الحكومة، قرارا بعدم التصعيد في حال عدم دخول أطراف أخرى لمساندة إسرائيل، ومنها أميركا. لكن استهداف إسرائيل لمسؤول في "حركة سيد الشهداء" الذي كان يرافق الحارس الشخصي للأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله في إيران، قد يعتبر استفزازا إسرائيليا للفصائل العراقية، ومحاولة لجرها إلى المواجهة المباشرة.
وحسب المصادر، فإن الحكومة العراقية كانت تلقت رسائل من إيران، تتضمن إشارات إلى استهداف إيران القواعد الأميركية داخل العراق، في حال تدخلت واشنطن في دعم إسرائيل، لذلك أصبحت السفارة الأميركية حاليا، خالية من الموظفين الأميركان والأجانب، بالإضافة إلى تواجد عسكري قليل جدا مقارنة بالأشهر الماضية.
وقامت الفصائل العراقية، خلال الأيام الماضية، باستطلاع القواعد الأميركية، عبر الطيران المسير، وردت على ذلك الحكومة، بنشر قوات أمنية في محيطها، خوفا من أي استهداف.