تعتزم الحكومة المصرية طرح منطقة وسط العاصمة القاهرة للاستثمار، بهدف جذب مستثمرين عرب وأجانب لاستعادة رونق القاهرة التاريخي، من خلال إنعاش الأصول غير المستغلة أو المهملة، التي لا تدر عوائد حاليا. ظلت هذه المنطقة، لعقود طويلة، مركزا للحكم والوزارات، مما تسبب في تكدس عمراني وبشري غير مسبوقين وسط المدينة. وتسعى الدولة إلى تحويل هذه الأصول إلى مصادر دخل يمكن توجيهها مباشرة لدعم الموازنة العامة، ولا سيما عبر تنويع مصادر الدخل من العملات الأجنبية، مع تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث التاريخي وتوفير فرص استثمارية حديثة تلبي احتياجات السوق المحلية والدولية، لتصبح المنطقة إحدى أبرز الوجهات للمستثمرين.
تتضمن الخطة استثمارات في بناء الأبراج السكنية والفنادق والمرافق الخدمية، وتطوير وسائل النقل لتسهيل الوصول إلى هذه المناطق، إلى جانب استعادة رونق القاهرة الفاطمية التاريخي. وتهدف الدولة إلى الإفادة من تنوع القاهرة القديمة باعتبارها منطقة أثرية يمكن إقامة فنادق عالمية ومناطق ترفيهية فيها، مما يساهم في زيادة إيرادات السياحة بالدولار، من خلال الشراكة مع القطاع الخاص أو من خلال إسناد عملية التطوير إلى مستثمرين محليين أو أجانب.
يشمل المشروع تطوير المركز التجاري التاريخي لمدينة القاهرة، الذي أنشأه الخديوي إسماعيل عند افتتاح قناة السويس، بتخطيط من المصمم الفرنسي الشهير جورج هوسمان، الذي صمم باريس الحديثة، في محاولة لبناء "باريس على النيل". وتضم المنطقة مسارح ومباني مشيدة وفقا لأحدث الطرازات الأوروبية آنذاك، مما منحها طابعا عمرانيا فريدا. وتُعّد منطقة القاهرة التاريخية نسيجا معماريا متنوعا، فالسير في شوارعها يوازي التنقل عبر العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، وصولا إلى القاهرة الخديوية أو "باريس الشرق"، كما كانت تُعرف أحيانا. وعلى الرغم من انتشار المراكز التجارية أو "المولات" الحديثة على أطراف العاصمة، لا يزال التسوق في وسط البلد يحتفظ بجاذبيته الخاصة وطابعه المختلف.