إلهام أحمد لـ"المجلة": ندعم الإدارة الذاتية في السويداء... وتوم باراك متعجل جدا كي نتفاهم مع دمشق (2 من 3)

"المجلة"
"المجلة"

إلهام أحمد لـ"المجلة": ندعم الإدارة الذاتية في السويداء... وتوم باراك متعجل جدا كي نتفاهم مع دمشق (2 من 3)

بعدما تحدثت القيادية الكردية إلهام أحمد في الحلقة الأولى عن تفاصيل المفاوضات مع دمشق حول مستقبل "قوات سوريا الديمقراطية" والنقاط الخلافية، تكشف في الحلقة الثانية موقفها من موضوع اللامركزية وتمسك دمشق بتطبيق القانون 107 للإدارة المحلية الذي يعود إلى حقبة نظام الأسد.

وتحدثت أيضا عن موقفها من إعلان إدارة ذاتية في السويداء، ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا. وتقول: "نحن ندعم فعلا أي خطوة تؤدي إلى الاستقرار وتؤدي إلى الأمان، نحن ندعمها. والإخوة الدروز إذا كانوا اليوم فعلا يرون أمنهم واستقرارهم بهكذا اتفاقية فنحن معهم"، مشيرة إلى وجود "تنسيق وتواصل وتبادل آراء بالتأكيد".

وسئلت عن موقفها من المبعوث الأميركي توم باراك ودوره، فأجابت: "باراك يبذل فعلا مجهودا كبيرا في سبيل أن نصل لتوافقات سريعة (...) خوفه وهواجسه أنه يمكن أن ينفجر الوضع مرة أخرى. هذه الهواجس أعتقد غالبية الدول تعيشها، سواء الدول الإقليمية أو على مستوى العالم، ونحن السوريين نعيش هذا الهاجس، بمعنى أن لا تحدث انفجارات جديدة بسوريا". وقالت: "حاليا نرى أنه متفهم. في البدايات كان متعجلا جدا. لكن حاليا أعتقد أن الخطوات التي يخطوها ربما أكثر واقعية. وبالتالي الجهود التي يبذلها سنكون داعمين لها في سبيل الوصول".

وهنا نص الحلقة الثانية:

* بالنسبة لموضوع اللامركزية، فإن الرئيس أحمد الشرع قال في مناسبات كثيرة: نحن لدينا حل وهو القانون 107، قانون الإدارة المحلية. هل ترين أن القانون 107 الذي ينتمي إلى حقبة النظام السابق، يمكن أن يقدم حلا أو تصورا لموضوع العلاقة بين اللامركزية والمركزية؟

- النظام السابق أيضا قدم هذا القانون كحل للامركزية، لكن رأينا أن هذا القانون لا يفي بالاحتياجات، فقدمنا أيضا مقترحات لكنهم دائما أبدوا موقفهم على أن الدستور لا يمكن المساس به ومقدس...

* كان هذا خلال المرحلة السابقة؟

- نعم في المرحلة السابقة، النظام السابق. وحاليا أيضا إن تم الرجوع فقط، يعني إن تم الإصرار على هذا القانون بالتأكيد لن يكون هناك توافق، فهذا القانون لا يفي باحتياجات المجتمع السوري، ليس فقط كأكراد وإنما المكونات الأخرى، المحافظات الأخرى، لا يفي.

"المجلة"
إلهام أحمد اثناء المقابلة مع رئيس تحرير "المجلة" ابراهيم حميدي

لو أخذنا على سبيل المثال صلاحيات محافظة إدلب، ما صلاحياتها الآن؟ هل سيرضون بالقانون 107؟ لنسألهم، نطرح السؤال عليهم. بالتأكيد لن يقبلوا لأن الصلاحيات الموجودة لديهم التي كانت موجودة في فترة ما قبل تغيير السلطة وحاليا لا تزال تحافظ على نفس الصلاحيات. المحافظات الأخرى أيضا. صحيح هناك بعض البنود المقبولة في القانون 107. لكن الانتخابات مثلا، المحافظ يجب أن يكون منتخبا وليس بالتعيين، وفق تصورنا. الأمن نرى أن يكون محليا وتابعا لمجلس المحافظة، يتم تعيين مثلا ضابط في الأمن الداخلي بالمحافظة من قبل المحافظ ويكون مسؤولا أمام مجلس الشعب بالمحافظة، ويكون على علاقة مع الأمن الداخلي بوزارة الداخلية في دمشق، بمعنى أن العلاقة سيكون شيء منها عموديا تابعا لدمشق وآخر أفقيا تابعا لمجلس المحافظة، بالتالي فإن القانون 107 حاليا لا يفي بالاحتياجات.

النموذج الإداري الموجود في شمال وشرق سوريا هو نموذج مصغر من سوريا الكبيرة. هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تحتوي على التنوع الثقافي القومي

* الرئيس الشرع قال لنا في لقائه مع وفد إعلامي عربي نهاية الشهر الماضي، إنهم مستعدون للحد الأقصى من اللامركزية، لكن لا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التقسيم، أي إن اللامركزية مقبولة طالما أنها لا تكون لبنة أساسية في مشروع التقسيم السوري. ما تعليقك؟
- فعلا أنا لا أدري هواجس التقسيم هذه من أين أتت؟ لماذا أصيبت سوريا بهذه الهواجس؟ مَن يتسلم السلطة في دمشق يبدأ بالتحدث عن مخاطر التقسيم. وفعلا هذه معضلة المطلوب أن يتم علاجها أولا. من يتحدثون عن تقسيم وتوصيف اللامركزية أو الفيدرالية بالتقسيم فليبحثوا في التجارب الموجودة حاليا على المستوى العالمي، على مستوى العالم، وفي التجارب الموجودة. كونفدراليات لم تتقسم. فيدراليات لم تتقسم. أنظمة لامركزية لم تتقسم. بمعنى أن هذه النماذج ليس بالضرورة أن تؤدي إلى التقسيم. لكن في منطقة معينة إن كان هناك نظام مركزي دائما يضغط ويحرم مناطق من التنمية، من ممارسة الثقافة، من ممارسة السياسة، إلخ... إن كانت هناك ضغوطات واضطهاد... بالتأكيد هذه المناطق ستنادي بالانفصال، ستذهب إلى التقسيم. لكن إن كانت الشعوب تشعر بأنها قد حصلت على حقوقها فلماذا؟ بالعكس هي في إطار اللامركزية ستدافع عن البلد الذي يمكن أن يعتبروه بلدهم الأساسي وهويتهم الأساسية وسيدافعون عنه.

* هل يمكن أن تقولي بوضوح نحن ضد أي مشروع للتقسيم؟ 
- بالتأكيد نحن ضد مشروع التقسيم. ماذا سيعني لنا التقسيم؟ إن نحن حصلنا على كامل حقوقنا في المنطقة التي نعيش فيها وفي بلدنا، واستطعنا أن نتمثل بمؤسسات الدولة ومثّلنا شعبنا في مؤسسات الدولة، فلماذا سنسعى إلى التقسيم؟ 

* أود أن أطرح أسئلة مباشرة. هل يمكنك أن تقولي إن مشروع "روج آفا" أو غرب كردستان هو مشروع وحدوي أيضا ضمن وحدة الأراضي السورية؟ 
- النموذج الموجود في "شمال وشرق سوريا" وفي "روج آفا" (غرب كردستان)، نحن نقول "روج آفا" يعني جغرافية "روج آفا" معلومة، وهي اسم جغرافي نسبة لجغرافيا اسمها "روج آفا" لكن شمال وشرق سوريا. النموذج الإداري الموجود في شمال وشرق سوريا هو نموذج مصغر من سوريا الكبيرة. هذه المنطقة من أكثر المناطق التي تحتوي على التنوع الثقافي القومي. 
بالتالي هذه الإدارة استطاعت أن تضمن حقوق جميع المكونات بتنوعها الثقافي والقومي في المنطقة. فلماذا لا يتم اعتماد هذا النموذج في دمشق بحيث يحصل المسيحي والسني والعلوي والدرزي والكردي والعربي والشركسي والتركماني على حقوقهم؟ 

* ربما تعلمين أن هناك بيانات بأن الأكراد في شمال شرق سوريا ليسوا غالبية، لكنهم يهيمنون على القرار السياسي والعسكري بمنطقة ذات غالبية عربية... 
- بالتأكيد مشروعنا لا يعتمد الغالبية أو الأقلية، المشروع بقدر ما كانت نسبة المكون المعين مثلا نسبتهم قليلة، لكن يجب أن يكونوا ممثَلين في الإدارة. موضوع اتخاذ القرار حاليا، المناطق الموجودة مثلا الـ"كانتونات"، نحن نسميها كانتونات، هذه الكانتونات بين بعضهم هم الذين يتخذون القرار، مثلا دير الزور هم يتخذون قرارهم، الرقة يتخذون قرارهم، لهم إدارات خاصة/مجالس يعتمدون قراراتهم. أيضا هناك إدارة مشتركة بين كل هذه الكانتونات أو لِنَقُل هذه المدن. بالتالي ما يتم الترويج له بأن الكُرد هم من يتخذون القرار لوحدهم بعيد عن الصحة. يمكن أن يكون مثلا في موضوع القرارات الاستراتيجية. قرار الحرب. قرار السلم. يعني في بعض الأوقات مثلا هناك وضع طارئ، مباشرة هذا يحتاج إلى ديناميكية سريعة باتخاذ القرارات، يمكن في هذه الفترات مثلا هناك هياكل إدارية معينة هي التي تتخذ القرار، لكن هذا لا يعني أن جميع القرارات تتخذ من قبل مجموعة معينة. 

* هل صحيح أن الأميركيين طلبوا منكم الانسحاب من أراض من ريف دير الزور والرقة على ما أعتقد، كإجراء بناء ثقة باعتبار أن هاتين المنطقتين بهما غالبية عربية؟ 
- لم نسمع بهكذا أحاديث، لكن هناك موضوع الاندماج يعني دير الزور تندمج مع المحافظة، المناطق الأخرى... نحن نتحدث عن مشروع اندماج متكامل، كيف يمكن لمؤسسات الإدارة أن تندمج بمؤسسات الدولة، مثلها مثل القوات العسكرية. لكن بدء الاندماج، هناك طرح بأن نبدأ من دير الزور، وتتم مناقشة هذا الموضوع مع أهل دير الزور أنفسهم. هناك بالمنطقة مجلس محلي. المجلس المحلي يناقش، رؤساء العشائر بالمنطقة، وجهاء المنطقة يناقشون، المثقفون يتم أخذ رأيهم في هذه الأمور، وهم على اطلاع بالنقاشات التي تدار حول دير الزور. 

* بعد حرب الخليج وبشكل متدرج تبلور إقليم كردستان العراق شمال غرب العراق. ما الفرق بين إقليم كردستان العراق وشمال شرق سوريا، الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا؟ 
- الفرق في النظام الإداري. في شمال العراق يوجد إقليم كردي وتشكل هذا الإقليم باتفاقات دولية. وبعد تضحيات طبعا من أهل المنطقة تشكل هذا الإقليم. لكن في شمال وشرق سوريا كان بمبادرة شعبية، بمبادرة من سكان المنطقة بتعدد قوميات ثقافاتهم تشكل هذا النظام الإداري ونتيجة الفراغ الإداري الذي حدث فيها تشكلت هذه الإدارة وهي تشاركية، بمعنى أن هذه الإدارة ليست إدارة كردية فقط. يعني إذا أصبح إقليما فهو ليس إقليما كرديا، هو إقليم إدارة ذاتية في الجغرافيا السورية يعتمد اللامركزية في إطار سوريا. وهنا الفرق. 

* هناك من يتوقع أن يحصل تمرد من العشائر ومن العرب الموجودين ضمن تركيبة هذه الإدارة؟ 
- لا، نحن بحياة تشاركية مع بعض. أعرف أن هناك الكثير من المحاولات للعب على هذا الوتر، هناك تدخلات خارجية، هناك أيادٍ خارجية تعمل على خلق الفتنة. وكثير من الاشتباكات التي حصلت أحيانا كانت نتيجة هذه الفتنة. لكن حاليا أعتقد- والصورة الواضحة بالنسبة لنا- أن أهل المنطقة، العشائر، المثقفون، جميعهم واعون لهذه الأمور ولم يعودوا يطلبون فعلا معارك جديدة واشتباكات جديدة وخاصة أن وضعهم حاليا أفضل، مقارنة بالمناطق السورية الأخرى، فالمنطقة فيها استتباب أمن، فيها تشاركية... بالرغم من كل النواقص الموجودة. لا أدّعي أن هذه الإدارة مثالية، لكن بالتأكيد حسب الظروف والإمكانيات الموجودة هناك محاولات جادة لأن تتحول المنطقة إلى منطقة استقرار ونموذج يمكن أن يتم الاستفادة منه في بناء سوريا الجديدة التعددية. 

أ ف ب
الرئيس السوري احمد الشرع والموفد الاميركي توم باراك في دمشق في 29 مايو

* إذن أنتم لستم قلقين من تمرد عشائري عربي... 
- إن شاء الله لسنا قلقين. 

* ما طبيعة علاقتكم مع المكونات السورية الأخرى؟ عقد مؤتمر في الحسكة دعي إليه بعض الأشخاص ودعيت إليه مرجعيات سواء بشكل شخصي أو عبر الفيديو كونفرانس، كانت هناك شخصية علوية وشخصية درزية وأيضا شخصيات أخرى. ما طبيعة علاقتكم مع المكونات الأخرى في سوريا؟ 
- علاقتنا قديمة. قد يصوّر البعض أن عقد المؤتمر الذي جرى في الحسكة وكأنه في مواجهة الحكومة المؤقتة. قد يفسرونه بهذا الشكل، لكن علاقتنا فعلا قديمة مع المكونات الأخرى، مع العلويين، مع الدروز، مع المسيحيين، مع السنّة، لدينا شبكة تواصل قديمة. أسِفنا جدا لما تعرض له الإخوة العلويون وما تعرض له الإخوة الدروز، الانفجارات التي حصلت في الشام. نحن تأثرنا لهذه الحوادث وتحدثنا خلال لقاءاتنا التي جرت بالشام كذلك. هذا المؤتمر كان يعطي صورة بأننا جميعا نعيش مع بعض في سوريا ونأمل أن تكون هناك سوريا لامركزية. وجميع الرسائل التي أتت إلى المؤتمر والتي تم الحديث فيها لا أحد منهم نادى بالتقسيم ولا غير ذلك، الكل نادوا بسوريا لامركزية، نادوا بالأمن، نادوا بالاستقرار. ورسائلهم كانت واضحة جدا أن هناك صعوبة شديدة لسوريا مركزية أو لحكمها من قبل تيار واحد.

توم باراك يبذل فعلا مجهودا كبيرا في سبيل أن نصل لتوافقات سريعة، وهذه الجهود مشكورة

* ما هي علاقتكم مع الإدارة في السويداء؟ تشكلت إدارة ذاتية في السويداء، وهناك اتفاق سوري أردني-أميركي لخريطة الطريق للحل في السويداء، ما قراءتكم لهذا الاتفاق وللإدارة الذاتية في السويداء؟ 
- نحن ندعم فعلا أي خطوة تؤدي إلى الاستقرار وتؤدي إلى الأمان، والإخوة الدروز إذا كانوا يرون أمنهم واستقرارهم فعلا بهكذا اتفاقية فنحن معهم. 

* هل هناك تنسيق بينكم وبينهم؟ 
- هناك تنسيق وتواصل وتبادل آراء بالتأكيد. 

* هناك تنسيق سياسي، أو يمكن أن يكون هناك تنسيق عسكري؟ 
- أعرف أن هناك تنسيقا سياسيا. 

* هناك تنسيق سياسي بينكم وبين الإدارة؟ 
- أعرف التنسيق السياسي، طبعا يوجد بيننا تنسيق سياسي، وهناك تنسيق على مستوى الفئات المجتمعية والمجتمع المدني. 

* التنسيق السياسي بين مَن ومَن؟ بينك وبين الشيخ حكمت الهجري؟ هل هناك تواصل بينك وبينه؟ 
- "مجلس سوريا الديمقراطية" لديهم تواصل منذ زمن، "الإدارة الذاتية" هناك تنسيق، هناك تواصل مع حكمت الهجري ومع غيرهم، المكونات أو الاشخاص أو الكتل الموجودة في السويداء. هناك تواصل مع الجميع. 

* أحد الأشخاص الذين لعبوا دورا أساسيا في خريطة طريق السويداء هو السفير توم باراك، المبعوث الأميركي إلى سوريا السفير الأميركي في تركيا. كيف تقيمين دور توم باراك؟

- توم باراك يبذل فعلا مجهودا كبيرا في سبيل أن نصل لتوافقات سريعة، وهذه الجهود مشكورة. صحيح أنه يجب أن تكون هناك توافقات، وخوفه وهواجسه أنه يمكن أن ينفجر الوضع مرة أخرى. هذه الهواجس أعتقد غالبية الدول تعيشها، سواء كانت الإقليمية وإن كانت الدولية تعيش هذا الهاجس، ونحن السوريين نعيش هذا الهاجس، بمعنى أن لا تحدث انفجارات جديدة بسوريا حتى لا يتم ارتكاب مجازر جديدة، خائفون من هذا الأمر. المبعوث الأميركي فعلا يبذل مجهودا ونحن داعمون لهذه الجهود. التعرف على الوضع بشكل واقعي أكثر وأعتقد تدريجيا ستصبح هناك معرفة أكثر بالواقع الموجود ويتفهم كيف يمكن أن تتم مراعاة مصالح دول الجوار باعتبار أن هناك هواجس للدول المجاورة لسوريا، إن كان العراق، إن كان الأردن، إن كانت إسرائيل، إن كانت تركيا، إن كان لبنان، كلهم لديهم هواجس. فمراعاة هواجس هذا العدد الكبير من الدول، ومراعاة أن يجري اتفاق سريع، خلْق التوازن والوصول إلى توازن في هذا الموضوع مهم جدا حتى تكون هناك عملية سليمة. 

* إن أردت أن أفهم كلامك بشكل غير دبلوماسي، تقصدين أنه متعجل قليلا، هو متعجل في الوصول إلى اتفاقات وأيضا ربما يحتاج إلى وقت ليدرك بعمق تعقيدات الواقع السوري والإقليمي. هل هذا قصدك؟
- حاليا نرى أنه متفهم، بالبدايات كان متعجلا جدا. لكن حاليا أعتقد أن الخطوات التي يخطوها ربما أكثر واقعية. وبالتالي الجهود التي يبذلها سنكون داعمين لها في سبيل الوصول.

المكونات غير مستعدة لأن تشارك حكومة مركزية بهذا التزمت. إن أردنا أن نلعب دورا شكليا فقط بالحكومة في دمشق ونقول إن هناك مكونات ممثلة في الإدارة فلن يحصل هذا الشيء

* في 9 يوليو/تموز الماضي، خلال زيارة الجنرال مظلوم إلى دمشق، وكان توم باراك، كان يفترض أن تكون هناك جولة تفاوضية لكن الذي حصل في النهاية أن الجولة جرت بين فريق الجنرال عبدي والشيباني، وكان توم باراك موجودا، وقيل إن السفير الأميركي انسحب من الجلسة. هل بتقديرك أن الانخراط الأميركي بينكم وبين الحكومة السورية يساهم في الوصول إلى تفاهمات أم في تعقيد المشهد؟
- تصحيح بعض المعلومات مهم حقيقة. أنا كنت في الاجتماع وهو كان لديه موعد مع الرئيس الشرع كان من المفترض أن يلتقيه، والاجتماع طال من الساعة التاسعة صباحا واستمر الاجتماع إلى الثالثة بعد الظهر، لكن بآخر الاجتماع حدث توتر وبالتالي كان (باراك) مضطرا أن يترك الاجتماع ويذهب إلى اللقاء.

هل لك أن تخبرينا عن سبب التوتر؟
- التوتر كان بموضوع دير الزور، موضوع التسليم وموضوع الاندماج، هل نحن سنسلم دير الزور أم نريد دمجها؟ فكان الخلاف حول هذا الموضوع ولهذا حصل توتر. لكن بالتأكيد الدور الأميركي بخلْق التوازن مهم. بالبدايات كنا نتصور أن الأميركيين فعلا مهتمون بترتيب الوضع الداخلي في دمشق وإدماج المكونات فيها. رأينا مجهودا كبيرا كان يبذله المسؤولون. لكن الاندماج أو الدمج هل سيكون بسرعة أم إنه سيكون عبر خطوات؟ هنا الدراسة في تصوري لم تكن واقعية كثيرا. سنوات من الحروب والصراعات والأحقاد... إلخ. وفجأة نأتي وكأنه لم يحدث شيء، هذا يصبح أمرا خياليا. لكن حاليا نرى أن دورهم مهم، خلْق هذا التوازن بالتأكيد مهم، الحفاظ على موضوع خطوة بخطوة العملية تسير وهذا أيضا مهم. حاليا يسيرون بهذا.
* سؤال محدد عن السفير باراك ثم ننتقل إلى نقطة أخرى. هل القول إنه أقرب إلى المقاربة التركية للموضوع السوري قول صحيح، من خلال لقاءاتك معه؟
- لا أستطيع أن أصفه بهذا الشكل، لكن أعتقد أنه حاليا مهتم جدا بأن يرى خطوات اندماج في الحكومة السورية، باعتبار أن الجميع يقول يجب أن تكون هذه الحكومة شاملة جامعة. يعني ضروري أن تكون شاملة. وحتى الآن لم يحصل "تشميل" (اندماج) يعني لا شمال شرق سوريا اندمجت ولا السويداء اندمجت ولا العلويون ولا المسيحيون... وهذا مع مرور الوقت يخلق إشكالية بالنسبة للسوريين أولا وبالنسبة إلى القوى الأخرى ثانيا، فهذه معضلة. هناك تزمت بدمشق أيضا، يعني بدمشق لهم تصور خاص بإدارة سوريا. وهذا يؤدي إلى التأزم. المكونات غير مستعدة لأن تشارك حكومة مركزية بهذا التزمت. إن أردنا أن نلعب دورا شكليا فقط بالحكومة في دمشق ونقول إن هناك مكونات ممثلة في الإدارة فلن يحصل هذا الشيء.

غدا حلقة ثالثة وأخيرة:
إلهام أحمد لـ"المجلة": هذه رسائل حملها الجنرال الأميركي من عبدي للشرع
 

font change