الفنتانيل في الولايات المتحدة... قضية أمن قومي

ديانا استيفانيا روبيو
ديانا استيفانيا روبيو

الفنتانيل في الولايات المتحدة... قضية أمن قومي

تشهد الولايات المتحدة مستويات غير مسبوقة من الوفيات الناجمة عن جرعات المخدرات الزائدة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى الـ"فنتانيل" (Fentanyl)، وهو أفيون صناعي يوازي مفعوله خمسين ضعف الهيروين ومئة ضعف المورفين.

وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، سجل في عام 2023 أكثر من 105 آلاف حالة وفاة بسبب الجرعات الزائدة، وهو العام الثالث على التوالي الذي يتجاوز فيه العدد حاجز المئة ألف وفاة. وقد ارتبطت المواد الأفيونية الصناعية، وفي مقدمها الفنتانيل، بأكثر من 70 ألف وفاة، أي نحو 68 في المئة من الإجمالي.

للمقارنة، فإن عدد الوفيات الناجمة عن الفنتانيل سنويا يفوق اليوم الخسائر الأميركية في حرب فيتنام التي بلغت 58,220 قتيلا على مدى أكثر من عقد.

تعود معظم وفيات الـ"فنتانيل" إلى الإنتاج غير المشروع وليس إلى الأدوية الموصوفة قانونا. إذ تنتج المواد الأولية في الصين، ثم تشحن إلى المكسيك قبل أن تهرب إلى الولايات المتحدة. وقد جعلت هذه السلسلة من الإمداد قضية الفنتانيل محورا رئيسا في القمة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جين بينغ، حيث وافق ترمب على خفض بعض الرسوم الجمركية إلى النصف في مقابل تعهد الصين بالحد من تصدير المواد الأولية التي تدخل في تصنيع الفنتانيل.

تعتبر واشنطن أن "وباء" الفنتانيل يمثل تهديدا للأمن القومي، نظرا لحجم الوفيات الهائل، وارتباطه بشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وما ينطوي عليه من أخطار على استقرار المجتمع الأميركي. أما بكين، فتنفي مسؤوليتها المباشرة، مشيرة إلى حظرها فئة مواد الفنتانيل عام 2019، وتلقي باللوم على الطلب الأميركي المرتفع والإفراط في وصف المسكنات بوصفهما المحركين الرئيسين للأزمة.

font change