عُدّت دعوة الرئيس دونالد ترمب لمساعديه إلى النظر في إمكان تصنيف فروع "الإخوان المسلمين" في مصر ولبنان والأردن، انتصارا كبيرا على الجماعة التي باتت مطاردة في قسم كبير من العالم ولم يبق لديها غير قلة من الحلفاء.
الأمر التنفيذي الصادر في 25 نوفمبر/تشرين الثاني والذي يمنح المسؤولين في إدارة ترمب 45 يوما لفرض عقوبات إذا رأوا أنها مبررة، أعاد تسليط الأضواء على الجماعة وتاريخها وأفكارها وممارساتها.
بيد أن جزءا وازنا من الكتابات والمراجعات التي نُشرت أخيرا، اكتفى بسرد ما هو معروف ومتداول عن "الإخوان" ومرشديهم وسياساتهم وقصصهم في مئات المؤلفات، وصورت مسلسلات تلفزيونية حول نشأة "الإخوان" وعلاقاتهم مع السلطات في الدول التي نشطوا فيها ومع قوى دولية سعوا إلى كسب ودها وسعت هي إلى تحريكها لمصالحها. ما يدعو إلى الأسف أن غالبية الأعمال المنشورة بعد موقف ترمب تجنبت محاولة الإجابة عن الأسئلة الأعمق قليلا من سطح الحدث. وإذا كان على الخبر أن يجيب عن خمسة أسئلة (من– متى– لماذا– كيف– أين) ليُعتبر خبرا صحيحا، فإن ما طالعنا في الأعمال التي وصلتنا لا يهتم حتى بأن يكون خبرا صحافيا قبل أن يكون بحثا أكاديميا أو عملا توثيقيا. ذلك أن إبداء العداء للجماعة تغلب على تفسير أسباب الموقف السلبي منها.
بذلك، يبقى "الإخوان المسلمون"- وفق هذه الكتابات- مجموعة من الأشخاص الذي تحركهم دوافع غامضة وقوى دولية تضمر الشرّ للمجتمعات العربية والمسلمة، متسترة برداء الإسلام فيما تعمل على تقويض كل ما يمت بصلة إلى التقدم والتنمية والحداثة في بلداننا وصولا إلى ابتداع سياسات وطقوس اجتماعية لم تكن معروفة. فهؤلاء قوة جاءت من ظلام القرون الماضية وتهدف إلى إطباق قبضتها على السلطة خدمة للغرب أو الشرق أو من يدفع أكثر.




