قمة مكة: إشادة بحرص خادم الحرمين على لمّ شمل الأمة الإسلامية

قمة مكة: إشادة بحرص خادم الحرمين على لمّ شمل الأمة الإسلامية

[caption id="attachment_55237838" align="aligncenter" width="620"]إشادة إسلامية بحرص خادم الحرمين الشريفين على لمّ شمل الأمة إشادة إسلامية بحرص خادم الحرمين الشريفين على لمّ شمل الأمة[/caption]


بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يجتمع غداً في مكة المكرمة قادة ورؤساء العالم الإسلامي لمناقشة الملفات الصعبة والساخنة التي تشتعل في العديد من دول العالم الإسلامي والعربي، ولاسيما والمنطقة تمر بظروف استثنائية تستدعي الاجتماع في قمة استثنائية وطارئة لمناقشتها ومعالجتها.

وقد رحبت شخصيات إسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عقد قمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية التي تواجه كثيرا من المخاطر واحتمالات التجزئة والفتنة، وعدوها مبادرة صادقة تنم عن حرص السعودية على تعزيز التضامن الإسلامي والعربي وجمع الكلمة.
فقد نوه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بالدعوة لقمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة مؤكدا أن الدعوة للقمة جاءت في وقتها للم شمل الأمة الإسلامية وتأكيد اللحمة بين البلدان الإسلامية متمنيا أن تخرج قمة مكة بنتائج ملموسة لصالح الأمة الإسلامية.

في حين أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن دعوة خادم الحرمين إلى عقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي، تجسد حرصه على دعم مسيرة العمل الإسلامي المشترك في المجالات كافة. وأعرب في تصريح لدى مغادرته عمّان متوجهاً إلى المملكة، عن أمله في أن يتبنى المؤتمر قرارات جديدة من شأنها دعم القضايا التي تهم دول العالم الإسلامي.
كما رحب مفتي الجمهورية التونسية الشيخ عثمان بطيخ بدعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي، وقال إن هذه الدعوة تنبع من روح إيمانية قوية ومن وعي كبير بخطورة المرحلة وتداعياتها، مؤكدًا أن الأمة تحتاج اليوم وبصورة عاجلة إلى أيادي مخلصة تلم شتاتها وتجمع أفرادها وتقيمها على منهج الإسلام.

كما أشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بحرص السعودية على وحدة الأمة الإسلامية، وتضامن دولها، وتعاون شعوبها ومؤسساتها، وعقدها المؤتمرات الإسلامية لعلاج مشكلات الأمة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه شعوبها. جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي أشاد فيه بمبادرات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز الهادفة إلى توحيد الصف الإسلامي، وبدعوته لعقد مؤتمر قمة التضامن الإسلامي الاستثنائي بجوار الكعبة المشرفة.

وقال البيان إن المملكة سعت وما زالت تسعى إلى تحقيق التضامن الإسلامي منذ قيامها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي جمع قادة الأمـة وعلماءها في كثير من المؤتمرات واللقاءات، وسار أبناؤه سعود وفيصل وخـالد وفهد رحمهم الله على نهجه في توحيد الصف الإسلامي والتضامن بين الدول الإسلامية، وأن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بذل وما زال يبذل الجهود المتواصلة لتحقيق التعاون والتضامن والتكافل والتراحم بين المسلمين.

[caption id="attachment_55237839" align="alignleft" width="300"]مكة المكرمة تتزين لاستقبال رؤساء وقادة الدول الإسلامية مكة المكرمة تتزين لاستقبال رؤساء وقادة الدول الإسلامية [/caption]

وسوف تطرح ملفات ساخنة على طاولة قمة التضامن الإسلامي من أهمها الملف السوري، والعنف الدموي المستمر في سوريا، حيث أكد أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن قمة مكة المرتقبة من المقرر أن تتخذ قرارات قوية فيما يتعلق بالملف السوري لوقف حمام الدماء.
وقال: "نحن أمام ضرورة اتخاذ قرار لحماية الشعب السوري، والوضع في تطور كل يوم، والقمة عندما تنعقد ستنظر في تطورات الوضع، وتتخذ أعلى قرار ممكن لإيقاف سفك الدماء".
وأضاف أوغلو: "إن معالجة هذا الحال تستدعي عملاً سريعًا على أعلى المستويات، وجمع شمل الأمة لتكون يدا واحدة، ووقف العنف وحل المشكلات بالحوار الوطني الداخلي، وإعادة الأمن والطمأنينة لتلك الدول، وستكون هذه القمة بداية انطلاق مرحلة جديدة".

وأكد أوغلو أن قمة مكة المكرمة ستبحث أيضاً الملف الفلسطيني وقضية المسلمين في بورما. وقال إن "العالم الإسلامي اليوم يواجه تحديات لم يشهدها منذ الحرب العالمية الأولى، ولا بد من النظر في طريقة جديدة للتعامل مع العالم المعاصر".
وفي ذات السياق كشف الأمين العام المساعد لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون الإنسانية السفير عطاء المنان بخيت أن نتائج بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المنظمة إلى ميانمار في بورما ستعرض على الاجتماع الوزاري الإسلامي، وتتضمن برنامجاً للدعم الإسلامي لمسلمي الروهينجا، وسيعقب ذلك لقاء للمنظمات الإنسانية للتشاور حول العمل المشترك، مؤكداً أن البرنامج الإغاثي سيبدأ بعد العيد مباشرة.

يذكر أن ملوك ورؤساء ثلاثين دولة إسلامية قد وافقوا على مشروع ميثاق المؤتمر الإسلامي بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية شهر محرم عام 1392هـ /1972 حيث يعد هذا المشروع الجهاز الأعلى لمنظمة التعاون الإسلامي ،ويتم عقده كل ثلاث سنوات أو كلما تقتضي مصلحة الأمة الإسلامية، للنظر في القضايا العليا التي تهم ‌العالم الإسلامي وتنسيق سياسة المنظمة تبعًا لذلك‌.
وللتحضير لجدول أعمال وبرنامج مؤتمر القمة الإسلامي لرفعه للقادة، يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء اجتماعاً يسبق القمة للنظر في بنود القمة ومناقشة مختلف القضايا المطروحة والبت فيها بما يرونه محققاً للمصالح العليا للأمة الإسلامية.
font change