تحولت العاصمة الخرطوم إلى مدينة أشباح، بعد أن غادرها أكثر من ثلثي سكانها فرارا من الحرب بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود "قوات الدعم السريع"
بعد أن تخطت الحرب شهرها السادس ودخلت في نصف العام الجديد، لا يزال أطرافها ومؤيدوهم يؤكدون كل صباح أن حسمها عبر الآلة العسكرية ممكن وقريب، ولكن الطرفين منفصلان عن الواقع
منذ اندلاع الحرب الأخيرة بين الجيش و "قوات الدعم السريع"، ظل أمر توحيد القوى السياسية المدنية في جبهة موحدة مطروحا بشدة في النقاشات السياسية المرتبطة بالشأن السوداني
بعد أن أبدى المجتمع الدولي رفضه لما جرى في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 عاد البرهان مرة أخرى إلى المسار السياسي وجلس مع القوى السياسية، وقدم تعهدا جديدا وهو خروج المؤسسة العسكرية من السياسة
ما يجعل مهمة "سحق قوات الدعم السريع بالكامل" بالغة الصعوبة أن هذه "القوات" تلقت تدريبا متقدما على يد قوات الجيش نفسها، وانتدب لها أفضل الضباط من الجيش السوداني، ولديها تسليح وقدرات قتالية هائلة