انهارت مبادرة السلام الأخيرة لمفاوضات وقف الحرب في السودان بسبب عدم حضور الوفد الحكومي، كما أن الأجدى حل معضلة التمثيل عبر مشاركة وفد "تقدم" بشكل معلن ضمن الوفد التفاوضي لـ"قوات الدعم السريع":
أصر الوسيط الأميركي على تقديم دعوة المفاوضات في جنيف للجيش وليس للحكومة السودانية، وهو ما رأت فيه الأخيرة انتقاصا من السيادة، لكن مجرد انعقاد المفاوضات يدل على تزايد الاهتمام الدولي بحل الأزمة هناك:
لا تسير "حرب الجنرالين" لصالح السودانيين وسط صعوبات اقتصادية ومعاناة إنسانية، ويتفق الجميع على أن ما قبل مفاوضات جنيف المقررة في 14 أغسطس، لن يكون كما بعدها بصرف النظر عن نتائجها والمشاركين فيها:
تعدد المنابر أتاح للطرفين المتقاتلين، الجيش و "قوات الدعم السريع"، التنقل بين المنابر المختلفة وتفادي التزامات العمل على إيقاف الحرب، لكن الوقت حان لتجاوب السودانيين مع المبادرات:
الوضوح وشفافية مسار التفاوض، هما الضمان لأن يصبح شعار وقف الحرب جماهيريا لكل السودانيين وليس مجرد لافتة سياسية لاتؤدي الى وقف "حرب الجنرالين" المستمرة منذ ابريل 2023:
تمويل العون الإنساني للسودان شهد خذلانا كبيرا من المجتمع الدولي منذ اندلاع الحرب، ففي العام 2023 أصبح تعداد المواطنين المحتاجين إلى المعونات الإنسانية بحسب إحصاءات الأمم المتحدة 24.7 مليون مواطن
عام كامل من الدم والنار في السودان خلّف أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم في الوقت الحالي، ورمى بلد النيل الخصب في فم المجاعة، بينما لا يزال أفق الخروج من أتون القتال غامضا
لم يكتب الله على السودانيين هذه المعاناة والدمار كقدر مفروض عليهم، بل كان ذلك بسبب صراع سياسي أُسيئت إدارته، وطموح وشبق للسلطة من بعض الذين لا يستحقونها
اليمن بكل أوضاعه السياسية والعسكرية والإنسانية مشكلة كبيرة معقدة لنفسه ولجيرانه وأصدقائه حول العالم الذين يعتقدون أن انقساماته أو انفصال جنوبه عن شماله لن يؤدي إلا إلى صومال جديدة في المنطقة المضطربة