شهد اقتصاد سلطنة عمان خلال السنوات الأخيرة نشاطا متسارعا وغير مسبوق، مع استمرار ارتفاع مؤشرات النمو في مختلف المحافظات، ولا سيما الكبرى منها مثل مسقط وصلالة وظفار. وقد انعكس هذا الحراك الاقتصادي في توسع عمراني وجغرافي ملحوظ، مدفوعا بارتفاع عدد السكان الذي بلغ نحو 5,32 ملايين نسمة وفقا لأحدث إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
يواكب هذا النمو السكاني المتسارع حاجة أكبر إلى فرص العمل والمشروعات الإنتاجية، وهو ما شكل حافزا وضمانا في الوقت نفسه للحكومة العمانية لوضع خطط تنموية بعيدة المدى لمستقبل البلاد.
يأتي ذلك مع بدء العد التنازلي لانتهاء الخطة الخمسية العاشرة التي انطلقت عام 2021 وتختتم بنهاية عام 2025. وتعد هذه الخطة اللبنة الأساس التي انبثقت منها رؤية عمان 2040، كما تمثل مرحلة مفصلية في النهج التنموي، إذ تجسد جيلا جديدا من التخطيط القائم على التغيير والتكيف المستمر.
الخطة الخمسية ميزان الاقتصاد العماني
تتموضع الخطة الخمسية كإحدى الدعامات الرئيسة للاقتصاد العماني، إذ تمكنه من التكيف مع التحولات الاقتصادية والتغيرات العالمية، بما في ذلك الأزمات المالية الناجمة عن جائحة "كوفيد-19" أو الصراعات الإقليمية مثل الحرب التي اندلعت بين إيران وإسرائيل في يونيو/حزيران الماضي، والتي قد تشكل عقبة أمام مصالح السلطنة واستقرارها الاقتصادي.