أجرت "جمهورية شمال قبرص التركية"، المعترف بها دولة مستقلة من قبل تركيا فقط، انتخاباتها الرئاسية التاسعة يوم الأحد الماضي.
وحقق توفان إرهورمان، زعيم "حزب الشعب الجمهوري التركي" المعارض، فوزا كاسحا، إذ حصل على نسبة 62.80 في المئة من الأصوات، متفوقا على الرئيس المنتهية ولايته إرسين تاتار الذي تولى المنصب خلال السنوات الخمس الماضية. وسيتولى إرهورمان منصب الرئيس ليصبح سادس رئيس للجمهورية منذ تأسيسها عام 1983.
وقد حملت هذه الانتخابات أهمية خاصة لمستقبل الجمهورية، وعلاقاتها مع تركيا، وللوضع الجيوسياسي في شرق البحر الأبيض المتوسط. فلم يقتصر تصويت القبارصة الأتراك على اختيار رئيس جديد، بل شمل أيضا تحديد توجههم السياسي والشخص المفاوض الذي سيتولى تمثيلهم في المحادثات الدبلوماسية المقبلة لحل القضية القبرصية.
وقد اعتُبرت الانتخابات الرئاسية في شمال قبرص بمثابة استفتاء حاسم بين خيارين متباينين داخل المجتمع التركي القبرصي، بين من يدعم حل الدولتين ومن يتمسك بالحل الفيدرالي.
إذ كان الرئيس المنتهية ولايته إرسين تاتار قد دافع عن خيار "حل الدولتين"، مؤكدا أن التوصل إلى حل عادل لا يكون ممكنا إلا عبر قيام دولتين مستقلتين تتمتعان بالمساواة في السيادة وتسعيان لاحقا إلى اعتراف دولي.
في المقابل، دعا توفان إرهورمان إلى إقامة شراكة بين القبارصة الأتراك واليونانيين ضمن إطار "جمهورية قبرصية مشتركة"، تقوم على دولتين مكوّنتين وعلى أساس المساواة السياسية بين المجتمعين.
وقال الرئيس المنتخب إرهورمان: "أؤكد أنني سأتعامل مع كامل المسؤوليات المتعلقة بالسياسة الخارجية بالتشاور الوثيق مع تركيا، ولن أوافق على أي خطوة تتجاوز ما يُتفق عليه في إطار هذا التشاور".
جاءت هذه التصريحات على خلاف ما كان القبارصة اليونانيون يأملون سماعه من إرهورمان، الذي أشادت به الصحافة اليونانية باعتباره "مرشحا مؤيدا لإعادة التوحيد"، و"معتدلا هزم مرشحا متشددا في تصويت محوري قد يسهم في إحياء المحادثات المتوقفة التي ترعاها الأمم المتحدة لإعادة توحيد قبرص".