الرئيس الأسبق لشطر قبرص الشمالي لـ«المجلة»: نرفض تدخلات إردوغان في شؤوننا وحلوله محظورة أممياً

انتقد مقترح إردوغان الساعي إلى حلّ الدولتين في الجزيرة المتوسطية

محمد علي طلعت الرئيس الأسبق لشطر جزيرة قبرص الشمالي

الرئيس الأسبق لشطر قبرص الشمالي لـ«المجلة»: نرفض تدخلات إردوغان في شؤوننا وحلوله محظورة أممياً

القامشلي: لم تتوقف ردود الفعل الغاضبة من زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الشطر الشمالي من جزيرة قبرص قبل أكثر من أسبوعين ومقترحاته بشأن إقامة دولتين فيها، لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأطراف إقليمية أخرى، فقد وصف مسؤولون بارزون في الجزيرة التي اجتاح الجيش التركي شطرها الشمالي قبل 47 عاماً، الحلول التي يطرحها إردوغان بـ«غير الممكنة».

وعبّر مسؤول تركي قبرصي بارز عن رفضه لمقترحات إردوغان لحل أزمة الجزيرة المتوسطية بعد زيارته إليها أواخر شهر يوليو (تموز) الماضي، والتي انتقدتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وكان الرئيس التركي قد زار شطر الجزيرة الشمالي بحلول الذكرى السنوية لاجتياح جيش بلاده لتلك المنطقة في عام 1974، حيث قُسِمت قبرص على أثرها إلى جزأين، شمالي يعيش فيه الأتراك، وجنوبي يقطنه قبارصة يونانيون.

وكذلك اعترضت اليونان وقبرص على زيارة إردوغان ومقترحاته الساعية لإقامة دولةٍ تركية في شمالي الجزيرة. كما أعربت مصر عن قلقها من الوضع في قبرص واعترضت على نية الرئيس التركي بإعادة فتح منطقة فاروشا التي تعد رمزاً لتقسيم قبرص.

ومن جانبه، قال محمد علي طلعت الرئيس الأسبق لشطر الجزيرة الشمالي الذي لا يعترف به أحد كدولة سوى تركيا لـ«المجلة» إن «الصراع في قبرص هو بين شعبين وكذلك بين قوى كبرى تهتم بهذا البلد، لذلك لا يمكن أن نعتبر أن الرئيس التركي تسبب في مشكلتها»، مضيفاً أن «زيارته إلى الجزيرة لن تؤثر على إيجاد حلّ للمشكلة القبرصية، لكن طروحاته ومقترحاته التي قدّمها خلالها تتناقض مع مفاهيم المجتمع الدولي وحلول الأمم المتحدة، وبالتالي لا يساعد نهج إردوغان في إيجاد حلولٍ لمشكلتنا».

وإلى نص الحوار:

 

* من السبب إذن في تفاقم أزمة قبرص إن لم يكن إردوغان؟

- إن مشكلتنا في قبرص لم تبدأ بإردوغان ولن تنتهي به، لكن مقترحه بشأن إقامة دولتين فيها إحداهما تركيّة والأخرى يونانيّة غير مقبول بالنسبة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي لن يوافق على مثل هذا الحل، خاصة وأن موقفه لم يتغير بعد من هذا الطرح، ولهذا باعتقادي أن حل الأزمة القبرصية يكمن في تقسيمها عبر إنشاء نظامٍ فيدرالي فيها يقوم على أساس دولتين اتحاديتين للشعبين التركي واليوناني القبرصي.

 

* ترفضون مقترحاته. هل هذا يعني أنكم ترفضون تدخّلاته في شؤونكم؟

- لقد سبق لمجلس الأمن أن اتخذ قراراتٍ بشأن قبرص والفكرة الأساسية منها هي إعادة توحيد الجزيرة من جديد، وهو ما يجعل المقترح التركي بشأن قيام دولتين فيها حلاً محظّوراً، ولذلك نعتبر أن التدخّلات التركية في شؤوننا الداخلية غير مقبولة.

 

* لكن الرئيس التركي يزور بلادكم ويريد أن يبني لكم قصراً رئاسياً ومبنى للبرلمان. كيف تعلّقون على ذلك؟

- نحن ننتقد هذه التدخّلات ونرفضها ونؤمن بأنه يجب أن نحكم البلد بأنفسنا دون أي تدخّلٍ خارجي، حتى من تركيا نفسها. هذا الأمر مفهومٌ عام لدينا وكذلك بالنسبة إلى شعبنا الذي يرفض هذه المسألة. كما أن إعلانه عن بناء قصرٍ رئاسي ومبنى للبرلمان وحديقة، هي أمور لا تقع ضمن أولوياتنا، ولا نحتاجها، لوجود مشاكلٍ أهم لدينا، فاقتصاد بلادنا ليس بحالةٍ جيدة نتيجة جائحة كورونا ولدينا مشاكل عديدة خدمية وصحية ومالية، ونتيجة ذلك لا نوافق على هذا المقترح أيضا.

مؤتمر «برلين-2» حول ليبيا... ملف الميليشيات أكبر التحديات

font change

مقالات ذات صلة