تقارير أميركية تحذّر: الكونغو وأوغندا في مرمى داعش

الجماعة الإرهابيّة بدأت بتجهيز مقاتليها لاستخدام الأحزمة الانتحارية

تنظيم داعش في أفريقيا

تقارير أميركية تحذّر: الكونغو وأوغندا في مرمى داعش

واشنطن: انتقدت تقارير أميركية مؤخراً، إدارة الرئيس جو بايدن لتجاهلها ما وصفته بـ«داعش في خط الاستواء». وحذّرت التقارير من أن أفريقيا جنوب الصحراء، قد تكون بعد غرب أفريقيا ميدان العنف والفظائع التالي لداعش.

وفي وقتٍ لم ينفوا الهجمات الجماعية العنيفة في دول مثل الكونغو وأوغندا، قلّل مسؤولون في إدارة بايدن من شأن علاقات هذه الجماعات بتنظيم داعش الرئيسي في الشرق الأوسط.

 

انتقادات للمشكّكين

تحت عنوان «إنكار الروابط بين القوات الديمقراطية المتحالفة والإسلاميين المتشددين يعرض المدنيين للخطر»، نشرت مؤسسة «بريدجواي»، ومقرّها في هيوستن (ولاية تكساس)، تقريرا يقول إنّ تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن أوّل هجوم له في أوغندا، وذلك عندما هزّ تفجيران انتحاريان متزامنان وسط مدينة كمبالا، في نوفمبر (تشرين الثاني)  الماضي، وأجبر البرلمان الأوغندي على إيقاف جلساته.

وأضاف التقرير أنّ الهجمات نفّذتها الجماعة الموالية لتنظيم داعش في جمهورية الكونغو الديمقراطيّة، والتي تسمي نفسها ولاية أفريقيا الوسطى الإسلامية (آي إس سي إيه بي). وتعرف محليا باسم القوات الديمقراطية المتحالفة (إيه دي إف).

وانتقد التقرير: «المشككين الذين يشعرون بالقلق من أن الاعتراف بوجود علاقة بين داعش والقوات الديمقراطية المتحالفة، سوف يقلّل من الاهتمام بالحروب والاشتباكات الداخلية الناتجة عن منافسات اقتصادية، وإثنية».

بدوره نشر the Program of Extremism(برنامج التطرف) التابع لجامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة تقريرا عنوانه «الدولة الإسلامية في الكونغو».

ونقل التقرير قول موسى بالوكو، زعيم الجماعة الإرهابيّة: «بعون من الله، لم يعد هناك ما يسمى تحالف القوى الدّيمقراطيّة. حقيقة، لم يعد التحالف موجودا منذ وقت طويل... في الوقت الحاضر، نحن ولاية أفريقيا الوسطى. هذه واحدة من ولايات كثيرة تتكوّن منها الدّولة الإسلامية التي تخضع للخليفة وزعيم المسلمين جميعاً، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي».

بحسب التقرير، تأسس تحالف القوى الديمقراطية في عام 1995 كحركة إسلامية متشدّدة في أوغندا، ثم توسّع إلى غابات شرق الكونغو خلال العشرين عاما التالية.

لكن، وحسب معلومات من أعضاءٍ سابقين، واجهت المجموعة نقصا كبيرا في التمويل، وكادت تنهار. ثم في عام 2017. بدأ التحالف يتلقّى أموالا من مصادر إسلاميّة خفية في كينيا وأوغندا، ثم بايع زعيم التحالف، موسى بالوكو، تنظيم داعش.

تزايد أعمال العنف في الكونغو

اتفاق بين كينيا والكونغو بعد تهديدات داعش

وقال تقرير آخر أصدرته مؤسسة «جيمستاون»، ومقرّها في واشنطن العاصمة، إنّ كينيا والكونغو «وقّعتا اتفاقا حول الأمن والدفاع، وسط تهديدات متزايدة من تنظيم داعش في شرق الكونغو. وإن الاتفاقية وقعها الرئيسان: الكيني أوهورو كينياتا، والكونغولي فيليكس تشيسكيندي».

وأضاف التقرير أنّ «المجازر الأخيرة التي ارتكبها تحالف القوى الديمقراطية في شمال كيفو (الكونغو)، تؤكّد على أنّ تنظيم داعش ينشر الخوف، ليس فقط بقطع رؤوس الناس، إنّما أيضا بنشر فيديوهات فظيعة عنها. الأمر الذي يشبه ما حدث في سوريا، وأجزاء أخرى من العالم، حيث ينشط تنظيم داعش».

في نفس الوقت، نقل التقرير تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين بأنّ هذه الأنشطة العنيفة قد لا تكون مرتبطة مباشرة بتنظيم داعش الرئيسي في الشرق الأوسط، وقد تكون مجرد استمرار، أو أنشطة جانبيّة، للتدخّلات المستمرّة منذ عقود من قبل قوات حكومتي رواندا وأوغندا في الكونغو.

وأضاف التقرير: «ينزعج المدنيون في الكونغو بشكلٍ متزايدٍ من الهجمات الإرهابيّة الإسلاميّة. في نفس الوقت، تستمر المؤامرات السابقة لرواندا وأوغندا في الكونغو».

على الجانب الآخر، أكد تقرير جامعة جورج واشنطن، مع الاعتراف بالتدخلات السابقة لقوات حكومتي رواندا وأوغندا في الكونغو، اتصالات موسى بالوكو بتنظيم داعش الرئيسي في الشرق الأوسط، وبفروع أخرى فيما يسمونها «ولايات إسلامية».

وأضاف التقرير: «ظهرت العمليات الإرهابية في الكونغو في وسائل الإعلام التابعة لتنظيم داعش. وكان ذلك قد بدأ في عام 2019. لقد أصبح واضحا أنّ داعش يستفيد من هذه العمليّات الإرهابيّة لإثبات أنّه لا يزال حركة ذات صلاتٍ ونشاطاتٍ على نطاقٍ عالمي. رغم فقدانه السّيطرة على أراضيه السّابقة في سوريا والعراق».

 

غزوات في الكونغو

وفي حين قال هذا التقرير من جامعة جورج واشنطن إنّه «يفحص بشكل منهجي خطوات داعش للتوسّع عالمياً»، ذهب تقرير مؤسسة «بريدجواي»إلى أبعد من الفحص الأكاديمي، وانتقد نقدا شديدا إدارة الرئيس بايدن، انطلاقا من آيديولوجيّة «بريدجواي»المحافظة.

وحذّر تقرير «بريدجواي»من أنّ «تجاهل هذا الارتباط (بين داعش والتحالف الديمقراطي) يعرقل حماية المدنيين ضدّ كل الجماعات العنيفة، المحلية، والقديمة، وتلك التي يديرها لاعبون دوليون في شبكات الإرهاب العالمي».

وأضاف هذا التقرير: «استمرار الخلاف حول صلات التحالف الديمقراطي بداعش، يضعف الجهود الغربية للمساعدة في إيجاد حل دائم للعنف المتصاعد من قبل التنظيم».

قبل سنوات قليلة، دخلت مؤسسة «بريدجواي»في شراكة مع «هيومان رايتس ووتش»(منظمة مراقبة حقوق الإنسان)، ومركز أبحاث الكونغو في جامعة نيويورك، وأسسا برنامجا لرصد وتحليل الأحداث في شرق الكونغو.

وقال تقرير «بريدجواي»إنّ الإرهابيين أصبحوا يتوغّلون في مناطق جديدة، وصاروا يشنون حملات في مقاطعة إيتوري، في شمال الكونغو. وإن موسى بالوكو وصف هذه الهجمات بأنها «غزوات». وأنه قال في خطاب أمام مقاتليه: «أعلنت داعش قبل أيام قليلة أننا سنقاتل ونحتل مناطق جديدة. هذه حرب متعمدة للسيطرة على المزيد من المناطق الجديدة».

حسب التقرير، فإنّ الجماعة الإرهابية أصدرت، في يونيو (حزيران)  الماضي: «أول فيديو لقطع الرؤوس... هذه الفيديوهات العنيفة هي سمة مميزة للتنظيم. وتؤكد حقيقة أن الجماعة الإرهابية تبنت هذه الممارسة، وأيضا آيديولوجية، واستراتيجية الدولة الإسلامية».

وأضاف التقرير أنّ الجماعة الإرهابية «بدأت بتجهيز مقاتليها لاستخدام الأحزمة الانتحارية. وأبلغت أعضاءها أنّ جميع الجهاديين الكبار، بمن فيهم زعيم الدولة الإسلامية السابق أبو بكر البغدادي، كانوا يرتدون هذه الأحزمة».

وكان هجوم نوفمبر (تشرين الثاني) في كمبالا، الذي أغلق البرلمان الأوغندي، قد نفّذه، في نفس الوقت، انتحاريان جهأديان.

font change

مقالات ذات صلة