الدنماركية ناديا نديم: مررت بتجربة صعبة في طفولتي بعد إعدام والدي في أفغانستان

ناديا نديم

الدنماركية ناديا نديم: مررت بتجربة صعبة في طفولتي بعد إعدام والدي في أفغانستان

القاهرة: أكدت الدنماركية ناديا نديم لاعبة الفريق الأول لكرة القدم في نادي راسينغ لويفيل الأميركي، أنها لن تعتزل كرة القدم كما يتردد بسبب الإصابة التي تعرضت لها مؤخراً.

وقالت ناديا نديم التي تنتمي إلى أصول أفغانية في تصريحات خاصة لـ«المجلة» عبر الهاتف إنّ هدفها أن تعود أقوى بعد الإصابة التي تعرضت لها، والتي أدت إلى تمزق في الرباط الصليبي بركبتها اليسرى.

وأضافت: «أخضع لبرنامج علاجي حالياً في العاصمة القطرية الدوحة ولن أعتزل وسأعود أقوى».

ناديا التي عاشت حياة صعبة بسبب نشأتها في أفغانستان، وإعدام والدها، ثم فرارها برفقة أسرتها وتنقلها بين عدة دول حتى استقر بها المطاف في الدنمارك، حيث لعبت للمرة الأولى كرة القدم، وتألقت لتصلح إحدى أهم لاعبات الكرة في العالم.

 وشددت على أن حياتها الصعبة خلقت بداخلها طموحات كبيرة، ليس في مجال كرة القدم فحسب، لكنها نجحت في الحصول على درجة الدكتوراه في الطب مؤخراً وباتت سفيرة للنوايا الحسنة وسفيرة لكأس العالم قطر 2022.

 

ناديا نديم

لناديا نديم قصة صعبة للغاية تحدثت عنها مع «المجلة».

 

* عشت طفولة صعبة للغاية، لا توحي أنّها ستثمر عن قصّة نجاح، ماذا تخبرينا عنها؟

- هذا صحيح، كانت البداية صعبة للغاية، ولدت ونشأت في ظروف صعبة للغاية وأجواء حروب، حتى إنني هربت برفقة أسرتي بعد إعدام والدي إلى باكستان، ومنها قام أحد العاملين بتهريب البشر بنقلنا إلى إيطاليا.

 

* هل لا زلت تتذكرين إعدام والدك؟

- لقد كان الأمر صعباً، بقينا لأيام نعاني مع والدتي وأشقائي، حتى قامت أمي ببيع كل ما نملك لنجد طريقة في الذهاب بعيداً عن المكان.

 

* كيف بدأت علاقتك بكرة القدم؟

- في مخيمات اللاجئين في الدنمارك، كان يوجد إلى جانبنا ملعب للكرة، ورأيت فتيات يلعبن الكرة، وهو ما جذبني إلى هذا العالم، فبدأت هناك حتى انتقلت إلى اللعب في أندية خاصة ومن هنا بدأت الرحلة.

 

* وهل كنتِ تتوقعين هذا التالق مع البداية الصعبة؟

- لا.. سارت الأمور بشكل جيد، ربما تكون مكافأة للحياة الصعبة التي عشتها في طفولتي، لكن كان ذلك حافزا بالنسبة لي كي أتغلب على صعوبات كثيرة واجهتها.

 

* هل لا زلت تحنين إلى بلادك وموطنك الأصلي؟

- رغم أنني ألعب لمنتخب الدنمارك إلا أنّني أحن لموطن والدي، لعبت في صفوف أكبر الأندية في العالم، لكن لا يزال لدي طموحات أكثر.

 

* البعض يتحدث عن صعوبة عودتك إلى الملاعب بعد الإصابة التي تعرضت لها؟

- سأعود أقوى مما كنت، وأخضع حالياً لبرنامج تأهيلي وسأعود إلى الملاعب في غضون 3 أشهر.

 

* هل لا يزال لديك طموحات في عالم الكرة؟

- نعم دون شك، وسأظل شغوفة طيلة حياتي في كل مجال أعمل به.

 

* ما أهم محطاتك كلاعبة للكرة؟

- كل مكان لعبت فيه أشعر أنني فعلت شيئاً جيداً، مانشستر سيتي وباريس سان جرمان، حققت لقب الدوري الفرنسي 2001، وتألقت في الدوري الأميركي، ولعبت في منتخب الدنمارك.

 

* كنت أول لاعبة تحمل جنسية أخرى تشارك ضمن صفوف منتخب الدنمارك.. ما تعليقك؟

- أشعر بامتنان كبير تجاه مسؤولي الدنمارك الذين وثقوا بي، وقدموا أكثر من طلب للفيفا بعد منحي الجنسية للموافقة عليّ.

 

* كيف ترين فرص منتخب بلادك للرجال في كأس العالم المقبلة؟

- لدينا مجموعة صعبة للغاية مع فرنسا وتونس وأستراليا، لكننا نملك منتخباً قوياً بقيادة كاسبر هجولماند، قدم أداءً رائعاً في التصفيات كما بذل اللاعبون جهداً كبيراً يستحق التقدير خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية الأخيرة فوصلوا لنصف النهائي. ينبغي على الجميع التواجد لدعم ومؤازرة المنتخب، من الرائع حضور مباريات الدنمارك، ونأمل أن يحقق نتائج متقدمة.

 

* إلى أي دور تتوقعين أن يستمر منتخب الدنمارك؟

- أتمنى وصوله حتى النهائي لكن البطولة صعبة للغاية.

 

* من ترشحينه لحصد اللقب؟

- البرازيل والأرجنتين مرشحتان دائما لأي بطولة ومعهما فرنسا دون شك التي تملك جيلاً مميزاً والبطولة خسرت بعدم وجود إيطاليا.

 

* كيف تنظرين إلى تنظيم بطولة كأس العالم في الشرق الأوسط؟

- أمر رائع للغاية أن يحدث ذلك لأول مرة، لقد حضرت بعض مباريات كأس العرب التي أقيمت نهاية العام الماضي، وخاصة الجزائر والمغرب، ورأيت الشغف الجماهيري وأسعى لتكرار ذلك والتواجد في المونديال.

 

* سفيرة لليونسكو وحصلتِ على درجة الدكتوراه.. ماذا بعد؟

- الشغف والطموح والرغبة في إثبات الذات، لم ينتهِ حلمي بعد. سأكمل بعد الاعتزال عملي في الطب.

 

ناديا نديم

 

======================

ناديا نديم في سطور

لا تعتبر قصة حياة ناديا نديم ملهمة في مجال كرة القدم فحسب، بل هي ملهمة في المطلق بسبب المعاناة الشديدة التي واجهتها في عمر صغير.

ولدت اللاعبة في 2 يناير (كانون الثاني) عام 1988 بولاية  هرات الأفغانية وسط ظروف بالغة الصعوبة، وحروب ودمار.

نديم قالت في تصريحات سابقة عن طفولتها: «عشت حياة صعبة للغاية، والدتي أرغمت على بيع كل ما نملك في أفغانستان وهربنا من هناك بعد إعدام إحدى الحركات هناك لوالدي، وتولي أحد المهربين نقلنا إلى  باكستان، ثم وصلنا إلى إيطاليا، وانتقلنا إلى الدنمارك».

 وقبل أن تكمل عامها الثاني عشر بدأت ناديا نديم حياتها الجديدة برفقة أشقائها الأربع ووالدتها في مخيم للاجئين في الدنمارك، حيث لعبت الصدفة دوراً كبيراً في تغيير مسار حياتها، إذ كان بجوار المخيم ملعب للكرة، لتبدأ رحلتها بعد احترافها فقد وقّعت أول تعاقد احترافي مع نادي إسكوف باكن عام 2006، قبل أن تنتقل إلى فورتشونا هورينغ عام 2012 وهو ما أتاح لها المشاركة في دوري أبطال أوروبا في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، وبعد تألقها انتقلت إلى الدوري الأفريقي لتلعب في صفوف سكاي بلو موسم 2014، ثم انتقلت إلى نادي بورتلاند ثورنز في 14 يناير 2016، وسجلت مع الفريق تسعة أهداف لتحتل صدارة هدافي الفريق الأول ذلك الموسم، وساهمت مع الفريق في انتزاع درع الدوري الوطني في موسم 2016. وفي الموسم التالي، ساعدت الفريق في الوصول إلى المركز الثاني والفوز ببطولة الكأس.

كانت المحطة الأهم والأبرز في حياة اللاعبة، انتقالها إلى مانشستر سيتي في سبتمبر 2017 حيث خاضت المباراة الأولى مع الفريق في يناير 2018.

على المستوى الدولي، انتظرت ناديا نديم حتى عام 2008 لتحصل على الجنسية الدنماركية ولكن ذلك لم يكن كافياً لتشارك في المنتخب، حتى نجحت المساعي في الحصول على استثناء من الفيفا لتشارك في المنتخب الوطني للدنمارك، وكانت أول مباراة لها مع المنتخب في كأس ألغارف 2009 حيث تعرضت لهزيمة 0-2 ضد الولايات المتحدة، وبذلك أصبحت أول لاجئة تحمل الجنسية الدنماركية تلعب في صفوف الفريق الأول.

 

 

font change

مقالات ذات صلة