ليلى علوي لـ«المجلة»: لم أندم على أي عمل قدمته.. وتعلمت من أخطائي

ليلى علوي لـ«المجلة»: لم أندم على أي عمل قدمته.. وتعلمت من أخطائي

القاهرة: لقبوها بـ«تفاحة السينما المصرية»، فهي جميلة وناضرة ومتألقة دائما، مشوارها الفني كبير، بدأته تقريبا وهي في الثانية عشرة من عمرها، بالمشاركة في فيلم «أنا وابنتي والحب» بطولة هند رستم ومحمود ياسين وشهيرة، لتتابع مسيرتها بعشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، التي شاركت فيها مع كبار النجوم من أجيال مختلفة البطولة، كرمت في أكثر من مهرجان آخرها «سلا» لأفلام المرأة في نسخته الخامسة عشرة في المملكة المغربية، وكعادتها ظهرت متألقة، وأثناء حضورها  فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ 44، التقت «المجلة» مع الفنانة ليلى علوي وكان لنا هذا الحوار:

* ماذا عن أهمية مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي؟ وماذا يختلف في هذه الدورة برأيك؟

- أنتظر هذا الوقت من العام من سنة إلى سنة، لأنّه يحمل حدثا مهما يخص صناعة السينما، ودائما ما يكون لدي عمل على مدار السنة باللجنة الاستشارية العليا مع زملائي من الصناع.. وسعيدة بترميم فيلمين مهمين بوجود مخرج عظيم مثل بيلا تار ومتحمسة جدا لكل الأفلام.

* كيف ترين الضوابط التي وضعها الفنان حسين فهمي الخاصة بزي الفنانات، هل هذا الشرط لائق أم مبالغ فيه؟

- أولا، أبارك للمهرجان عودة حسين فهمي، وعلينا الانتظار حتى نهاية المهرجان للحكم، وأنا متحمسة لـ10 أيام من الاستمتاع.

* ما المقاييس التي تبحثين عنها في أي عمل يعرض عليك ليحظى بالموافقة؟

- أبحث دائماً عن النص في البداية فهو أساس العمل، ودائماً ما أبحث عن الجديد والمختلف، والذي لم أقدمه من قبل، فهذا ما يجعلني أتحمس لتقديم العمل بأن يكون مختلفا تماماً عن كل ما قدمته سابقاً.

* هل لأبطال العمل أي تأثير على قبولك أو رفضك المشاركة في عمل فني؟

- لا أتدخل في عمل المخرج فهو له رؤيته، ولكن أتناقش في اختيار أبطال العمل لأنهم إن لم يكونوا مناسبين للشخصيات المكتوبة سيكون هناك خلل في العمل، ومن الممكن أن تكون هناك وجهة نظر لدى المخرج أو عندي تساعد في الوصول لأفضل نتيجة.

* شاركت أكبر النجوم في أفلامك مثل أحمد زكي وعادل إمام ومحمود حميدة ونور الشريف.. من أكثر النجوم تأثيرا في تكوين ليلى علوي الفني؟

- كل اسم ممن ذكرتهم ترك بصمة في مشواري الفني، فهم من أهم نجوم الوطن العربي الذين شكلوا وجدان وذاكرة الجمهور، وأفلامي التي قدمتها معهم كانت من أهم الأفلام في مشواري الفني، وأعتقد أن هذه الأفلام وكل ما قدمه هؤلاء النجوم إن حرصنا على مشاهدته وتدريسه في المعاهد سنخلق كثيرا من الفنانين المميزين.

* من أكثر الفنانين الذين شاركت معهم في أعمال فنية.. وتفتقدينهم في الفترة الأخيرة؟

- عملت مع كل نجوم الوسط الفني، وأفتقدهم كثيراً فقد صنعنا مشوارا فنيا جميلا وناجحا سوياً، فمن لا يفتقد الملك فريد شوقي وقد قدمت معه كثيرا من الأعمال الناجحة، ومحمود عبد العزيز صاحب خفة الدم الجميلة، وأحمد زكي وسلاسته في تقديم الشخصيات، وسمير غانم وكواليس العمل معه، وفاروق الفيشاوي وجديته في العمل، ونور الشريف وإحساسه العالي، وغيرهم كثير أفتقد العمل معهم.

* من الفنان الحالي الذي لم تلتق معه في عمل فني وتنتظرين هذه المشاركة؟

- ليس هناك اسم محدد، فكثير من الفنانين الموجودين على الساحة حالياً يمتلكون موهبة عالية وإن وجدت النص المناسب الذي نقدمه معاً فلن أتردد أبداً في قبول العمل.

* من من نجمات الزمن الجميل التي تشبه ليلى علوي أو أثرت فيها فنيا؟

- ليتني أكون أنا من أشبههن وليس العكس، هؤلاء القامات لا يمكن تشبيههن بأحد، فهن من أحببنا بسببهن الفن والتمثيل، وحتى وإن لم أعمل معهن فمجرد مشاهدة ما قدمنه من أعمال كان له الأثر في نفسي وعملي، مثل دلوعة السينما شادية والسندريلا سعاد حسني.

* متى ترفض ليلى علوي عملا فنيا معروضا عليها؟

- كما سبق وذكرت النص هو الأساس في قبولي العمل أو رفضه.

* هل هناك مشروع فني جديد تحضرين له في الوقت الحالي؟

- أقوم حالياً بتصوير فيلم «مهمة في سهل حشيش» ويشارك في بطولته بيومي فؤاد وحمدي المرغني ومصطفى غريب وغيرهم من نجوم الكوميديا، وما زلت في مرحلة قراءة فيلم آخر، وكذلك أنتقي من الكم الهائل المقدم لي عملا دراميا تلفزيونيا لشهر رمضان الكريم.

* متى نرى ليلى علوي مرة أخرى على خشبة المسرح؟

- يجب أن يستفزني النص المقدم جداً لأقدم على هذه التجربة من جديد في الوقت الراهن، فالمسرح يعني التزام ومسؤولية كبيرة جداً، فإن لم يكن هناك ما يحمسني على هذا فلن أقدم على التجربة حالياً.

* هل يوجد عمل فني سينمائي أو درامي.. تندمين على تقديمه سواء بسبب الشخصية أو فريق العمل؟

- أعتز بكل الأعمال التي قدمتها، ولم أندم في مشواري على أي عمل قدمته، يمكن أن يكون هناك بعض العقبات أو الأخطاء التي صادفت عددا من الأعمال، لكنها في النهاية أعمال جيدة ولولا ذلك ما كنت قدمتها.

* تناولتِ في عملك الدرامي الذي عرض في رمضان وهو «دنيا تانية» عددا من القضايا المجتمعية ما هي القضية الأهم التي جعلتك تقتنعين بقبول الشخصية والعمل بالكامل؟

- كل القضايا التي كانت في هذا العمل جعلتني أتحمس كثيرا لتقديمه، لأهميتها كلها ولوجودها في المجتمع، لذلك وعلى الرغم من ضيق الوقت الذي بدأنا فيه التصوير إلا أنني تحمست للخوض به في السباق الرمضاني، وأتمنى أن تكون كل القضايا التي تناولناها نالت إعجاب الجمهور، فنحن ناقشنا أهمية تضافر الأسرة وترابطها والبعد عن التنافر والعزلة التي فرضتها علينا وسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة اقتراب الأهالي من أولادهم ومعرفة كل ما يتعلق بهم، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي لم تناقش من قبل.

* «دنيا تانية» واجه عددا من الانتقادات والهجوم.. ما ردك على هذا الهجوم؟

- من قاموا بالهجوم لم يكونوا في الأساس شاهدوا الحلقات أو المشاهد التي اعترضوا عليها، ففي عصر السوشيال ميديا والمشاهد المجتزأة التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق التريند وقد أصبحت هي الأساس في الحكم على الأعمال قبل حتى مشاهدة العمل، لخلق رأي عام وجدل والوصول للهدف المرجو من الأساس وهو تحقيق نسبة عالية للمشاهدة على هذا الموقع، لذا أتمنى من الجميع قبل أن يحكم على أي عمل فني الانتظار حتى تصل الأحداث لذروتها ومن ثم يبدأ في إبداء رأي عن العمل.

كما أن أي عمل فني إن توافرت فيه كل مؤهلات نجاحه، وأهمها عنصر الوقت، فللأسف بدأنا عمليات التصوير في هذا العمل في وقت متأخر جداً مما تطلب من الجميع الضغط على أعصابه لاستكمال العمل الذي تحمس الجميع له منذ القراءة. والجميع بذل قصارى جهده ليخرج العمل بشكل متكامل.

* ما رأيك في القضايا المجتمعية التي يشهدها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة مثل قضية نيرة أشرف طالبة المنصورة والتي قتلها زميلها وحبيبها كما ادعى.. ومقتل الإعلامية شيماء جمال على يد زوجها القاضي المشهور؟

- هي قضايا دخيلة على مجتمعنا ولم يسبق أن سمعنا وشاهدنا كل هذه القسوة في المجتمع، ومن المؤكد أن الخلل الذي حدث في الأسرة وابتعاد الأهالي عن أولادهم وانشغالهم بتدبير المتطلبات المالية هو ما جعل مثل هذه الأمور تتفجر في الوقت الحالي، فالأبناء طوال الوقت دون رقابة وما يشاهدونه على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت هو ما يشكلهم ويوجههم في غياب توجيه الأهل، لذلك يجب على الأهالي العودة لأولادهم والحرص على توجيههم والعناية بنفسياتهم، كما يجب أن يكون هناك عقاب رادع ونافذ حتى يتعظ الجميع.

* هل برأيك تستطيع صناعة الدراما والسينما المساهمة في تصحيح هذه الثغرات في المجتمع؟

- كل عناصر المجتمع عليها أن تتضافر لإعادة توجيه المجتمع نحو الأخلاق وحسن السلوك والتربية، فالقانون وحده لن يمكنه إعادة تأهيل الإنسان، ولكن الأسرة والمدرسة عاملان أساسيان تتكامل معهما كل العناصر الأخرى الموجودة في المجتمع، ويكون الفن وما نقدمه من أعمال شريكة في ذلك، فيجب إعادة النظر في النصوص والرسائل التي تقدم في الأعمال الفنية ومخاطبة هذا الجيل بطريقته وليس بطريقة النصح المباشر التي يرفضونها، وإنما يجب البحث عن الطريقة المثلى لإيصال الرسالة التي نرغبها بشكل يجعلهم يتقبلونها.

* هل تحضرين للمشاركة في أعمال عربية مشتركة إضافة لمشاركتك في مهرجانات خارجية بأعمال مصرية؟

- حتى الآن هي مشاركة في المهرجانات سواء بالحضور أو بالتكريم، ولكن أتمنى أن أجد العمل الذي يحمسني للمشاركة في أي من الدراما العربية سواء في الخليج أو في شمال أفريقيا.

* ماذا عن الحب في حياة ليلى علوي؟

- الحب هو أساس أي إنسان سوي يعيش معنا على هذا الكوكب، فبغير الحب نتحول لوحوش بلا مشاعر أو أحاسيس، ونصبح في غابة، لذلك الحب موجود في كل شيء في حياتي.

* ما مواصفات الرجل الذي يمكن أن يوصف بشريك حياة؟

- أن يكون قادرا على الاحتواء والاهتمام والتشجيع والتقدير للإنسان الذي يشاركه هذه الحياة.

* كيف تتابعين الشائعات التي تطلق عليكِ؟

- لا ألتفت لها مطلقاً، فالجميع يتحدث وإن ظللت أتابع وألتفت لكل ما يقال فلن أجد الوقت الكافي للتركيز على عملي وفني وأسرتي.

* هل تزعجك الشائعات؟ وكيف تواجهينها؟

- من المؤكد أن الشائعات تزعج أي شخص، وخاصة التي تناقض الحقيقة وتدخل في الأمور الشخصية التي لا يعلمها أحد سواك، ولكني أواجهها بالتجاهل وعدم الرد، والعمل والحضور كفيل بأي رد.

* ما رايك في السوشيال ميديا ؟ وما رايك في تأثيرها على المجتمع؟

- السوشيال ميديا هي سلاح ذو حدين، فهي جعلتنا طوال الوقت على الهواء مباشرة مع كل ما هو حولنا وهو شيء مرهق جداً لأي شخص بأن يشعر بأنه مخترق والجميع يعلم عنه كل شيء ولا يوجد أي خصوصية، ولكنها في نفس الوقت جعلتنا نطلع بشكل أسرع على كل ما هو جديد لمواكبته والسير في طريق التطور والانطلاق، لذلك على كل من يتعامل مع السوشيال ميديا أن يمتلك الذكاء الكافي للوصول للطريقة الصحيحة في استخدامها.

font change