خبراء دوليون: المستقبل سيكون أفريقياً في مجال التكنولوجيا والتعليم

من المؤتمر

خبراء دوليون: المستقبل سيكون أفريقياً في مجال التكنولوجيا والتعليم

الإسكندرية: يمثّل مستقبل أفريقيا وتحقيق التنمية المستدامة أهم القضايا التي تطرحها وتناقشها المؤسسات والمنظمات الدولية والقوى الكبرى في العالم .
ويعمل الفاعلون الدوليون والمؤسسات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها الأمم المتحدة على تعزيز التعاون بين كافة الجهات، من أجل خدمة المجتمعات الأفريقية وتعزيز إمكانيات الشباب الأفريقي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وشكلت القارة الأفريقية ومستقبل التنمية المستدامة محور المناقشات والأحداث العالمية على الساحة الدولية خلال عام 2022،  في ظل قمة المناخ COP27 في مصر  وكذلك القمة الأميركية الأفريقية  في الولايات المتحدة الأميركية، والقمة العربية الصينية التي احتضنتها المملكة العربية السعودية، حيث ناقش قادة العالم خلال تلك الأحداث الدولية مستقبل القارة السمراء وشعوبها والعمل على إيجاد الآليات الفعالة للتنمية المستدامة فيها .
وتعد قضية التعليم والبحث العلمي ومستقبل أفريقيا والترابط بين الشباب وتحقيق التنمية المستدامة، من القضايا الهامة التي تمثل محور مناقشات وبحث توليه المؤسسات الدولية والجهات المختلفة اهتماماً فعلياً، خاصة وأنّ القارة السمراء قارة شابة وتشير التقارير إلى أنها مع عام 2030 سوف تمتلك 40 في المائة من شباب العالم .
وفي سياق متصل، أقيمت فعاليات منتدى «المستقبل ينتمي إلى أفريقيا: رسم الطريق وخلق آفاق جديدة للتعليم»، وهو منتدى دولي مشترك لشباب الخريجين من الجامعات الأفريقيّة بمشاركة المئات من الشباب الأفريقي في الإسكندرية.
وقد شارك في تنظيم المنتدى، العديد من المؤسسات الدولية ومكتبة الإسكندرية وجامعة سنجور بالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، وبدعم من الوكالة الجامعية الفرنكفونية (AUF) والقنصلية الفرنسية في الإسكندرية واتحاد الجامعات الأفريقية.

من المؤتمر

الترابط بين التعليم والتنمية المستدامة في أفريقيا
أكد رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية البروفسور بكري سعيد لـ«المجلة»، أن التعليم يساهم في تحقيق التنمية من خلال التدريس الذي يوفر رأسمال بشريا،  ومن خلال إيجاد كوادر مؤهلة تمتلك المعرفة من أجل تحقيق التنمية .
وأضاف أن الوقت الحالي الذي يشهد فيه العالم العولمة والانفجار المعرفي والتكنولوجي، يتطلب توفير المزيد من الكوادر المؤهلة التي تمتلك معرفه علمية ذات مستوى مرتفع تمكنها من تحقيق النمو الحقيقي في المجالات المختلفة.
وتابع أن التعليم وتطوير البحث العلمي يمكنهما المساهمة في تحقيق التنمية، وذلك من خلال إيجاد البحث العلمي الرصيد الذي يتوافق ويرتبط مع احتياجات المجتمع .
وتحدث عن ضرورة الترابط بين البحث العلمي الجيد واحتياجات المجتمع بما يوفر لصناع القرار والسياسات الحلول الفعالة والواقعية، التي تخدم المجتمع وتوفر احتياجات سوق العمل والقطاع الخاص من أجل خدمة قضايا التنمية.
وشدد على أهمية تحقيق التواصل المجتمعي بين الجامعات  العلمية والمعرفية والمجتمعات التي تتواجد فيها، وأن تقدم المساعدة في علاج القضايا المحلية .
وأشار إلى أننا نعيش ونشهد عصر اقتصاد المعرفة بما يجعل العمل الفكري والعقلي والنقدي أساساً للتطور والتقدم  والريادة عالمياً، وهذا يختلف مع العصور الماضية التي كانت تعتمد على العمل اليدوي .
وأوضح أن تقديرات الأمم المتحده تشير إلى أن أغلب الدول الأفريقية ستعجز عن بلوغ أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وهذا الوضع والتهديد الخطير يضاعف المسؤولية على مؤسسات التعليم التي يجب أن تجتهد من أجل تحقيق التنمية والتطوير ومساعدة الدول على بلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وشدد على حاجة الدول الأفريقية إلي إقامة جامعات بحثية، تتفق وتخرج وتقدم حلولاً تتسق مع البيئة واحتياجاتها وتخدم المجتمعات المحلية التي تتواجد بها .

من المؤتمر

دور الشباب الأفريقي وتحقيق التنمية في القارة السمراء
وأكد رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية البروفسور  بكري سعيد لـ«المجلة»، أن دور الشباب في تحقيق التنمية هام للغاية، وكي يتمكن من ذلك لا بد من تأهيل الجامعات والمؤسسات المهنية ومراكز التعليم المختلفة.
وأشار إلى أن الدول الأفريقية تعاني من التباعد بين ما تقدمه الجامعات من معرفة علمية وأكاديمية، وما تحتاجه سوق العمل، مؤكدا على أهميه إيجاد الطرق والوسائل الفعالة التي تتيح تخريج كوادر تتوافق مع متطلبات المجتمع .
وأضاف أن ذلك يتسبب في ارتفاع معدلات البطالة، مطالباً بضرورة سد الفجوة بين ما تقدمه الجامعات من معرفه علمية والاحتياجات الفعليه لسوق العمل، فلا بد من تحقيق الترابط بين التعليم العالي والقطاع الخاص.
وتابع: «لا بد أن يعي القائمون على الجامعات باحتياجات التنمية والمشروعات التجارية، كما يجب أن تكون القيادات في سوق العمل ناشطة في مساعدة الجامعات في أن تقدم لهم الكوادر المطلوبة المهارات المعرفية والتقنية المرتفعة.
وأكد أن الهدف الأساسي من التعليم يتمثل في تحقيق التنمية، فالمواطن الذي ينتظر أن تتغير حياته من خلال التعليم وأن يحقق التنمية المستدامة .

رئيس اتحاد الجامعات الأفريقية الدكتور بكري سعيد

العديد من الفرص
كما  تحدث خبير الطيران العالمي الدكتور هاني مصطفى عن فرص العمل والتنمية في أفريقيا، مؤكداً أن هناك فرصا كثيرة جدا للتنمية في أفريقيا كما أن الشباب يمتلك القدرة على المشاركة الفعالة في عملية التنمية والتطوير .
وأشار إلى أن هناك العديد  من فرص العمل التي يمكن للشباب أن يستغلها ويوظف قدراته من أجل خدمة مجتمعاتهم .
ولفت إلى ضرورة تحقيق الترابط بين التعليم والبحث العلمي وسوق العمل، وإلى ضرورة تدريب الطلاب وتعليمهم وعملهم على مشروعات ترتبط بالصناعات الحالية .
وأوضح أن «هناك إحصائيات تؤكد أن لدينا الكثير من فرص العمل ستتغير وتتأثر بالتطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، مما سيؤدي إلى تغيير الظروف المحيطة بها، لافتاً إلى الترابط بين التطور التكنولوجي والإنسان والبيئة، ما يحتّم علينا معرفة لغة التكنولوجيا المتطورة وممارستها بطلاقة» .
كما تحدث قنصل عام فرنسا في الإسكندرية محمد نهاض لـ«المجلة»، مؤكدا أن فرنسا تولي أهمية خاصة للتنمية في أفريقيا .

الدبلوماسي الفرنسي قنصل عام فرنسا في الإسكندرية محمد نهاض


وأشار إلى أن فرنسا أطلقت العديد من المبادرات في أفريقيا، وتعمل مع نظرائها في القارة لكي يتم تطبيق تلك المبادرات وتنفيذها في الواقع .
وأشار إلى أن فرنسا تهتم بالتطور في أفريقيا وأن يكون للشباب دور هام في هذا التطور وتعزيز مشاركتهم الاقتصادية.
وأشار إلى أنه من المقرر افتتاح مقر جديد لجامعة سنجور في كل من تونس وفيتنام، مشيرا إلى وجود مبادرات عديدة من أجل تعزيز الفرنكفونية .
وأشاد بدور جامعة سنجور وما تنظمه من مؤتمرات تعزز التنمية الاقتصادية في أفريقيا .لافتا إلى أهمية المنتدى الدولي المشترك لشباب الخريجين من الجامعات الأفريقية.

عالم الطيران العالمي الدكتور هاني مصطفى

المستقبل للعمل في مجال التكنولوجيا
أكد الخبير في التكنولوجيا الرقمية ورئيس أكاديمية التسويق الرقمي  الدكتور محمد حنفي في تصريح لـ«المجلة»، أن أفريقيا قارة شابة ومع حلول عام 2030 فإن 40 في المائة من شباب العالم سيتواجدون في أفريقيا .
وشدد على أهمية تعزيز وبناء الاستثمارات في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في أفريقيا باعتبارهما المستقبل، كما أنهما يوفران العديد من فرص العمل لآلاف الشباب، خاصة أن هناك حاجة عالمية متزايدة ومتنامية على العاملين في تلك القطاعات .
وتحدث عن  ضرورة تقديم البرامج  التعليمية المتخصصة  لتعزيز مهارات وقدرات الشباب الأفريقي في المجال التكنولوجي والتقني، بما يخدم الفرد والمجتمع على المستويات الإقليمية والعالمية.

خبير التسويق الرقمي الدكتور محمد حنفي


وشدّد على أهمية الاستثمار في الإنسان والتعليم وتحقيق الترابط بين التعليم وما يتطلبه سوق العمل بما يخدم المجتمع، وكذلك توظيف قدرات وطاقات الشباب في مجال التكنولوجيا المتطورة من أجل تحقيق التنمية والتطوير والازدهار .
وأوضح أن التطوير في المجال التكنولوجي وبخاصه تكنولوجيا المعلومات يمثل المستقبل كما أنه يوفر العديد من فرص العمل ذات العائد الكبير وهو بمثابة المستقبل لأفريقيا، خاصة أن  بعض الشركات التي تعمل في المجال التكنولوجي ميزانيتها هائلة وضخمة جدا تتجاوز وتعادل ميزانيات بعض الدول مثل شركة «غوغل».
وأكد على ضرورة التركيز على دمج وتوظيف وتأهيل الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات، كما تحدث عن ضرورة توفير برامج متخصصة للأطفال تركّز تطوير المهارات التقنية والتكنولوجية لديهم باعتبارها المستقبل .
وأختتم حديثه مؤكدا أن الاستثمار في البشر وتعزيز القدرات التقنية والتكنولوجية يمثل المستقبل خاصة في ظل عوامل عالمية عديدة تتمثل في تضاعف الطلب عالمياً على العاملين في مجال التقنيات والتكنولوجيا المتطورة، وارتفاع رواتب تلك الفئات بما يحقق الرفاهية والتنمية للمجتمعات كافة .

font change